رغم المحاولات المستمرة لتخليص الشوارع من شبح الباعة الجائلين الذين إستولوا عليها وحولوها لإمبراطوريات خاصة إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل وتحولت الميادين إلي سويقات تسئ للمظهر الحضاري وتسبب تكدس وشلل مروري مزمن. وبعد أن إستنفدت المحليات خططها الهشة قررت فرض إتاوات علي الباعة لإنعاش خزائن الاحياء ومجالس المدن تحت مسمي "الارضية" رغم عدم وجودها في قواميس الرسوم الادارية للمحافظات لتتواصل المأساة وتزداد تعقيداً. يقول سيد شعبان- تاجر أصبحت أرصفة الشوارع محرمة علي المواطنين بسبب إحتلال الباعة الجائلين لها حيث يقومون بفرش بضائعهم بعرض الرضيف ليتسببوا في تعطيل حركة السير وإصابة الشوارع بالشلل التام. يتساءل سامر السيد- مهندس لماذا لا يتم تعميم وتطبيق قرار نقل الباعة الجائلين من علي الأرصفة بجميع المناطق وليس وسط البلد فقط لتعود الأرصفة من جديد للمواطنين التي تعتبر أبسط حقوقهم للسير بشكل أمن وبدون قيود وزحام. المحلات اتخنقت وأبدي حسين عبد السلام - صاحب محل - إستياءه الشديد من وجود الباعة الجائلين أمام المحلات فليس من المعقول أن أقوم بدفع قيمة إيجارية عالية وضرائب ومرافق وأفاجأ بهذا الكم من الباعة يعرقلون حركة دخول وخروج الزبائن بجانب تأثيرهم السلبي علي حركة البيع والشراء. يشير عبده أمين - بائع بمصر الجديدة إلي ضرورة عمل حملات دورية علي فترات متفاوتة بجميع الأحياء لمحاربة الإشغالات بكافة أشكالها لضمان عدم عودتها وأن تستمر الحكومة في إزالة الإشغالات وجعلها قاعدة عامة في إطار إعادة الانضباط للشارع وإعادة تواجد الأجهزة التنفيذية بشكل ميداني حتي يلمس المواطن وجودهم علي أرض الواقع. "تكدس وزحام" يؤكد أحمد محروس - مدير محل أحذية - أن احتلال الباعة واستغلالهم لأرصفة الشوارع الرئيسية والفرعية يعتبر من أسباب التكدس المروري والزحام لعدم وجود مساحة للسيارات للركن مما يضطرهم للوقوف صف ثاني وثالث. لذا ستظل مشكلة الباعة الجائلين صداع مزمن يهشم رأس شوارعنا إذا لم يتم إنشاء أسواق لهم وتلبية رغبتهم من أجل الحفاظ علي مورد رزقهم. يتساءل محمد السيد "بائع" لماذا لا يتم التعامل بسياسة "نفع واستنفع" أي يتم استغلال الأماكن المهجورة وغير المستغلة وتخصيصها كباكيات لهؤلاء الباعة كحديقة الميريلاند ونافورة روكسي كلها مساحات خالية فلما لا يتم تحويلها لأسواق خاصة نظير مبالغ مالية معقولة وبهذا نقضي علي المظاهر السلبية الني نراها علي الأرصفة المخصصة للمشاه. ويؤكد أحمد محمد رجل أعمال أن الألف مسكن أصيبت بالشلل التام والاختناق بعد تعدي الباعة علي حرم الشارع والأرصفة والحدائق المحيطة خاصة أن الميدان يعتبر نقطة إلتقاء لجميع خطوط الميكروباص حيث يزداد الأمر صعوبة بسبب هؤلاء الباعة الذين يمتد وجودهم يوما بعد آخر. يضيف عفيفي مصباح - مقاول أن أرصفة الميدان وحدائقه أصبحت مغطاه بالأحذية الصيني بجانب سيطرة بائعي الفاكهة علي جانبي الأرصفة مما يجعلنا نستغرق وقتا أطول للمرور والوصول لمنازلنا. يقترح عبد الحميد حافظ - صاحب محل تخصيص أماكن لهم وفرض قيمة إيجارية تدفع للحي حتي لا يكون لديهم حجة في ظل عدم قدرة الدولة علي توفير وظائف لهذا الكم الهائل حتي يعود الشارع للمواطن من جديد. يري أحمد جابر"صاحب محل" أن وجود الباعة الجائلين يكون بمعرفة الحي حيث يتقاضون مبالغ مالية أو ما يسمي "بالأرضية" مقابل التغاضي عن وجودهم المخالف وإبلاغهم عن أي حملات من قبل شرطة المرافق لكي يتعاملوا مع الموقف. "أسواق بديلة" من جانبة يؤكد اللواء محمد حسني شرف رئيس حي عين شمس أنه يتم حاليا إنشاء وتطوير أسواق الجمعية الزراعية بعدد 206 نمرة إضافة إلي 220 نمرة بسوق الاحلال وسيتم توصيل كافة المرافق وتسكين الباعة الجائلين بعد حصرهم من قبل المحافظة فور الانتهاء من أعمال التطوير. سلوي حسين- موظفة من سكان الحي العاشر تقول الباعة الجائلون احتلوا الطريق بكامله ولم يجروء أحد علي توجيه أي لوم أو عتاب لهم حيث أن معظمهم من بلد واحد ويفترسون كل من يعارض وجودهم أو يحاول منع سطوهم علي المنطقة. يشاركها حامد سيد- محاسب - اسكن بالحي العاشر منذ 15 عام ولم أري بائع جائل في الحي وبعد الثورة احتل الباعة مصر كلها تحت سمع وبصر مسئولي الاحياء. يؤكد محمد رسلان - موظف - المشكلة الكبري هي ازمة المرور التي تحدث نتيجة احتلال الباعة الجائلين نهر الطريق وانسداد كل الحارات التي تنقل الحركة خاصة من الحي العاشر إلي زهراء مدينة نصر والتجمعات الأول والخامس رغم وجود اصلاحات في الطرق وفتح محاور جديدة تعوق مسيرتها بلطجة الباعة المحتلين لشارع ذاكر حسين. وعلي الفور وفي استجابة سريعة لشكاوي سكان المنطقة قاد اللواء حمدي الحديدي مساعد الوزير مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة حملة مبكرة بنفسه لازالته.