يقول فضيلة الشيخ محمد محمود السطوحي شيخ مشايخ الطرق الصوفية الأسبق في كتابه "التصوف وأقطابه" الذي صدر عن جريدة "الجمهورية" يونيه 1970: "كلمة الصوفية وراءها أكثر من تعريف لمعناها وقبل ذكر هذه الآراء التي ذهبت إلي التعريف بالصوفية فإننا هنا نرفض تماماً ما يقوله المستشرقون عنها تعريفاً لها ومؤداها أن أطلقت نسبة إلي كلمة سوفيا اليونانية ومعناها الحكمة.. لأن الحكمة جانب واحد من معاني الصوفية ولأن المتصوفة وهم الحفاظ علي اللغة العربية لغة القرآن الكريم والغنية بالكلمات لا يمكن أن يجروا وراء الأسماء الغريبة والتعليق بكلمات خارجة عن إطار ثقافتهم الإسلامية وإنما أراد المستشرقون من وراء ذلك إبعاد الصوفية عن معناها الرائع المشرق. ويري فضيلته ان هناك ثلاثة تفسيرات لكلمة الصوفية: الأول: يقول عنه الإمام الكلاباذي قالت طائفة إنما سميت الصوفية بذلك لصفاء أسرارها ونقاء آثارها وقال في ذلك معروف الكرخي: الصوفي من صفت لله معاملته فصفت له من الله عز وجل كرامته. الثاني: يقرره بعض رجال التصوف بقولهم: إنما سموا صوفية لقرب أوصافهم من أهل الصفة الذين كانوا علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال فريق آخر إنما سموا صوفية لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل بارتفاع همومهم إليه واقبالهم بقلوبهم عليه ووقوفهم بسرائرهم بين يديه. الثالث: ما أجمع عليه بعض رجال الصوفية إنما سموا صوفية للبسهم الصوف. وبعد كلام فضيلته نقول ان كلمة الصوفية لم ترد في القرآن الكريم ولا السنة المطهرة ولم يكن علي عهد رسول الله ولا عهد خلفائه طرق صوفية أو غير صوفية وإنما هناك طريقة واحدة هي علي كتاب الله وسنة رسوله. والصوفيون كانوا يسمون الفقراء للبسهم الصوف وغير الصوف من اللبس الرخيص الذي يدل علي الزهد في كل شيء وليس الإسلام دين إعراض عن الحياة أو التفرغ للعبادة فقط أو الجهاد. والإحسان أعلي درجات الإسلام وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك وهل يفعل الصوفيون أكثر من ذلك. والحق تبارك وتعالي ذكر في كتابه العزيز انه يحب المحسنين والمتقين وأن أنبياءه من الصالحين وأولياء الله ليسوا هم الصوفيين فقط وإنما كما قال د. مصطفي محمود ان العارف بالله هو الفلاح البسيط الذي يسمع الأذان فيترك الحرث والري في الحقل ويصلي في مكانه حتي لا تفوته الصلاة. إنني كمسلم سُني أعبد الله كما جاء في كتابه العزيز وسنة نبيه وأتعبد علي المذاهب الأربعة أبو حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل ولست وهابياً يعادي الصوفية وإنما يرجوهم أن يراجعوا آراءهم وأفكارهم وأورادهم بهدوء ويحذفوا منها ما لا يتماشي مع روح القرآن والسنة وأن يتركوا الطقوس التي لا معني لها. الإحسان أفضل من التصوف كاسم والمحسنون أفضل من الصوفيين كعنوان والشهداء في سبيل الله ربما كانوا أفضل من الجميع وأولياء الله في كل مكان وليسوا الصوفيين فقط. وللطرق الصوفية تاريخ مجيد في الدفاع عن الإسلام وأرضه فهم قد قاوموا كثيراً في القوقاز الشيوعية والإلحاد تحت راية الطريقة النقشبندية ولكنهم الآن في الصومال يحاربون إخوانهم المسلمين تحت مسميات مختلفة ندعو الله لهم بالهداية وندعوه ألا يكون هناك إرهابي واحد ينتمي للصوفية. والله يحب المحسنين والمقسطين كما أمر سبحانه وتعالي في الآية 90 سورة النحل. بسم الله الرحمن الرحيم "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" النحل.