* لعب نهر النيل منذ عصور سحيقة دورا محوريا بل وحيويا في مصر حيث أقيمت أقدم الحضارات الإنسانية علي ضفافه فكانت بحق أم الحضارات القديمة جميعا. لذا كانت نظرة المصريين للنيل علي مر التاريخ نظرة إجلال وتوقير وتعظيم.. لأنه يمثل لهم شريان الحياة الذي بدونه لا حياة علي ظهر البسيطة. * من هنا كان حرص المسئولين المصريين دائما وابدا علي ألا تمس مياه نهر النيل بل تكون مصونة حرصا علي مصالح الأجيال القادمة.. وكثيرا ما تعرضت العلاقات بين دول حوض النيل لبعض التوترات ولكن سرعان ما كانت تزول.. وذلك وفقا لطبيعة العلاقات الأخوية التي تربط بين حكومات وشعوب دول المنطقة.. وبالتالي حين أقدمت مصر في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات علي بناء السد العالي وضعت الدول الاستعمارية كثيرا من العراقيل حتي لا يتم تشييد هذا المشروع العظيم الذي مكن مصر من زيادة رقعتها الزراعية وتوليد الكهرباء التي أغنت مصر وساهمت في إنشاء قلعة صناعية عملاقة في طول مصر وعرضها.. وظل الحال علي هذا المنوال وظلت مصر آمنة من الجفاف الذي ضرب معظم دول حوض النيل في عقد التسعينيات وطال الجفاف الحرث والضرع وكانت مصر بمنأي عن كل تلك المخاطر بفضل هذا السد العظيم الذي حرص مسئولونا آنذاك علي تشييده حتي يحموا البلاد من مخاطر الفيضان والجفاف في وقت واحد. * ولكن مع تزايد السكان بصورة مخيفة في مصر وثبات حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار أدي ذلك إلي الحاجة لزيادة الحصة المخصصة لمصر.. ولكن لم نستطع حينها تعديل اتفاقية دول الحوض بحيث تمكننا من زيادة حصتنا وكانت مصر آنذاك بعيدة إلي حد ما عن شقيقاتها الأفريقية الأمر الذي وجد معه جفاء "مؤقت" في العلاقات خاصة مع دول الحوض. من هنا حين فكرت إثيوبيا في بناء سد الألفية أو سد النهضة طبقا لاختلاف المسميات.. بان الأمر بالنسبة لمصر حكومة وشعبا مقلقا للغاية إذ كيف تقوم إثيوبيا ببناء السد ومصر لا يمكنها الاستغناء عن مياه النيل ولاشك ان هذا السد سيؤثر علي حصة مصر.. من هنا أخذت المسألة المصرية الإثيوبية جولة من الشد والجذب بلغت ذروتها في عهد الجماعة الإرهابية التي كادت تؤدي بالعلاقات مع إثيوبيا إلي غياهب الجب ولكن قيض الله لمصر وشعبها هذا القائد المغوار الذي أخذ بيدي مصر ليخرجها من الهوة السحيقة التي أراد الإخوان ان يسقطوها فيها.. فكان الرئيس عبدالفتاح السيسي حبيب كل المصريين الذي قاد السفينة ببراعة القائد واستطاع ايجاد الحل المناسب للمسألة المصرية الإثيوبية بحيث تم توقيع اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث مصر والسودان وأفريقيا بحيث كان اختيار مصر وانحيازها للطرق السلمية وبالتالي وجدت تجاوبا ملموسا من قادة السودان وإثيوبيا وكانت كلمتا رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين والرئيس البشير خير تعبير عن توجه سياسة الدول الثلاث نحو العمل الافريقي المشترك.. بحيث اعتبرت زيارة الرئيس السيسي ولقاءه بأعضاء البرلمان الإثيوبي وكذا ايضا الدبلوماسية الشعبية هناك أدلة قاطعة لا تقبل المزايدة علي موقف مصر المنحاز دائما للحق والسلام الافريقي. من هنا اعتقد ويوافقني كثيرون بأن هذا الاتفاق الاطاري هو بمثابة النموذج الذي يجب أن يحتذي علي كل المستويات الإقليمية والدولية وبالتالي تكون مصر دائما صاحبة الريادة في محيطها الافريقي والعربي. كلمة أخيرة: * العمل العربي الرائع الذي تم فجر الخميس الماضي من جانب دول مجلس التعاون الخليجي يعد تفعيلا علي ارض الواقع لاتفاقية الدفاع العربي المشترك التي اخيرا وجدت من يعطيها "قبلة" الحياة. فكانت الضربة القاصمة ضد مواقع متمردي الحوثيين في مدن جنوب اليمن.. بحيث قامت قوات مشتركة خليجية بضرب مواقع هؤلاء المتمردين بحيث أعادت الشرعية مرة أخري لليمن السعيد بعد أن كاد يصل إلي حافة الهاوية.. ودعم هذه الضربة الكثير من العرب وغيرهم وكانت مساندة مصر لهذا العمل واضحة بارزة وهو حق الاشقاء علي الشقيقة الكبري وهذا دعم للسلطة الشرعية في اليمن من اجل الحفاظ علي وحدة اليمن. * د.هشام عبدالباسط.. المحافظ الجديد لإقليم المنوفية لفت الانظار إليه بشدة خلال الفترة الوجيزة الماضية فكثيرا ما شاهدناه مترجلا في شوارع مدن وقري المحافظة وفي توقيتات قل ان يذهب فيها مسئول لمواقع العمل والإنتاج فقد شاهدناه بعد الثانية عشرة مساء يجوب شوارع مدن وقري المحافظة متابعا وموجها.. يثني علي المجد ويعاقب المقصر.. وهي بحق منتهي العدالة التي ننشدها ليس في المنوفية فقط بل في طول مصر وعرضها.. فتحية حب وتقدير لهذه القامة الوطنية الجديدة في المنوفية.