الشباب والمرأة جزء من كيان المجتمع تتحقق فيه كل خصائص المجتمع وصفاته الثقافية الموروثة. للشباب سماته ومهاراته الخاصة التي ينفرد بها وكذلك المرأة. لا نستطيع أن ننكر أن هناك تغيراً ملحوظاً طرأ علي المجتمع المصري.. اقتصادياً واجتماعياً انعكس علي قيمه سواء بالسلب أو الإيجاب. أحدث زلزالاً عنيفاً في الكيانات والرؤي بالنسبة للوطن ومستقبله..الشباب أكثر فئات المجتمع تأثراً بهذا الزلزال وأثاره وللأسف فإن الآثار السلبية كانت أكثر عمقاً ودلالة من التغيرات والآثار الإيجابية..مازال أسلوب التعامل منذ 2011 وحتي اليوم يستعين ويستخدم رؤي بعيدة كل البعد عن تطلعات الشباب وأحلامه والمرأة وطموحاتها. القدوة الحسنة شعار رائع وجميل ولكم ما استقر في فكر الشباب من موروث ثقافي أحدثته المراحل السابقة في عقله من اللامبالاة وفقدان الأمل والشك والريبة.. أمور يجب التعامل معها بحذر وفكر خاص وآليات عمل تختلف تماماً عما يتم يتعامل به حالياً. لسبب بسيط إننا نستشير أطباء غير متخصصين في هذا المجال.. أين علماء النفس والصحة النفسية والتربية والاجتماع هؤلاء هم المتخصصون لوضع روشتة العلاج فهل استعنا بهم؟ الإجابة المعروفة لا.. إنهم المسئولون عن وضع الروشتة لتحديد نوع العلاج والجهاز التنفيذي لاستخدام هذا الدواء بدقة متناهية. والمرأة كسرت الجمود الذي يحيط بها من كل جانب وأعلنت بكل وضوح رؤيتها نحو المستقبل عند قيادتها لثورة 30 يونيو. أين نحن من تلك المبادرة؟ وكيف تعاملنا معها؟ المطلوب أن نخلق مجالاً ثقافياً جديداً يتواكب مع عظمة تلك المبادرة ونمكن المرأة من الشعور بوجودها وأهميتها لكي تشارك في صنع يومها وغدها بأسلوب أكثر تحضراً. علينا أن نكسر جمود تلك التقاليد المحيطة بالمرأة تعليمياً ورفع المستوي الثقافي والاهتمام بها صحياً والتركيز عليها إعلامياً. وقبل هذا علينا أولا أن نؤمن كرجال بحق المرأة في الوجود والتواجد والمشاركة بصفة عامة داخل وخارج المنزل فهل يمكن أن نبدأ الطريق قبل أن يصيبنا الملل واليأس وهل يمكن أن نستفيد من الفرصة المتاحة لنا حالياً بتحقيق هذا.