يجود الزمان في مراحل مختلفة ومتباعدة بنماذج إنسانية رائعة تسجل بصماتها علي صفحات التاريخ بحروف من نور. ولذلك لن تنسي الأمة الإسلامية والعربية الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله في مواقفه وتصديه لقضايا وهموم أمته في محاربة الإرهاب والتطرف والتصدي لهما بكل قوة وحسم لحماية أبناء الأمة والأجيال القادمة من هذه الأفكار الهدامة كما قام بإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي بمثل خطوة مهمة لتعزيز منظومة الأمن الدولي في مواجهة هذه الآفة وجهوده المتواصلة والمخلصة في سبيل رأب الصدع بين الأشقاء العرب والمسلمين ودعم التضامن العربي والإسلامي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم ولعل أبرز شاهد علي ذلك قمة التضامن الإسلامي التي عقدت بمكة المكرمة تحت رعايته الكريمة والتي تركت الأثر البالغ في تعزيز لحمة الأمة الإسلامية والعربية من أجل لم الشمل.. ومن المشروعات العملاقة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي التوسعات التاريخية للحرمين الشريفين حيث نشهد اليوم أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام مما يتيح لثلاثة ملايين مسلم الصلاة حول الكعبة المشرفة بيسر وسهولة إلي جانب القفزة الكبيرة في مجال نقل الحجاج بشبكة القطارات السريعة والخدمات المتواصلة في الحرمين والمشاعر المقدسة. حيث أعاد إلي الأذهان رعاية المملكة لتأسيس رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي ورعايتها لعدد من المرافق الإسلامية الكبري وكالبنك الإسلامي للتنمية ووكالة الأنباء الإسلامية وغيرها من الكيانات التي تسهم في تحقيق آمال المسلمين العريضة في الوحدة الإسلامية. ولقد حققت المرأة السعودية العديد من المكاسب الكبيرة منذ اعتلاء الملك عبدالله العرش. حيث فتح للمرأة السعودية باب المشاركة في صنع القرار وفي هذا السياق تحققت للمرأة السعودية عضوية مجلس الشوري بنسبة 20 بالمائة كما شاركت نساء المملكة في الانتخابات البلدية ولم يقتصر دعم الملك الراحل علي المرأة العاملة والقيادية فقط. بل وصل أيضاً إلي ربة المنزل. كما أعطي اهتماماً واضحا بالعلم والثقافة في المملكة العربية السعودية إذ وجهت المملكة نسبة من عائداتها لتطوير الخدمات ومنها قطاع التعليم وشهدت المملكة تأسيس 21 جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية. وأنشأت كذلك كليات لتعليم البنات والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلي جانب مركز الملك عبدالله المالي. وسوف يذكر التاريخ انجازاته المضيئة التي شملت مجالات الحياة كافة وانتشر بريقها في كل أنحاء العالم وأصبح بذلك واحداً من أبرز من صاغوا التاريخ ولعبوا أدواراً عظيمة في رفعة المملكة العربية السعودية وتقدمها وساهم في تحديث نظام الحكم وأحدث خططاً تنموية طموحة هدفت كلها إلي الرفع من مكانة الوطن بين الأمم وضمان حياة رغدة للمواطنين وتيسير العيش الكريم لهم وتحقيق الأمن والاستقرار لكل من يعيش تحت سماء بلاده الشامخة وكما سيذكر حجاج بيت الله الحرام وزوار الحرم المدني الشريف مشاريع تطوير وتوسعة الحرمين الشريفين التي تعد الأكبر في التاريخ. وكان بيانه المؤيد للشعب المصري ولثورة الثلاثين من يونيه المكملة لثورة الخامس والعشرين من يناير لتصحيح مسيرة الإصلاح وإعلانه الذي سبق جميع دول العالم بأن الإخوان جماعة إرهابية هذا يؤكد الحكمة والشفافية لهذا الرجل العظيم الذي كتب اسمه بحروف من نور في سجل تاريخ الأمم العربية.. وبالفعل الرجال أفعال وليس أقوالاً.