اذا كانت الاعياد اشبه بالواحة الفيحاء وبوارف ظلها ورقيق هوائها وطيور متاعها. فقد نضر الكريم ربنا الاعلي أيام عبادة المؤمنين "بالأعياد" ولم يخلها سبحانه من حكمة بالغة وعظة ثاقبة. وهذه مجموعة الشعب الكريم توجه رسالة حب واعزاز لكل أمهات مصر وبخاصة ان الام هي تلك النموذج الانساني الذي يختاره الله لاداء اعظم مهمة ورسالة بشرية مقدسة. وهكذا اذا رجعنا الي كتاب الله المقروء "القرآن العظيم".. والذي هو اساس الامة وسياجها وضمان بقائها فإننا نجد فيه الحصاد الطيب والمبارك.. والذي اشاد به الباحثون واشروا اليه ومنهم كتاب مفردات "مفردات القرآ" وهو الراغب الاصفهاني ونقرأ له "يقال لك ما كان أصلا لوجود شئ أو تربيته أو اصلاحه أو مبدئه "أم" وكل شئ ضم سائر ما يليه يسمي "أما". قال الله تعالي : "وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" "سورة الزخرف:4" ولقد ورد لفظ "أم" ومشتقاته في القرآن الكريم تسعا وتسعين مرة وكما يلي: * تسعة منها عن "أم الكتاب" بثلاث ايات منها وهي هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات.. "سورة ال عمران 7" وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم "سورة الزخرف 4" يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب "سورة الرعد 39" وعن "ام القري" بآيتين هما: وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القري ومن حولها.. "سورة الانعام 92" وكذلك اوحينا اليك قرأنا عربيا لتنذر ام القري ومن حولها "سورة الشوري 7" ام موسي بآيتين هما: "واوحينا الي ام موسي ان ارضعيه.. "سورة القصص 7" واصبح فؤاد ام موسي فارغا.. "سورة القصص 10" وعن ابن ام بآيتين هما: ولما رجع موسي الي قومه غضبان اسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم امر ربكم والقي الالواح واخذ برأس اخيه يجره اليه قال ابن ام إن القوم استضعفوني.. "سورة الاعراف 150" قال يبنئوم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي.. "سورة طه 94". * اما الايات الباقية "التسعون" أية فقد سجلت الامانة في كتاب "المعجم المفهرس لالفاظ القرآن الكريم" وهي علي سبيل المثال: يطلق لفظ "أمة" علي الفرد الذي يقوم مقام جماعة في مثل قوله تعالي: ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا "سورة النحل 120" والامة هي كل جماعة من الناس يجمعهم امر ما ولتكن منكم امة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون "سورة ال عمران 104" والامام المؤتمر به يقول تعالي "يوم ندعو كل اناس بإمامهم" سورة الاسراء 71 وفي مجال النظر الي "حياة المسلمين" وعلاقتهم بالنبي صلي الله عليه وسلم واهله الطاهرين يعطينا القرآن تصورا لهذا المجتمع كأسرة كبيرة النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين الا ان تفعلوا الي اوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا "سورة الاحزاب 6". * هذا ويؤكد التاريخ ان الامومة والابوة "الوالديه" تصعد فوق مستويات الجنس والمصلحة القريبة الي افق الوفاء والرحمة والمسارعة الي البر.. وبالتالي يتأكد ان الاحسان الي الوالدين.. والشكر لهم من الثمار الطيبة وانها امتداد لهما.. وها هو القرآن الكريم يؤكد علي سبيل الحصر كما يلي واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدوا الا الله وبالوالدين احسانا "سورة البقرة 83" واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا.. "سورة النساء 36" وقل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا "الاسراء 23" ووصينا الانسان بوالديه احسانا "سورة الاحقاف 15" ووصينا الانسان بوالديه حسنا.. "سورة العنكبوت 8". * هذا وقد قال المفسرون والرابطة بعد رابطة العقيدة هي رابطة الاسرة ومن ثم يربط السياق "بر الوالدين" بعبادة الله اعلانا لقيمة هذا البر عند الله.. ولذلك فان العبارات الندية التي توضح الاحسان والصور الموحية يستجيش القرآن الكريم وجهان البر والرحمة في قلوب الابناء.. وان الوالدين يندفعان بالفطرة الي رعاية الاولاد الي التضحية بكل شئ حتي الذات.. وهكذا تندفع الحياة.