* الشباب كل الشباب يجب أن يوضع نصب الأعين فهو مستقبل هذا البلد.. خاصة الشباب الجامعي الذي نعول عليه كثيرا في بناء مستقبل الوطن الذي هو في أمس الحاجة لكل حبة عرق تنزل من جبينهم ومن ثم فمن واجب الكبار توجيه الشباب حينما يحيد عن جادة الصواب أو ينحرف في سلوكه إلي ما لا تحمد عقباه. * أقول ذلك بمناسبة الحملة الشعواء التي يشنها البعض علي شبابنا في الجامعات الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم ولم تتعد مشاركتهم الهتافات الصوتية في الفعاليات التي شاركوا فيها.. فنجد البعض يصفهم بالخونة والمأجورين بل ووصل الأمر بكل أسف بعميد كلية حقوق بحلوان د. السيد العربي أن طالب بتقديم الشباب المشارك في التظاهرات لمحاكمات عسكرية.. وهو أمر يدعو فعلاً للدهشة إذ كيف لرجل قانون في قامة عميد الحقوق أن يصرح بهذا.. وهو يعلم تماما ان القضاء العسكري بالنسبة للمدنيين قضاء "استثنائي". * علي النقيض من ذلك كانت حصافة رجل القانون وقامة القانون الدستوري في مصر د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذي أطلق مبادرته "الذكية" بفتح باب الأمل للطلاب المفصولين من الجامعة بالعودة مرة ثانية إلي رحاب الجامعة حرصاً علي مستقبلهم من الضياع وتفعيلاً للدور التربوي الذي يجب أن تكون عليه جامعات مصر.. فطلاب الجامعة هم أمل مصر.. وحين يخطئون يجب أن يكون التعامل معهم بنوع من الذكاء فمع ثورة الشباب واندفاعهم.. لنا أن نجد الصوت العاقل الهادئ الذي يمتص هذا الغضب والاندفاع بشيء من الحكمة.. ومن ثم نزع فتيل الأزمة والغضب.. وننزع من قلوبهم ما قد يعلق بها كراهية أو حقد. * إن د. نصار أحسن صنعاً بتلك المبادرة الشجاعة.. لأن شبابنا لا ينبغي أن يعامل بكل هذه القسوة ومن فصل منهم قد يكون مغررا به ومن ثم فلماذا لا يحذو باقي رؤساء الجامعات حذو د. نصار حتي لا يصبح شباب الجامعات سواء من فصل فصلا نهائيا أو من يحاكم الآن.. قنابل موقوتة تنفجر في وجه الوطن مستقبلاً. * اننا لا نريد أن نزرع في نفوس شبابنا حقداً ولا كراهية ضد أحد.. فالتعامل الهادئ المتزن الذكي تأتي ثماره أسرع كثيرا من تلك الرعونة في التعامل التي يتخذها البعض في مواجهة أولادنا شباب الجامعات.. مصر الآن تحتاج السواعد كل السواعد أكثر من أي وقت مضي والمسئولون علي اختلاف مواقعهم يجب أن يكون الشباب هم الشغل الشاغل.. أرجو أن تصدق النوايا حتي تصفو النفوس وبعدها فعلاً نقول مصر وضعت أقدامها علي الطريق الصحيح. * ومرة أخيرة.. برافو د. نصار.