تتحقق به سلامة الإنسان. وكذلك الأوطان. يرتقي الفرد ويرتفع البنيان وعندما نصل إلي درجة الاستواء. تتراجع الفهلوة ويتقدم الذكاء. ويتم الحوار بين الجميع علي أسس سليمة سواء بسواء لتشخيص الداء ووصف الدواء والحركة السليمة علي طريق الحضارة والتقدم بغير عوج أو التواء وخط الاستواء في الجغرافيا خط أفقي وهمي. يظهر علي الخرائط فقط ولا وجود له علي أرض الواقع. لكنه يساعد علي معرفة المناخ والفصول والمواقع. يقع في منتصف المسافة بين القطبين ويقسم الكرة الأرضية إلي نصفين متساويين "شمالي وجنوبي" يطلق عليه الجغرافيون دائرة العرض صفر. وييلغ طوله 070.40 كيلو متر "898.24 ميل". ولا توجد علي خط الاستواء "المناطق التي يمر بها" فروق واضحة بين الفصول الأربعة. وتتحدد ملامحها كلما ابتعدنا عن هذا الخط شمالاً أو جنوباً. وهناك خط آخر هو خط جرينتش أو خط طول صفر. وهو خط وهمي رأسي. يقسم الأرض إلي نصفين متساويين "شرقي وغربي" يساعد هذا الخط علي تحديد الزمان وضبط المواقيت. وسمي كذلك لأنه يمر بضاحية جرينتش غرب العاصمة البريطانية لندن. وعندما نصل إلي تحديد خط استواء الإنسان. وهو خط الاعتدال بداخلنا. نستطيع أن نعرف الواجبات كما نعرف الحقوق. فندفع ما علينا تماماً كما نطلب ما لنا. يعلمنا خط استواء الإنسان ضبط النفس والاعتدال والتواضع والحكمة والعمل والاجتهاد وحب المعرفة وطلب العلم ويحقق لنا التوافق مع النفس ومع الآخرين. والشخصية في تعريفها البسيط هي مجموعة الصفات النفسية والبدنية والعقلية التي تحكم حركة الإنسان خلال رحلة الحياة. وفي غياب خط استواء الإنسان نعرف ما لنا ونماطل في دفع ما علينا تهزمنا الأطماع والرغبات وتتلاعب بنا الأهواء والشهوات لننحرف عن جادة الصواب ونحيد عن تطبيق قواعد العدل. نزن الأمور بموازين مختلفة. وتتعدد المكاييل وتختلف. إذا كانت لنا زدنا واستوفينا. وإذا كانت علينا انقصنا وطففنا. وخط استواء الإنسان هو الذي يضبطه حركتنا في شارع الحياة. لنطبق قواعد العدل علي أنفسنا تماماً مثل غيرنا ونعطي لكل ذي حق حقه حتي وإن كان فقيراً أو ضعيفاً. وكم صادفنا في دروب الحياة مرة شخصيات ظالمة. تعرف الحقيقة وتتجاهلها. وتعرف الحق وتحيد عنه تختار الأفضل لنفسها أو لأولادها وأقاربها. وتغضب إذا طالب أصحاب الحقوق بها. وآخرون يقدمون من هم أقل علماً وكفاءة علي أهل العلم والخبرة ومن يحارب الموهوبين والمبدعين ويطاردهم أينما وجدهم أو سمع عنهم. ومن يشهد شهادات زور وبهتان في حق الأبرياء.. ومن يسيء الاختيار إذا طلب منه الاختيار. والإنسان علي خط الاستواء يسمع أكثر مما يتكلم. ويبحث عن المعرفة وطلب العلم. ويجتهد في العمل مهما كانت الصعوبات. والتحديات ومما يساعدنا علي الوصول إلي درجة الاستواء والاحتفاظ بها أن يعيش في مجتمع يحترمه ويقدره. ويساعده علي نيل حقوقه ولا يظلمه. وخط استواء الإنسان لا ينفع فقط في سلامة النفوس والأبدان ولكن ايضا في حضارة الأوطان وارتفاع البنيان.