خروج أهالي قرية "كفور نجم" التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية عن بكرة أبيهم إلي الشوارع وأمام مدافن القرية لمنع دفن جثة طالب جامعي إخواني انفجرت فيه قنبلة كان يزرعها بمنطقة المساكن الشعبية بحي المطافئ بجوار السجل المدني ومستودعات البوتاجاز بمدينة الإبراهيمية. ينبغي أن تكون رسالة واضحة وحاسمة لكل عناصر الجماعة الهائجة والتي مازالت تتخذ من العنف والإرهاب وسيلة للانتقام من المجتمع. جماعة الإخوان المسلمين لا تدري أنها تحرق نفسها بنفسها. فهي بما ترتكب من جرائم عنف يومياً في الشارع المصري تبني جسوراً من الكراهية لن تمحوه الأيام.. فالمصريون الذين أعطوا الجماعة كل شيء وأوصلوها إلي قصر رئاسة الدولة قادرون علي لفظ كل عناصرها وردع كل المنتمين لها ماداموا يعلنون الحرب عليهم ويقتلون ويخربون ويروعون دون وازع من ضمير. لذلك أتمني أن تعود عناصر الجماعة إلي رشدها ويعلنوا توبة صادقة عن ارتكاب جرائم ضد المجتمع الذي احتضنهم وأعطاهم كل شيء وأن يتعايشوا مع غيرهم بسلام وأمان فالفرصة مازالت أمامهم للاندماج في المجتمع والعيش في أمان وسلام بعيداً عن الملاحقات الأمنية بسبب ما يمارسون من عنف. *** أعرف عناصر إخوانية فاعلة لاتزال تعمل وتعيش حياتها بحرية كاملة ولا يلاحقها أو يقصيها أحد لأنها لم ترتكب جرائم عنف ولم تحرض علي الفوضي ولم تمول تفجيرات هنا وهناك. وهؤلاء هم العقلاء الذين وعوا الدرس وتعاملوا مع الواقع بواقعية فعاشوا في أمان وسلام ومازلنا نحترمهم ونقدرهم ونتواصل معهم. أما الأغبياء الذين سيطرت عليهم الرغبة في الانتقام من المجتمع الذي لفظ نظام حكمهم بسبب أخطائهم الفادحة فهم ينتحرون يومياً ويلقون بأنفسهم إلي التهلكة ويجلبون لكل من ينتمي إلي الجماعة ويؤمن بأفكارها غضب وسخط كل المصريين. بالتأكيد.. أشعر بحسرة علي شاب إخواني في مقتبل العمر ترك دراسته الجامعية وتفرغ لزراعة القنابل وسط الناس حتي لقي حتفه أثناء وضع قنبلة وسط حي شعبي ليقتل الأطفال الأبرياء.. وأشعر بحسرة أكثر وأنا أشاهد مقبرته مفتوحة ويلتف حولها أهالي القرية رفضا لدفن جثمانه بينهم وحراسة شباب القرية للمدافن ليلاً حتي لا يتم دفن الجثمان خلسة.. فهذا الشاب كان صديقاً لهؤلاء الشباب قبل أن ينتهج العنف وكانت تربطه علاقات مودة وحب معهم.. وموقفهم الآن من رفض دفن جثمانه هو أقسي عقاب له ولأسرته علي ما انتهج من عنف وما استحل من دماء وما ارتكب من حماقات ضد أهله وناسه.. ويجب أن يكون هذا الموقف عبرة لمن يعتبر. يجب أن يدرك الإخوان الذين يمارسون العنف ويحرضون عليه أن ضحايا جرائم التفجير التي ارتكبتها عناصر إخوانية خلال الأسابيع الماضية سيكونون وبالاً علي الجماعة وسيكونون المسمار الأخير في نعشها حيث تأهب المجتمع كله للرد عليهم بكل الطرق. يجب أن يدرك الإخوان أن الفرصة مازالت متاحة أمامهم لكي يعيشوا في أمان وسط المجتمع دون ملاحقة من أية جهة ودون مشاعر كراهية وغضب شعبي إذا ما نبذوا العنف وجنحوا للسلم وتعاملوا بمسئولية ووطنية. *** منذ أسابيع تلقيت أبشع صور الإسفاف وكل فنون السب والشتم والعبارات والأوصاف المسيئة والأدعية الظالمة من شخص إخواني سفيه لمجرد توجيه نصائح لعناصر الجماعة بالتخلي عن العنف وحقن دماء المصريين وبدأ معي الإخواني الهارب بعتاب ثم انهارت أعصابه من حواري العقلاني معه عبر الفيس بوك ليظهر لي مكنون نفسه من الغضب والحقد واللسان الزالف وسوء الأدب مما دفعني إلي إنهاء الحوار معه حيث لم يعد لديه عقل ولا منطق خاصة عندما أصر علي ضرورة عودة الرئيس الفاشل المعزول شعبياً محمد مرسي ليعود الهدوء والسلام إلي المجتمع المصري. وهكذا لايزال بعض عناصر الجماعة يعيشون في غيبوبة ويتحدون مشاعر الشعب وتسيطر عليهم الأوهام وليس لديهم إلا الشتائم للتعامل مع من يختلف معهم أو ينبههم إلي أخطائهم. لقد تلقيت مئات الشتائم القبيحة والأدعية الظالمة وعبارات الإهانة بسبب نصائح صادقة قدمتها لقيادات الإخوان لدفعهم إلي حقن دماء أنصارهم وحماية أتباعهم. *** أدرك أن المنتمين للجماعة يعيشون أزمة نفسية وانكساراً حاداً كما شخص حالتهم أساتذة الطب النفسي. وأدرك أن الضغوط النفسية الصعبة التي يعيشونها تدفع بعضهم إلي ممارسة العنف والانتقام من الشعب وليس الدولة فضلاً عن ممارسة الإسفاف ضد الجميع.. لكن ما أنا علي يقين منه أن هذا العنف وذاك الاسفاف سيلحق المزيد من الخسائر بعناصر الجماعة وسيضاعف من كراهية الشعب لهم. والسؤال المهم الآن: هل تعود عناصر الجماعة الذين يحرضون ويمولون وينفذون عمليات التفجير ويسقطون الضحايا من الأبرياء هنا وهناك إلي رشدهم.. ويتذكرون دائماً موقف أهالي قرية "كفور نجم" بالشرقية؟