ترتبط فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بذكريات لدي كل المصريين من احتفالات ثقافية وزيارات متكررة كل عام لاقتناء الكتب وبالنسبة لشباب المبدعين الأمر مختلف تماما فمنهم من يحرص علي المشاركة سواء بصدور كتاب جديد له خلال المعرض أو عمل حفل توقيع لعمله الإبداعي أملا في حضور واسع من رواد المعرض ومنهم من يعزف عن المشاركة في الندوات وحفلات التوقيع ولديه موقف منها باعتبارها مملة ومكررة وليست ذات فائدة. أوضحت الشاعرة عزة حسين ان المصريين احتفاليون بشكل عام يهيئون لكل موسم أو مناسبة طقوسها والمعرض هو موسم الاحتفال بالكتب والإبداعات وليست مصادفة أن نجد أغلب الكتاب والمبدعين يعلنون صدور أعمالهم قرب انطلاق معرض الكتاب خاصة وقد ظل لفترة طويلة المعرض الأهم والأكبر عربيا وتري أن مسألة الفعاليات الثقافية من ندوات وأمسيات ربما لا تكون مشتركا بين كل معارض العالم فبعضها يري دوره الوظيفي هو كونه سوقا للكتب ومجالا مفتوحا لتوقيع اتفاقات وعقود النشر لكن هذه الأنشطة تظل جزءا أصيلا من نشاط معرض القاهرة الذي يحرص أكثر رواده علي التواصل المباشر بين الكتاب وقرائهم. أضافت انه بالطبع قللت وسائل التواصل الاجتماعي وعلي رأسها الفيس بوك من قيمة التواصل المباشر وعدته أكثر إرهاقا وتقليدية لآنيته ومحدودية زمنه في آن لكن عن نفسي أحرص كلما أتيحت لي الفرصة علي حضور الفعاليات الثقافية سواء خلال المعرض أو بقية أيام السنة والأمر يرتبط أكثر بطبيعة النقاش ونوع العمل الأدبي الذي سيتم مناقشته أو توقيعه وأحيانا أذهب لمجرد لقاء أصدقائي أو كتابي المفضلين. ويظل المعرض مناخا ملائما لاقتناء الكتب وتوقعها من أصحابها والتواصل مع الآخرين والتعلم منهم حتي خارج إطار الندوة المغلقة فأنا أذكر الثورة التي قام بها رواد المعرض خلال العالم الذي ألغي فيه مخيم المقهي الثقافي وأكد كتاب كثيرون وقتها من داخل وخارج مصر انهم ما كانوا يأتون إلا للقاء أصدقائهم وبما انه لم يعد مكان يلتقون به فلن يذهبوا للمعرض. وتشارك عزة في المعرض بديوان "ما لم يذكره الرسام" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والذي ستتم مناقشته وتوقيعه خلال فعاليات برنامج "ديوان الشعر" بملتقي الإبداع بالمعرض. ومن جهته يقول عمرو عاشور روائي وقاص انه سيكون له في المعرض رواية بعنوان "رب الحكايات" صدر الشهور الماضية عند ارميريت للنشر مشيرا إلي انه بخصوص المعرض وفعلياتها فانه كائن انعزالي وحسب قوله "مشبر وحالم معرض خالص" ولا أحضر حفلات توقيع. ويقول الروائي ممدوح رزق انه يشارك في المعرض هذا العام بالمجموعة القصصية "مكان جيد لسلحفاة محنطة" الصادرة عن سلسلة حروف بالهيئة العامة لقصور الثقافة وكذلك برواية "الفشل في النوم مع السيدة نون" الصادرة عن دار الحضارة.. وأكثر ما يحرص عليه حضور حفلات توقيع الإصدارات الجديدة خاصة الأعمال الأدبية التي قرأها أو كتب عنها أو التي يثق في كتابها وهذه الحفلات مهمة بالطبع حيث تعد فرصة جيدة للقاء بين الأصدقاء المبدعين وأيضا بين الكتاب والقراء والنقاش حول الإصدارات ولكن مع ضرورة الاعتناء بالتنظيم حاصة فيما يتعلق بالوقت.. وانه يود هذا العام أن يقتني المزيد من السير الذاتية المترجمة وكذلك أكبر حصيلة ممكنة من المجموعات القصصية. ويؤكد د. خالد عاشور محاضر بكلية العلوم جامعة الأزهر وقاص ان القارئ الحالي هو علي الأغلب من فئة الشباب ولذا فإنه من المهم أن تدور الندوات في المعرض عن الموضوعات التي تتلاقي واهتمامات هذه الفئة ويقول انه تم دعوته لعمل ندوات حول مجموعته القصصية "همس" الصادرة عن هيئة الكتاب خلال الفاعليات الثقافية وانه يتجه عادة إلي منافذ بيع كتب الهيئة لشراء الكتب لانها من وجهة نظره أوفر في السعر وبها تنوع في الإصدارات والسلاسل التي يحرص علي اقتنائها .