1⁄4 قال الرئيس الأمريكي أوباما: لا عقوبات جديدة علي إيران. تحدي أوباما. بهذا الإعلان. الأغلبية الجمهورية في الكونجرس. التي كانت تستعد لصياغة مشروع قرار بفرض عقوبات جديدة. وشجع الإعلان القيادة الإيرانية علي تحدي الكونجرس أيضاً. فقالت إنه إذا أقر فرض عقوبات جديدة. فسوف تتحلل إيران من التزامها في مفاوضات الملف النووي. بوقف تخصيب اليورانيوم. وتستأنف التخصيب. مع أن المعروف أن أي قرار للكونجرس لا يصبح سارياً إلا بعد توقيع الرئيس عليه. واللافت للانتباه أن إسرائيل أيدت أوباما في عدم فرض عقوبات جديدة علي إيران. ما الذي. أو مَن الذي تغير في معادلة العلاقات الأمريكيةالإيرانية؟!.. ولماذا التقي النقيضان؟!.. وأين ذهب الحديث الذي لم ينقطع علي مدي سنوات عديدة ماضية عن التهديد الإيراني للمصالح الأمريكية. والخطر النووي الإيراني علي إسرائيل. والضربة الإسرائيلية الجاهزة لقدرات إيران النووية لإجهاضها قبل أن تكتمل؟!! إن المفاوضات الأمريكية الروسية الأوروبية مع إيران. حول ملفها النووي. لم تنته بعد. وكل التكهنات تشير إلي أنها لن تنتهي قبل مطلع الصيف القادم.. هذا إذا توصل الطرفان إلي اتفاق أصلاً.. فما الجديد؟!! * * * الموقف الأمريكي في رأيي له هدفان: هدف كوني يتعلق بوقف تطلعات "روسيا بوتين". للعودة لمنافسة أمريكا علي قيادة العالم. مثلما كان الأمر في عهد الاتحاد السوفيتي السابق. وهدف إقليمي يتعلق باحتواء أو تحجيم طموحات "مصر السيسي" التي إن نجحت في أهم محطتين قادمتين. وهما مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي العالمي في مارس. وانتهاء مشروع قناة السويس الجديدة في أغسطس. فلن يوقف انطلاقها أحد. ولا مانع لدي أمريكا من إعطاء إيران دورا في هذه المهمة. وأبدأ بهذه النقطة. فهي التي تتعلق بنا مباشرة. لقد جاء إعلان أوباما عدم فرض عقوبات جديدة علي إيران. في ذات الوقت الذي كان الحوثيون المتابعون لإيران في اليمن يتقدمون في صنعاء العاصمة. ويحاصرون المقر الرئاسي ومقر الحكومة. ويجبرون الرئيس اليمني وحكومته علي الاستقالة. وكان الإعلان.. في هذا التوقيت.. بمثابة الضوء الأخضر لإيران وأتباعها في اليمن بأن طريقهم إلي السلطة مفتوح. ومن يتابع رد الفعل الأمريكي تجاه ما يجري في اليمن. سيلاحظ أنه خافت باهت. فلم يصدر تصريح رسمي أمريكي قوي واحد يساند الشرعية في اليمن. والتي يمثلها الرئيس "هادي" ولا إنذار للحوثيين بوقف تقدمهم المسلح للاستيلاء علي السلطة. علي العكس من ذلك. كانت التصريحات الأمريكية الرسمية في منتهي القوة والوضوح في قضيتين محددتين: * الأولي.. الإعلان أن الأولوية الأولي لأمريكا في اليمن الآن هي حماية الأمريكيين الموجودين هناك.. وأمريكا تعلم يقيناً أنهم في ظل سيطرة الحوثيين علي العاصمة لن يكونوا في خطر.. والدليل العملي أنه رغم أن الحوثيين كانوا يرفعون لافتات تحمل ذات الشعارات الإيرانية. وهي: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل.. فإنهم لم يمسوا شعرة من أي أمريكي هناك. * الثانية.. تأكيد أوباما بأن عدوه الأول في اليمن هو تنظيم القاعدة. وأن أمريكا مستمرة في محاربته.. ومعروف أن "القاعدة" ضد الحوثيين. وبالتالي فاستمرار الحرب الأمريكية ضدها في هذه الظروف. يصب في صالح سيطرتهم علي اليمن. لأنه يضعف خصمهم الرئيسي. سيطرة الحوثيين علي اليمن إذن تتم برعاية أمريكية. ولا يمكن فصل هذه السيطرة. عن احتمال سيطرتهم علي باب المندب. المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وقناة السويس. ولا فصل هذه السيطرة. في هذا التوقيت بالذات عن مشروع قناة السويس الجديدة. ومحاولة تطويق الحلم المصري. * * * خبراء كثيرون يقولون إن العالم كله لن يسمح لأي قوة بالسيطرة علي باب المندب. وتهديد التجارة العالمية. وسوف يتصدي لها. ويضربون مثلاً علي ذلك بتدفق الأساطيل البحرية لدول عديدة في العالم علي مياه بحر العرب ومنطقة القرن الأفريقي منذ سنوات عندما كانت الأحداث مشتعلة في هذه المنطقة. وفي الصومال بالذات. وظهرت عمليات القرصنة البحرية ضد السفن التجارية. وكيف تم القضاء تماماً علي القرصنة والقراصنة. في رأيي. الوضع مختلف. لأن الهدف مختلف. سيطرة مصر علي باب المندب عام 1973. كانت أحد عوامل انتصارها في حرب أكتوبر. وسيطرة مصر علي باب المندب الآن - سواء بشكل مباشر أو من خلال سلطة يمنية صديقة - مع الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة سيكون أحد عوامل انطلاقها الاقتصادي والسياسي بلا حدود. وبصورة يستشعر "آخرون" أنها ستكون خطراً عليهم. وفي ظل قيادة مصرية تحلم ب"مصر قد الدنيا". وتعمل لتحقيق الحلم. وليس من الملائم من وجهة نظر أمريكية - تسليم باب المندب لإسرائيل. التي لها وجود فعلي فيه. لأنه ليس مطلوباً إقحام إسرائيل في صراع يمكن أن يكون "عربياً عربياً". وبالتالي. لا بأس من سيطرة الحوثيين علي باب المندب برعاية أمريكية ليس لتهديد التجارة العالمية. ولا الملاحة الدولية. ولكن فقط ليكون في هذا الموقع عنصر مناوئ لمصر. يمكن استخدامه ضدها. أو الضغط به عليه عند اللزوم. وفي ظني أن أحد أهداف زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للسعودية أول أمس كان طمأنة العاهل السعودي الجديد علي أن الحوثيين لن يشكلوا خطراً علي السعودية وأنهم تحت السيطرة. مع أن الواقع سوف يثبت. في حالة سيطرتهم علي اليمن. أنهم سيشكلون شوكة في ظهر مصر والسعودية معاً. وأنه منذ اطلقت مصر شعار ان أمن الخليج - حيث توجد إيران علي شاطئه الشرقي - جزء من أمن مصر القومي. وإيران تريد الرد علي ذلك بأن أمنها القومي يبدأ من شواطيء البحر الأحمر حيث توجد مصر والسعودية. قد يري البعض فيما عرضته. أحد السيناريوهات المحتملة. وقد يراه البعض إفراطاً في استدعاء نظرية المؤامرة. واعتمادها كتفسير وحيد للسياسة الأمريكية تجاه مصر والمنطقة. ولا أنكر أنني لا أثق في السياسة الأمريكية تجاه مصر. ولو للحظة واحدة.. وقد أثبتت الأحداث والتطورات ذلك في أكثر من مناسبة. وأضع يدي علي قلبي من هنا حتي موعد افتتاح قناة السويس الجديدة. الذي أتمني من الله أن يتم علي خير. يتبقي الحديث عن الهدف الكوني للموقف الأمريكي.. ولهذا فرصة أخري. من أجندة الأسبوع ** عادت قناة الجزيرة القطرية لمهاجمة مصر. في أول اختبار مبكر للقيادة السعودية الجديدة. ومدي التزامها والتزام دول مجلس التعاون الخليجي بمبادرة الملك الراحل عبدالله. التي ألزمت قطر بوقف الهجوم الإعلامي علي مصر. وترحيل قيادات الإخوان الموجودين علي أرضها. ** الإرهاب الإخواني في المطرية ليس جديداً.. لقد ظهر فيها وفي عين شمس في وقت واحد من العام الماضي. عندما اشتدت الضربات الأمنية علي إخوان الهرم في الطالبية والعمرانية بمحافظة الجيزة. فجعلوا من المطرية وعين شمس بالقاهرة بديلاً حتي يلتقطوا أنفاسهم ويعيدوا ترميم صفوفهم.