لا يوجد بيت يخلو من وجود طفل عنيد وعدم قدرة الأب والأم علي التعامل مع هذا الطفل العنيد يعكِّر صفو الأسرة ويسبب هذا الطفل الكثير من المشاكل للأسرة بأكملها ولذلك يجب أن يتعرف الآباء والأمهات علي مفهوم وأنواع وطرق وأساليب التعامل مع الطفل العنيد. معرفة الأسباب وراء سلوكيات هذا الطفل إذا كانت بسبب الغيرة من الأشقاء أو الرغبة في لفت الانتباه أو مواجهة الطفل العنيد مشاكل في المدرسة تدفعه إلي هذه السلوكيات السيئة وقد تحتاج تربية الطفل العنيد إلي مجهود كبير من الأب والأم حيث يترتب علي هذه التربية إما امتلاك طفل ذي شخصية سوية أو أن يزداد عناد الطفل ويفقد الأب والأم السيطرة علي أفعاله وسلوكياته عندما يتجاوز مرحلة الطفولة ويدخل مرحلة المراهقة ووقتها يصبح من الصعب إعادة تقويم هذا الطفل أو تربيته بالطريقة الصحيحة. تحدد الدراسات العلمية سن ظهور العناد بالسنة الثانية والنصف وينتهي مع الخامسة وتكون الذروة بين الثالثة والرابعة. ويعتبر العناد في هذه الحالة طبيعياً ويزول كذلك بصورة طبيعية. بشرط أن يحسن الوالدان كيفية التعامل مع طفلهم. وعند التصرف السييء في علاج هذه الظاهرة تظهر مشاكل عديدة في حياة الطفل تؤثر في الحال وفي المستقبل. كما أنه يحول هذا العناد الطبيعي إلي عناد سييء مفرط. وقد تتطور فترة بقائه إلي سنوات عديدة تظهر كمشاكل دراسية يعاني منها المدرسون في المدرسة والآباء في المنزل. أكدت د.سناء عبدالرءوف استشاري تعديل السلوك والتخاطب وتنمية القدرات والمهارات بمستشفي الحكمة أن معاملة الطفل العنيد تحتاج إلي عدة خطوات مثل التشجيع والمجاملة. من أهم الأسباب التي تدفع الطفل إلي العناد هي عدم شعوره بالأمان وأن الأب والأم لا يحبونه ولا يقدرون جهوده ولذلك فإن أفضل وسيلة للتعامل مع الطفل العنيد هي المحاولات الدائمة من الآباء والأمهات لمجاملة الطفل وتشجيعه وإظهار التقدير والاعجاب بالسلوكيات الحسنة والعادات الجميلة التي يفعلها الطفل فهذا يساعد علي طمأنة الطفل ويشعره بحب والده ووالدتها له فيبدأ في التقليل من عناده وسلوكياته الغريبة. كما تحتاج معاملة الطفل العنيد إلي الرقابة الحازمة من المهم أن يعطي الطفل العنيد مساحة من الحرية وأن يحاول الأب والأم أن يعطوه فرصة للاختيار ولكن كل هذا يكون تحت رقابة شديدة وصارمة لأن إعطاء الطفل العنيد حرية وفرصة للاختيار دون رقابة يجعله يتمادي في عناده ويرتكب العديد من الحمقات ولذلك فإن هناك مواقف يجب أن يتعامل فيها الآباء والأمهات بحسم وصرامة دون إعطاء الطفل أي فرصة للاختيار وذلك لتفادي العواقب التي يمكن أن يقع فيها الطفل إذا اختار بنفسه وهذه أحد أهم استراتيجيات التعامل مع الطفل العنيد. أوضحت د.سناء أنه يجب التعامل مع الطفل بهدوء لأن عصبية الآباء والأمهات لا تساعد مطلقاً في التعامل مع الطفل العنيد حيث تزيد هذه العصبية حدة عناد الطفل وتجعله شديد التخبط ولذلك من المهم أن يحرص الأب والأم علي هدوئهما أثناء التعامل مع الطفل العنيد ومهما ارتكب هذا الطفل من أفعال سيئة فمن المهم أن يتعامل الأب والأم بحسن وحزم دون عصبية أو انفعال أو غضب لأن هذا سوف يزيد من عناد الطفل بل ويجعله طفلاً عصبياً أيضاً. وأشارت إلي أن التجاهل قد يجدي ففي بعض الأحيان يكون الدلال والحنان والاهتمام الزائد من الأسباب التي تدفع الطفل إلي العناد ولذلك فإن من الطرق الجيدة للتعامل مع الطفل العنيد هي تجاهل الآباء والأمهات لمطالبه وها بالطبع لا ينطبق علي الاحتياجات الأساسية ولكن المقصود هو عدم تلبية كافة طلبات الطفل وكأن رغباته أوامر يجب علي الأب والأم تلبيتها لكن التجاهل في بعض الأوقات مع عدم الاهمال أو عدم توفير الحب والرعاية هو أحد أبرز استراتيجيات التعامل مع الطفل العنيد. ولفتت د.سناء إلي استخدام الشرح والتبرير فلا يمكن معاقبة الطفل العنيد علي أحد سلوكياته السيئة دون أن نبرر له سبب هذا العقاب ونشرح له عواقب سلوكه السييء وهنا من المهم أن يحرص الآباء والأمهات علي عدم إلقاء الأوامر أو عقاب الطفل العنيد أو حتي مكافأته دون شرح وتبرير السبب وراء ذلك ومعرفته أنه عوقب لأنه ارتكب هذا الفعل الذي كان من الممكن أن يؤدي لهذه النتائج ولذلك فإنه يستحق العقاب والعكس صحيح طبعاً إذا كان علي الآباء والأمهات مكافأة الطفل العنيد. انتصار عبدالمطلب "موظفة" تقول: إنها عانت كثيراً من عناد أحد أبنائها وهو أصغرهم نتيجة لتدليل الجد والجدة ونهيها عن معاقبته خاصة عند دخوله المدرسة وشكوي المدرسين من عدم طاعته لهم وبسؤال أحد المختصين نصحها بتوجيهه بطريقة الحوار في غرفته كل يوم علي الأقل نصف ساعة دون تدخل أحد وأن توجهه بهدوء ودون ضرب فقط العقاب يكون بحرمانه من التنزه علي أن يكون هناك مكافأة عندما يتصرف بشكل جيد.