منذ اندلاع ثورة 25 يناير ثم ثورة الخلاص في 30 يونيه تعاقب علي حقيبة وزارة الثقافة أكثر من وزير وكلهم اخففقوا وكان كل واحد فيهم بدرجة "فاشل" وانعدم التواحد الحقيقي في الوزارة الثقافية سواء في الشارع المصري أو علي المحفل الدولي أو بين جنبات بيوت وقطاعات الوزارة وكان الخاسر الأكبر هو المسرح وبكافة قياداته واتحدي أي قيادة لها سيرة ذاتية ذات قيمة أو فاعلة. بل معظمهم ممن ليس له تاريخ يذكر سواء ممثل درجة ثانية أو ثالثة أو مخرج بلا إنتاج أو فنان بلا فن أو رؤية. لذلك عندما تولي الدكتور عبدالواحد النبوي حقيبة الوزارة. صمت الجميع وباتوا في حيرة لعدم علمهم بمن هو؟.. وبدأت الأخبار تتواتر عبر مواقع الاتصال الاجتماعي الفيس بوك وكان الهدوء الحذر في انتظار ما يقدمه للثقافة بوجه عام وما سيقدمه للمسرح علي وجه الخصوص. لذلك كان هذا التحقيق مع بعض المسرحيين حول مطالبهم من الوزير تجاه المسرح فماذا يقولون؟!! يقول المخرج الاستعراضي الأول في مصر الفنان القدير عادل عبده: المطلوب من الوزير الجديد أشياء كثيرة والله يكون في عونه لأنها كانت ميراث سنوات كثيرة من التردي والاغماء وفقدان الهوية وتواصل من الفساد والفشل والمحاباة والمجاملات ومحاربة الكفاءات مما أدي بها بشكل عام وبالمسرح بشكل خاص إلي التخلف والاحباط والسقوط فيجب علي معالي الوزير الاهتمام أولاً: هيكلة جميع الفرق والقطاعات والبيوت الخاصة بالمسرح مثل البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والثقافة الجماهيرية ثانياً: الاهتمام بتقنيات المسارح وتقنيات الأوبرا المصرية ثالثاً: انشاء العديد من المسارح المتطورة لمواكبة الحركة المسرحية في العالم رابعاً: الاهتمام بالكفاءات وتشجيعهم وتطوير امكانياتهم بالبعثات واستضافة الخبراء من الداخل والخارج لنقل خبراتم. خامسا: البعد عن المستشارين وأهل الخير الذين انتهت صلاحيتهم الفنية. سادسا: الاستماع لكل فرقة مسرحية علي حدة والتعرف علي امكانياتهم وطاقاتهم دون وسيط. سابعا: الاهتمام بالنص المسرحي وعمل مسابقات شفافة لاكتشاف النصوص الجيدة. ثامنا: الاهتمام بالشباب والفرق الحرة والمستقلة وتشجيعهم ومساعدة المتفوقين منهم. تاسعا: الاهتمام بالمسرح الخاص وتدعيمه. عاشرا: الاهتمام بالعروض القومية والغنائية ومحاولة جذب الرعاة مثل الأعمال التليفزيونية والسينمائية لمساعدة الفرق والمساهمة في الميزانيات والتكاليف بحيث لا تكون كل الأعباء المالية علي الوزارة وفي النهاية أتمني للوزير النجاح والتوفيق من أجل رفعة مصر. ويقول الدكتور كمال يونس الناقد والكاتب المسرحي: أولا: الاستعانة بالفنانين من ابناء المسارح العاملين بالبيوت الفنية للمسرح واعطاؤهم الفرصة في العمل بالمسرحيات التي تنتهجها تلك البيوت. ثانيا: احياء وبعث دور المسرح الاستعراضي وفرقتي رضا والقومية. ثالثا: استقلال السيرك القومي عن تبعيته للفنون الشعبية علي أن يتولي ادارته أحد أبنائه. رابعا: كسر احتكار مؤلفين بعينهم علي العروض التي يقدمها البيت الفني للمسرح. سابعا: الاستفادة بالعاملين في كافة المجالات. ثامنا: كسر احتكار المخرجين لعملية الإخراج المسرحي. تاسعا: الاهتمام بمسرح الشباب بتقديم عروضهم بميزانيات محدودة وتقديم مسرحيات متميزة من المسرح الجامعي. عاشرا: تقنين وتنظيم وتصحيح والاشراف علي أجندة المهرجانات ككل خاصة وحكومية. حادي عشر: إعادة تدوير واستغلال الديكورات القديمة توفيرا للنفقات. ثاني عشر: تغير لجنة النصوص نظرا لرداءة النصوص التي تتم الموافقة عليها. ثالث عشر: استغلال مسرح الحديقة الدولية وتقديم عروض للأطفال في الفترة الصباحية وعروض للكبار في المساء. رابع عشر: استضافة عروض الثقافة الجماهيرية الفائزة في المسابقات الرسمية. خامس عشر: الاستعانة بالكفاءات والخبرات وليس المعارف والمحاسيب في تولي المناصب الادارية. سادس عشر: تخفيف القيود في التعاقد مع المؤلفين والدفع بمؤلفين محترمين من المظاليم والبعد عن السبوبة. وتقول الفنانة القديرة نجاح حسن عضو المسرح الحديث: الا يلتفت ويستمع لكهنة وكهنوات الوزارة ولا يسمع لرئيس البيت ورئيس قطاع الانتاج فقط يسمع من كل الناس وينزل للمسارح. كل مسرح في يوم ويجلس مع الفنانين ويري بنفسه وسيعرف أشياء كثيرة وأتمني ألا يستمع لأحد بعينه لأن هناك أشياء كثيرة يخفونها عنه. هناك "بلاوي متلتلة" لو ذهب للمسرح سيراها بنفسه والأهم ان يفتح بابه ويتركه مفتوحا ليتعرف علي مشاكل الناس وأتمني أن يطهر الوزارة من المنتفعين والفاسدين وان يطلب من كل مسرح ان يختار من يمثله للوقوف علي المشاكل أولا بأول واتمني له التوفيق في مجابهة كم الفساد الموجود ويارب يبعد الكهنوت سبب الكوارث مع كل وزير جديد يأتي للوزارة وهم حفنة من المستشارين العواجيز ممن خرجوا معاشا من دهر ولهم مصالح وبيسيطروا علي تفكير وعقل أي وزير يأتي وادعو الله ان يزيحهم بعيدا وأنا عندي بارقة أمل لأني سمعت عن الوزير الجديد كلاما يطمن وربنا يوفقه. ويقول المخرج محمد شافعي: المطلوب من الوزير بايجاز تغيير شامل لوزارة الثقافة وتفعيل دور الوزارة في المجتمع المصري في كل بقاع مصر ونجوعها.. اختيار قيادات ذات خبرة وخبرات وكفاءات ولهم باع طويل في تخصصاتهم وتفعيل دور المسرح بجد وكفاية العروض الهشة والمجاملات من أجل إنتاج عروض لا قيمة لها وايضا السينما وان يكون للدولة دور في انتاج السينما.. الرقابة وما أدراك ما الرقابة ودور الرقابة في وقف الأفلام المسيئة لمصر والفن المصري وتفعيل دور المراكز الثقافية في كل محافظات مصر واعادة النظر في دور الفنون الشعبية والسيرك وسفرهم في كل دول العالم. واضاف محمد شافعي: ضرورة فتح ملفات الفساد المعلنة وغير المعلنة والغاء أي لجان وهمية كانت تستنزف أموال الدولة دون مبرر أو فعل شيء حقيقي.. العلاقات الثقافية وهيئة الاستعلامات ودورهما في الدعاية والاعلام والاعلان عن مصر خارجيا.. الحمل ثقيل ولا يعلمه إلا الله ويجب علي الوزير طرد "وتغوير" كل الحاشية الموجودة وتعيين ناس بتحب مصر بجد. ويقول الدكتور مصطفي سليم استاذ مساعد بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد: علي وزير الثقافة الجديد ان يطمح للآتي مواجهة الشللية والعصابات الليلية ومواجهة التجاوزات غير القانونية والقيادات غير الشرعية وعليه ان يطرح الفرص في مسابقات علنية ويعمل في النور ويستبدل رجال الأنظمة البائدة بكشافين جدد ينقبون عن المتميزين والموهوبين دون موجه سوي الضمير وعليه ايقاظ القوي الخاملة بأكاديمية الفنون وانقاذ المستقبل من براثن الجمود والاستسهال وان يعمل لصالح الجدية والانتقاء ثم الانتقاء حسب المنجز والتاريخ والمعايير الموضوعية وفوق كل هذا عليه ان يعيد البهجة الثقافية والوجه المشرق المفقود بين الجماهير التواقة للاستهلاك الآدمي للمنتج الفني الثقافي الذي يعاني من آفة الاضمحلال. يقول المخرج القدير حمدي أبوالعلا: أولا انتقال الفرق المسرحية للعروض بجميع الأماكن المتاحة في القري والمدن أمام مسجد أو كنيسة وجرن ومدرسة وغيرها حتي لا تكون العلبة الايطالية عائقا للتجوال. ثانيا: اعداد جيل من المبدعين بعمل خطة شاملة للتدريب عن طريق تفعيل البعثات للخارج واستقدام الخبراء في جميع المجالات بشكل موسع. ثالثا: تصنيع عربات لتقديم مسرح العرائس للأطفال في كل مكان في مصر. رابعا: عمل مؤتمر للمسرحيين لإنشاء بنك للأفكار ووضع خطة عاجلة لتنفيذ الأفكار الجادة. خامسا: ايجاد علاقة حقيقية بين الفن المسرحي والشارع المصري بعمل ورش مشتركة بين المحترفين والهواة في المحافظات وأخيرا نأمل ان يأتي العام القادم وجميع القيادات الفاشلة قد رحلت بلا عودة. ويقول الكاتب والمخرج ناصر العزبي: مطلوب من د.عبدالواحد النبوي وزير الثقافة ان يحقق للوزارة الاستقرار الذي غاب عنها في المرحلة الفائتة.. وفي ذات الوقت العمل علي القضاء علي الشللية والفساد. مطلوب ان يرفع من معدلات الأداء الثقافي وتوصيل الخدمة الثقافية ذات الاثر الفعلي. لا الدعائي إلي المناطق المحرومة من الخدمة الثقافية. مطلوب دعم المسرح ماديا باعتباره فنا له رسالة وضرورة لا ترفا ولا ترفيها. مطلوب إنشاء هيئة مستقلة لمسرح الطفل. مطلوب استمرار المهرجانات الدولية والقومية وتفعيل تواجدها وأثرها. عليه ان يطلب من كل قيادة من قيادات هيئاته ان تقدم مشروعها الذي يقيمها علي أساسه ويحاسبها علي عدم انجازه.. ان كان لديها مشروعا والنصيحة هي عدم السماع للصوت العالي لأن ليس كل صوت عال علي حق وإنما السماع لصوت الحكمة وعدم تجاوز أصحاب الخبرة ذو القيمة المشهود لهم بالكفاءة.