أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية عن ثقتها في أن تلك الجريمة البشعة ستزيد الشعب المصري وحدة وصلابة.. وأكد أساقفة وقساوسة الكنيسة أن مشاعرهم مختلطة بين الألم والفرح.. الألم للمشهد البشع الذي شاهده الجميع علي شاشات التليفزيون من إذلال وذبح.. والفرح لأنهم ماتوا شهداء. ولم ينكروا الإيمان حتي النفس الأخير.. والشهداء في المسيحية مكانتهم تفوق القديسين. * الأنبا رافائيل. سكرتير المجمع المقدس. أسقف عام كنائس وسط القاهرة: الحدث جلل. وداعش انتشرت بجرائمها الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا وغيرها. ونحن هنا في مصر يجب أن نتكاتف ضد هذا الإرهاب ونفرح لهؤلاء الشهداء الذين ماتوا علي اسم المسيح ولم ينكروا الإيمان. وهذا يكفل لهم النصيب الصالح والأبدي.. ونضع في الاعتبار فترة احتجازهم وما لاقوه من عذابات وضغوط حتي ينكروا الإيمان. لكنهم كانوا أبطالاً. ولم يفت هذا من عزيمتهم وإيمانهم. مشهد الذبح مؤلم بهذه الطريقة اللا آدمية. ولا إنسانية. فقلوبنا مع أسرهم لأننا لابد أن نقدر مشاعر الناس. هؤلاء الآباء والأمهات الذين رأوا أبناءهم يُذبحون كالبهائم.. وفي نفس الوقت نحن فرحون أن الله أعطاهم نعمة إكليل الشهادة. وملكوت السموات. * الأنبا موسي. أسقف عام الشباب: أقول لكل شهيد: دمك بذار شجرة حياة مثمرة. تطرح ثماراً كثيرة. وترسم طريق المستقبل الزاهر بنعمة الله. فكما سمعنا أن الملائكة تحيط بك وأخوتك. يدعون لك ويطلبون ألا تنساهم أمام الرب. فنحن يجب ألا نجزع من هذه الأحداث. ومعروف علي مدي الخبرة الإنسانية أن التجارب تصهر الشعوب معاً. وتخرج أبداع ما فيها. جربنا ذلك في الحروب الخارجية والفتن الداخلية. وكان الشعب المصري كعهده نموذجاً للوحدة والتماسك بسبب حضارته العريقة التي تمتد لسبعة آلاف سنة. أول لأهالي الشهداء: تعرفون أن الشهداء أعلي من القديسين عند الله. لذلك فهم الآن في مكانة سامية مع الله في الفردوس. يصلون من أجلنا ويراقبون خطواتنا. طالبين من الله عنا. * الأنبا بنيامين. أسقف المنوفية: مفهوم الاستشهاد يعني تقديم شهادة بالدم. ويؤكد الإيمان بالحياة الأبدية وبالإيمان المسيحي وبالفضيلة التي تقتل الرذيلة. كما أن الاستشهاد يقدم الدم الذي هو بذر الإيمان. وعادة كلما سُفك دم. يكون بذار لإيمان جديداً. لأنه ليس من المعقول أن يموت إنسان عن شائعة أو شيء غير حقيقي. ولكن قبول الموت يقدم شهادة بالدم لإيمان حقيقي دون شك. كما أن الاستشهاد يمثل أعلي درجات الإيمان وأعلي درجات الحب لله. وأعلي درجات البذل والتضحية والعطاء الكامل. فهناك من يعطي مالاً أو وقتاً أو جهداً. ولكن من يعطي حياته يكون قد قدم أعظم شيء. لذلك لا نحزن من أجل موت شهيد. وإن كنا نتألم ولكن نفرح أن لنا شهوداً تحولوا إلي شفعاء يؤازرون كل من يمر بنفس طريقتهم للشهادة. وهذا هو وعد السيد المسيح "حزنكم يتحول إلي فرح" ويقول أيضاً: "أراكم فتفرح قلوبكم ولا يقدر أحد أن ينزع فرحكم منكم" "يوحنا 16".. فالفرح الناتج عن الألم يتحول إلي فرح حقيقي لا ينزع. فهو ثابت ومستمر. بل وأبدي. * القمص أنجيلوس إسحق. السكرتير الخاص لقداسة البابا: لا أستطيع أن أنطق بكلمة من شدة الألم الذي يعتصرني لأنني كنت أخدم مع الأنبا باخوميوس. وقداسة البابا تواضروس في محافظة البحيرة. والخمس مدن الغربية في ليبيا. الحادث بشع بكل المقاييس لدرجة يعجز الإنسان عن وصفه. * القمص بولس حليم. رئيس المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية: الأقباط ليسوا وحدهم المستهدفين من هذا الحادث الأليم. بل مصر كلها. والكنيسة واعية لذلك جداً. ومصر كلها تعي أن ما يحدث هو من مخططات القوي الاستعمارية. لذلك يجب أن نتوحد حتي نفوت عليهم أي فرصة للنيل من بلدنا واستقراره. * د.جرجس صالح. الأمين العام الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط: نشعر بأسف شديد لما حدث. وأؤكد أن هذا الحادث الأليم لن يؤثر علي وحدة وطننا. فالمسلمون والمسيحيون يعيشون في وئام منذ القرن السابع الميلادي. وما حدث هذا هو أمر عارض. أثار توحد المصريين واستنهض مشاعرهم وأحاسيسهم. ونحن نعتبر أن أبناءنا في ليبيا هم شهداء الوطن والكنيسة.