تجاوزت القيادة القطرية كثيرا في حق مصر والمصريين.. سبحت عكس التيار علي خلاف إرادتنا.. وأيضاً علي خلاف إرادة حكام وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي.. فكان موقفها خروجا علي المألوف وسلطت قناة الجزيرة لتختلق وتزيف وتهاجم ليل نهار.. تتبني أفكار الإخوان وتدعم الجماعة الإرهابية.. وكانت الدوحة مأوي لكل الذين خربوا وأتلفوا وأحرقوا.. وتلقوا التأييد بالمال والإعلام والتصريحات ووجدوا هناك غطاء سياسيا كبيرا.. وفتحوا خطوط مواصلات واتصالات بين قطر وتركيا التي كانت تسير في نفس الاتجاه. اشتعلت الحرب الإعلامية بين البلدين وطالت كل شيء من السياسة إلي الحديث عن "الشرف" ولا أحد يدعي انه لاذ بالحكمة. فكان ما كان والهوة كل يوم تزداد اتساعا والخلاف يكبر والتنابذ بالألقاب لا يتوقف. التجاوزات القطرية وضعت قيادتها في خانة "العداوة" فالمسألة بالنسبة لنا حياة أو موت. ليست مجرد اختلاف في وجهات النظر وإنما قضية وجود وكيان دولة وشعب وليس أي دولة ولا أي شعب؟! أما وقد وقفت السعودية والإمارات والكويت هذا الموقف المشرف الذي ينبع من المسئولية العربية والتاريخية ووحدة الأمة ولعب خادم الحرمين الشريفين دورا كبيرا وبذل جهدا ملموسا من أجل المصالحة بين مصر وقطر فإنني أقول ان الكريم هو الذي يقبل الصالح ومهما كان ما حدث فلن يدوم الخلاف إلي الأبد بل ربما يأتي يوم تكون فيه العلاقات المصرية القطرية أقوي من غيرها فلا العدو يظل عدواً ولا الصديق يظل صديقا ولم يصل الأمر بين البلدين إلي استحالة العودة. وفي بيانه أكد خادم الحرمين مناشدة المفكرين والإعلاميين لتبني المصالحة والعمل علي اتمامها واتفق الرئيس السيسي معه علي ذلك وأقول نحن بدورنا علينا أن نسير في اتجاه صالح الأمة والبلاد والعباد والمصالحة لا تعني التنازلات من أي طرف ولكن تعني التسامح والغفران ونسيان الماضي وتجاوز ما كان. لذلك فإن دور الإعلام كله بجميع وسائله يجب أن يدور في هذا الفلك وعدم تأجيج النيران وكذلك عدم النبش في الماضي ولا استرجاع الأحداث والتلاسن والمشاحنات. لقد كنت واحدا من الذين كتبوا كثيرا عن قيادة قطر وتجاوزاتها في حق مصر والمصريين وما أقوله الآن ليس تغييرا في موقفي وإنما استجابة للمصالح العامة والمصلحة الوطنية ومصلحة الأمة ولن نكون مثل ما كان يحدث في الجاهلية ولا نكرر مقولة كليب لأخيه الزير سالم "لا تصالح". كل ما يبقي الآن هو النتائج العملية الملموسة وأولها إغلاق بوق الجزيرة الذي يصب القذارات علي مصر وأهلها!