رحيل حكيم العرب الإنسان المحب لمصر وشعبها رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين قبل أن يري المؤتمر الذي دعا إليه للدفاع عن الإسلام والمسلمين في أعقاب الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم الأخيرة في شارل ابدو. رحل وترك حزناً في قلوب العرب جميعاً لأننا نحتاج وجوده بيننا لأنه رمانة الميزان في هذه الفترة العصيبة التي يعيشها العالم العربي من حروب أهلية في ليبيا وسوريا واليمن والعراق. رحل ولم يقرأ الدراسة التي أعددتها وكنت أنتوي إرسالها إليه عن طريق أحد الأصدقاء المستشارين الإعلاميين بالديوان الملكي السعودي عن إنشاء قناة إعلامية ناطقة بعدة لغات لمخاطبة العالم الغربي وتصحيح صورة الإسلام والدفاع عن الرسول صلي الله عليه وسلم قناة تحمل وسطية الإسلام وتنقلها لهم في زمن يعتبر فيه من يهاجم السود عنصرياً ومن يهاجم المرأة شوفينياً ومن يهاجم اليهود معادياً للسامية ومن يهاجم الإسلام فهو من باب حرية الرأي. رحم الله أبومتعب وأسكنه فسيح جناته. متي يكون لدينا استثمار إعلامي عربي؟ متي نستطيع مخاطبة الآخر؟ متي يكون لدينا آلة إعلامية تحقق المصداقية؟ أسئلة كثيرة نتهرب من الإجابة عليها وندفن رؤسنا في الرمال حتي لا نري حقيقة فشلنا في أن يكون لنا قوة إعلامية تدفع عنا وتزود عن عالمنا الذي أصبح منتهكاً بكل صور الانتهاك ومهاناً بكل صور الإهانة. ونسعي جاهدين لدعم إعلام داخلي ومحلي موجه لزعزة الاستقرار الداخلي للعالم العربي. وخير مثال علي ذلك قناة الجزيرة فهي مثل السوس الذي ينخر في عظام العالم العربي وكان لها الأثر الكبير في زرع الفتن ونقل صوراً غير حقيقية لما يحدث علي الساحة العربية. وعادت مرة أخري لبث أكاذيبها عن مصر مع مرور الذكري الرابعة لما أطلق عليه ثورة 25 يناير. للأسف الإعلام العربي عاجز عن مخاطبة الآخر وأن دوره محصور في مخاطبة أنفسنا داخلياً ومحلياً رغم أن الاستثمارات العربية والمصرية في مجال الإعلام تتخطي المليارات ورغم هذا نظل عاجزين عن التصدي لتلك الحملات الشرسة من الإعلام الغربي والموجهة للنيل من هذا الدين السمح فإذا كانت داعش والإخوان ومن علي شاكلتهما من جماعات إرهابية أدركوا أهمية الإعلام في إيصال صورة سيئة عن الحياة في مصر وعن الإسلام الذي صار في أذهان الشعوب الغربية دين ينمو علي سفك الدماء وإهدار أرواح المسالمين ومحاربة الفكر بالرصاص. لم نتعلم أن يكون لدينا فكر وإعلام يخاطب الآخر وينقل له صورة حقيقية. وسائل الإعلام العالمية نقلت ما حدث لصحفي شارل ابدو علي يد جماعات تؤمن بالإرهاب المسلح ونقلت المظاهرة التي شارك فيها رؤساء ساسة العالم وشاركنا معهم ووقفنا كقادة عرب بجانب نتنياهو وغيره ممن يمتهنون مهنة الإرهاب الحقيقي وللأسف عادت الجزيرة مرة أخري فكان هذا واضحاً في الفترة الأخيرة. فالمشكلة ليست مشكلة مادية فالأموال العربية حدث عنها ولا حرج وكلها تدعم الاستثمارات الغربية ولا تدعم مؤسسة إعلامية عربية تسعي لمخاطبة الآخر وتغير الصورة النمطية التي رسمها الإعلام الغربي عن العرب والإسلام. وليتنا نتعلم من شارل ابدو في أول عدد لها في أعقاب الهجوم عليها صدرت بست لغات منها العربية والعدد التالي صدر ب 16 لغة ونحن عاجزين عن وجود وسيلة إعلامية تخاطب العالم والمواطن الغربي بالانجليزية والفرنسية. وكما قال صديقي سيد مدبولي أري أنه حان الوقت لإعداد ملف للاستثمار الإعلامي في المنطقة العربية ليكون هناك رأي عربي موحد في مواجهة الفكر المتطرف ويظهر الوجه الحقيقي للعرب ولحضارتهم وسماحة الدين الإسلامي وأخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم في مواجهة الغرب. الاستثمار في هذا المجال سيعود علي المنطقة بالخير وأتمني أن يكون الإعلام المصري هو الرائد لفكرة قناة عربية عن الهوية العربية ولتكن وثائقية وأخري عن السياحة والعادات المميزة في المنطقة وسيكون لها مردود اقتصادي.