يقطن أكثر من 20 ألف نسمة منطقة الجبل الأصفر. التابعة لمحافظة القليوبية والتي تعتبر ضمن المناطق المحرومة تفتقر لأبسط مقومات الحياة فهم يعانون من نقص الخدمات ليس لديهم مياه ولا صحة ولا صرف صحي وغيرها من الخدمات يعيشون حياة صعبة ويحيون حياة القرون الوسطي. لدرجة انهم حائرون في مرافقهم بين محافظة القاهرةوالقليوبية ولا يجدون سوي التجاهل والإهمال من قبل المسئولين. حتي تفاقمت مشكلاتهم وحولت حياتهم الي جحيم. في بداية الحديث يقول حسن رفعت من الأهالي: نعاني من انقطاع المياه بصفة مستمرة. ونعيش في هذه المشكلة منذ سنوات. قمنا بإبلاغ الشركة القابضة لمياه الشرب وافادونا باننا غير تابعين لمحافظة القاهرة. ولا نعلم لمن نشكو حتي المسئولون لم نر احدا منهم سوي اوقات الانتخابات فقط. ويوعدون بالحل ولكن سرعان ما تتطاير حتي ننذر بوجود كارثة بيئية وصحية. ويتساءل محمود عصام: هل يوجد شارع أو حي بالكامل بدون مياه مثلنا؟ انقذونا نحن واولادنا من الانقطاع المستمر للمياه فنحن لا نجد مياها للشرب أو حتي للوضوء والاغتسال. ونضطر الي شراء جراكن نقية أو مياه معدنية مما يحملنا أعباء مادية كبيرة. لأننا نقوم بشراء المياه ب 10 جنيهات يومياً من أجل الأطفال ومعظمنا يضطرون الي استعمال وشرب هذه المياه حتي أصاب الكثير من أهلنا وأولادنا وكل من يعيش معنا بالفشل الكلوي بسبب اعتمادنا علي المياه الملوثة. ويشاركه بالرأي عبد الرحمن نافع: تقدمنا بشكاوي كثيرة ومذكرات الي جميع المسئولين مدعمة بالتقارير والتحاليل الرسمية والتقارير الطبية لأهالي القرية المصابين بالفشل الكلوي ولكن دون جدوي. رغم ان مياه الشرب بالقرية ارتوازية من آبار محطة العرب وغير صالحة للاستهلاك الآدمي. ويلتقط طرف الحوار مصطفي عبد الحميد ويقول: هناك بعض الشوارع تعوم في مياه المجاري ويتعذر حتي السير فيها علي الأقدام. حتي هدد الطفح منازلهم بالانهيار بسبب تشبع جدرانها بمياه الصرف. لانه ليس لدينا مشروع للصرف الصحي بل نعاني الأمرين من التلوث الذي يرصدنا من كل مكان. علاوة علي انتشار الحشرات الناقلة للأوبئة والأمراض. والروائح التي تزكم الأنوف. تضيف أم عمر حسن: ليست مياه الشرب فقط المعدومة بل ندرة مياه الري الطبيعية ايضا أجبرت المزارعين علي الري بمياه الصرف الصحي لزراعتهم. والا ستموت من الجفاف والبوار وفي نفس الوقت ليست لديهم الإمكانيات المادية لدق الآبار. وتؤكد قولها: حتي المدرسة الموجودة بالمنطقة لا توجد بها مياه صالحة للشرب ويشرب أولادنا من فناطيس وخزانات. وأعرب حسين طه عن استيائه لسوء الخدمات المقدمة لأهالي المنطقة ويقول: لا يوجد الا مخبز واحد فقط رغم أن الجبل الاصفر يتبع له عزب وهو لا يكفي حاجة الاهالي والمسافة بين عزبة الدونك والصعايدة والمخبز تصل الي كيلو متر وهذا يمثل مشقة في الحصول علي رغيف الخبز بالإضافة إلي انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة حتي الأعمدة الموجودة لا يوجد بها كشافات. ليس هذا فقط بل انعدام وسائل المواصلات بشكل نهائي بعد الظهر للمنطقة. بخلاف ان الشوارع غير مرصوفة وعدم وجود وحدات صحية ووحدات أمن وانتشار البلطجية مما ينشئ جيلا جديدا من البلطجية بالاضافة الي مشكلة القمامة وعدم وجود خدمة للتليفونات. وطالب الأهالي بضرورة تدخل الدكتور مصطفي مدبولي وزير الاسكان والدكتور عادل زايد محافظ القليوبية لحل أزمتهم. خاصة أن الجميع تقدم بطلب الي المسئولين لعمل خط مياه خاص من المرشحة بأبي زعبل علي نفقتهم الخاصة وبالجهود الذاتية عن طريق أهل الخير ولكن فشلت محاولاتهم. وعرضت بعض الجمعيات الخيرية بعمل خط بقطر 4 بوصات من محطة أبوزعبل الي الخزان الموجود بالقرية لتغذية المنطقة المحرومة ولكن المسئولين رفضوا رغم إن مياه الشرب بالقرية ارتوازية من آبار محطة العرب وغير صالحة للاستهلاك الآدمي. وفي النهاية تمني اهالي الجبل الأصفر ان تكون شكاواهم لها صدي والا تكون حبيسة الادراج.