كانت الندوة التي أقامتها "عقيدتي" بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية من الثراء بحيث طالب المشاركون باستمرارية إقامتها بشكل دوري. أما الثراء فقد كانت روافده متعددة أولها ان جميع المشاركين جاءوا للوصول إلي الصواب فعلاً فيما نواجهه من هجوم علي الاسلام داخليا وخارجيا فأدلي كل بدلوه قاصدا الحقيقة وليس المزايدة أو الاستعراض الاعلامي أو الترويج لآراء لديه فكل أدلي دلوه فيما يعرف وهو أمر يرد علي أصحاب الفضائيات والجرائد الذين ينتخبون أشخاصاً ما معروفين مسبقاً فتخرج من البرنامج أشد تشتيتاً بالنسبة لما أردت أن تصل إلي وجه الصواب فيه. أما الرافد الثاني فقد تمثل في تنوع المشاركين فشارك فيها عاملون في الحقل الاسلامي الغربي حيث قدموا ما يتم في الغرب هناك شارحين رؤاهم من خلال واقع يلمسونه صباح مساء مثل الدكتور محمد البشاري أمين عام المؤتمر الاسلامي الأوروبي ورئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا والدكتور صلاح الجعفراوي نائب رئيس المؤتمر الاسلامي الأوروبي. كما شارك فيها علماء دين ومفكرون تمثلوا في الدكتور جعفر عبدالسلام أمين عام رابطة الجامعات الاسلامية والدكتور محمد العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر كما شارك فيها علماء في الاعلام يراقبون ما يحدث ويفسرونه مثل الدكتور سامي الشريف عميد كلية الاعلام بالجامعة الحديثة ورئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الأسبق والدكتور عبدالصبور فاضل عميد إعلام الأزهر. كما شارك فيها عاملون في الحقل الاعلامي يستطيعون رصد ما يتم علي أرض الواقع. إذن فإن تخصصات مختلفة تتصل بالندوة وبالحدث شاركت فيها فكان الثراء الذي أشرنا إليه فلم نجد ما يحدث في كثير من البرامج جملاً محفوظة مسبقاً أقصد صورة ذهنية محفوظة أو منقولة قد تكون قديمة لم تعد موجودة وقد تكون منتشرة دون أصل لها علي أرض الواقع فكل الحاضرين له علاقة وثيقة يومية بموضوع الندوة. لذا فإنني أري هذه الندوة درساً في فن مناقشة القضايا التي عانينا كثيرا من تجاهل المتخصصين في موضوعاتها واستضافة آخرين لا علاقة لهم بالحدث من قريب أو بعيد. فلا تهتم بكافة جوانب الصورة وتخرج ناقصة النتائج واما مناقشات أعدت مسبقاً ما تريد الوصول إليه أو بثه للناس لهدف ما ولا علاقة لها بموضوع المناقشة. لذا فإننا نحيي الزميلة "عقيدتي" وندعوها لمزيد من الندوات علي هذا المستوي من الإعداد.