رغم قرار رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بالازالة الفورية لمحرقتي القمامة بالقطامية والوفاء والامل إلا ان البيئة والمحافظة تجاهلتا القرار لتطل المحرقتان سحابة سوداء طوال العام تنشر الموت فوق القاهرة الجديدة وتتحدي القوانين وتكشف عن الوجه القبيح الخفي لتضارب المصالح بين الحكومة والمحافظة بعد ان تعدت اضرارها مدينة نصر لتصل للشروق والمعادي. يقول مصطفي جمال نعاني منذ سنوات طويلة من الحرائق المستمرة في المقلب دون ان تحرك شكوانا ساكنا حتي اصبح معظم المقيمين في المنطقة المحيطة بالمقلب اصبحوا يعانون من امراض صدرية نتيجة تصاعد الادخنة بسبب اصرار جهاز القاهرة الجديدة علي تأجيره دون الاشراف عليه ورغم وعود المسئولين المتكررة بنقله خارج الكتل السكنية استجابة لشكاوي المواطنين واستبداله بمقلب العين السخنة التابع لوزارة الاسكان ومازالت جبال القمامة وسحبها السوداء تخيم علي المناطق المحيطة بالمحرقة. ويشير رضا عبدالسلام من سكان القاهرة الجديدة ان الدخان تسبب في اصابته هو والعديد من الاهالي بحساسية مفرطة بسبب تعرضه المستمر للدخان الناتج عن حرق القمامة وتم ارسال عدة شكاوي لكافة المسئولين بلا جدوي.. ويطالب بخطة زمنية محددة لنقل المقالب العمومية للمناطق الصحراوية بعيدا عن العمرانية والمأهولة بالسكان. ويقول طارق الشامي نعاني منذ سنوات من سحب الدخان التي تعم منطقة القطامية بسبب مقلب القمامة المجاور لمساكن الاهالي ودأب الزبالين علي حرق القمامة بشكل مخالف مما ينتج ادخنة كثيفة تتجه نحو المعادي والمقطم والقاهرة الجديدة ومدينة نصر بسبب عدم تبطين المدفن. ويشير أيمن اسماعيل الي ان المأساة ليست في مقلب القطامية فقط ولكن هناك مقلباً آخر اشد ضراوة بمنطقة الوفاء والامل علي طريق محور المشير طنطاوي حيث اثرت سحب الدخان السوداء علي صحة السكان وخاصة الاطفال بالاكاديمية الرياضية للاطفال مما يؤثر علي صحتهم اثناء تدريباتهم بسبب التلوث الناتج من الحرق بالاضافة الي معاناة اهالي المنطقة من امراض حساسية الصدر مما دفع بعضهم للبحث عن سكن بديل ولجأ اخرون الي شراء فلاتر للهواء كلفتهم آلاف الجنيهات. تؤكد مي عبدالحميد أثناء مرورها من علي محور المشير طنطاوي المؤدي الي التجمع الخامس نعاني من سحابة سوداء كثيفة تغطي السماء وتتسبب في حجب الرؤية أثناء قيادة السيارة علي الطريق مما يؤدي لمضاعفة الحوادث بالاضافة الي انبعاث الروائح الكريهة التي تضر بالصحة. تقول رشا زين انها قامت بانشاء صفحة علي الفيس بوك باسم اتحاد متضرري حرق القمامة وجمعت الكثير من التوقيعات علي شكوي اهالي مناطق البارون سيتي والنخيل وعباد الرحمن والفرسان وبافريا والمعادي جاردن لوزير البيئة لسرعة التدخل لحل مشكلة حرق القمامة وتصاعد الادخنة السامة منذ اكثر من عامين من مقالب القمامة في منطقتي القطامية والوفاء والامل في طريق محور المشير طنطاوي وللاسف لم تسفر الشكوك عن اي حل.. وتناشد كافة المسئولين انقاذ الاهالي من هذه السموم ووضع حد لعمليات الحرق المستمرة ليل نهار. الدكتورة سامية جلال مستشارة صحة البيئة لمنظمات الاممالمتحدة مدافن حرق القمامة بالقاهرة بصفة عامة والقطامية والوفاء والامل بصفة خاصة وتصفها بأنها كارثة بيئية وسط القاهرة لانها صممت بشكل خاطئ حيث يتم الحرق العشوائي لتقليص حجمها ليستوعب المكان كميات اكبر حيث تصل درجة حرارة الحرق 700 درجة فقط في حين ان الحرق الصحي لابد ان يتجاوز 1400 درجة داخل فرن اسمنتي مصمم بعدة فلاتر متعاقبة تضمن عدم خروج اي مركبات حلقية هيدروكربونية مطالبة باغلاق مقالب القمامة وابعادها عن المناطق السكنية والاستفادة منها في توليد الطاقة وتشغيل المصانع بدلا من حرقها ما يولد غازات سامة مسرطنة. وتوضح ان حرق المقالب احد العوامل المسببة للسحابة السوداء في القاهرة طوال العام علاوة علي ارتفاع نسب الاجهاض والعقم والضعف الجنسي لدي الرجال بالكتل السكنية المحيطة بمناطق الحرق العشوائي. وأرجئت استمرار حرق القمامة الي عدم وجود تخطيط ومنظومة سليمة أو حتي متابعة من جهاز شئون البيئة لتلك المناطق مشيرا الي ان مراكز الدراسات والجامعات مليئة بمئات من رسائل الدكتوراه والماجستير لحل هذه المشكلة وللاسف لاتوجد آلية لتنفيذ الحلول العلمية السلمية وحتي الآن.