سوف يشهد التاريخ علي الأحزاب والقوي السياسية تخلفها عن مواكبة الروح الثورية التي دفعت ملايين المصريين للقيام بثورتين هائلتين في 4 سنوات وتقديم تضحيات غالية طلباً لمستقبل أفضل وبناء دولة مدنية ديمقراطية وحديثة تظلل جميع المواطنين مهما اختلفت أطيافهم وانتماءاتهم وطوائفهم. ان موجة التخبط والقصور التي تمثلت في المناورات والشائعات والتحالفات السائدة الآن علي المسرح السياسي قبيل الانتخابات البرلمانية تدل دلالة واضحة علي أن روح الثورة لم تصل بعد إلي هذه الأحزاب والقوي السياسية فهي لم تدرك مدي أهمية وخطورة الانتخابات القادمة لأول برلمان بعد ثورة 30 يونيو مطلوب منه المشاركة في تأسيس الدولة الجديدة. ولم تشعر بمسئوليتها عن العمل لتوحيد الصف ونبذ الخلافات والالتزام بالمصالح العليا للوطن في هذا الوقت العصيب بدلاً من السباق المشين علي نيل مصالح شخصية زائلة وإشباع مطامع حزبية تضر بوحدة الوطن.