تذكر الكنيسة المصرية هذا الاسبوع وتحديدا يوم 14 كهيك استشهاد القديس أمونيوس أسقف اسنا. عاش الأنبا أمونيوس في القرن الرابع الميلادي وهو عصر الاضطهاد الذي لاقاه المصريون علي يدي الامبراطورية الرومانية وتصف كتب سير شهداء الكنيسة المصرية هذا القديس بهذ الكلمات "أنشودة حب تتغني بها الكنيبسة علي قيثارة الروح أوتارها متنوعة ومتكاملة". رسم أمونيوس أسقفا لمدينة إسنا في أيام القديس بطرس خاتم الشهداء فعاش بروح الحب الإنجيلي يمتزج نسه برعايته الروحية وكان يقضي أيام السبت والأحد والاثنين مع شعبه يشاركهم العبادة ويعظهم ويرشدهم ويهتم بكل احتياجاتهم ثم يعود إلي مغارة خارج المدينة علي حافة الجبل جنوب غربي المدينة يقضي بقية الأسبوع يمارس حياة الوحدة بقلب متسع بالحب لله والناس مؤمناً برعاية الله لشعبه. كان القديس الأنبا أمونيوس بعظاته وبحياة الإماتة التي عاشها يهييء شعب مدينة إسنا كله للاستشهاد بفرح ودخول الفردوس. زار إريانوس والي أنصنا بملوي مدينة إسنا أكثر من مرة فقتل القديسة الأم دولاجي التي شجعت أولادها الأربعة علي الاستشهاد كما قتل أربعة من الأراخنة في 6 بؤونة ثم عاد إلي المدينة مصمماً ألا يترك فيها مسيحياً. دخل الوالي إسنا وتجول مع جنوده في شوارعها حتي وجد سيدة عجوزا مريضة غير قادرة علي الحركة فسألها عن شعب المدينة أجابته إنهم سمعوا بأن إريانا الوالد قادم إلي أبيهم الأسقف وانهم يستعدون لملاقاته وإذ سألها عن ديانتها أجابته بشجاعة بأنها مسيحية فأمر بقتلها. انطلق الوالي مع جنده نحو الأسقف وشعبه فوجد جماعة عند ساقية "كريم" فقتلوهم ثم انطلقوا إلي دير القديس الأنبا اسحق بجبل أغاثون ترك الأب مغارته وانطلق إلي الدير حيث كان الشعب يحتفل بالعيد هناك استقبله الشعب بفرح شديد وتسابيح يمجدون بها الله فوقف في وسطهم وصار يحدثهم عن المجد الأبدي واحتمال الآلام بفرح من أجل الأبدية. أسماء وتواريخ بعد العظة انطلق إلي مغارته فلم يتركه الشعب بل سار وراءه إلا أنه رجع معهم إلي الدير وقضي معهم الليل كله في تسابيح متواصلة مع عظات روحية عن الأمجاد السماوية وفي الصباح الباكر أقام القداس الإلهي وتناول الشعب ليجدوا بعد ذلك إريانا وجنوده قادمين استقبلهم الشعب بفرح شديد كمن ينتظر بشغف الرحيل عن هذا العالم الفاني إلي الأبدية. ألقي الوالي القبض علي الأسقف وظل جنده يقتلون الشعب بلا توقف أخذ الوالي الأنبا أسيراً إلي مدينة أسوان ثم عاد به ثانية إل اسنا ليجد ثلاثة فلاحين هم: "سورس وأنطوكيون ومشهوري" عائدين من الحقل حزاني لأنه لم يكن لهم نصيب مع كل شعب المدينة الذي استشهد طلب الفلاحون من الجند أن يقتلوهم كإخوتهم فرفض الجند لأن سيوفهم لم تعد تصلح بسبب كثرة استخدامها في القتل ولما أصر الفلاحون الثلاثة أن يلحقوا بأخواتهم أمر الوالي بقتلهم علي حجر بفؤوسهم ولا زالت مقبرتعهم تسمي مقبرة الثلاثة فلاحين. اقتاد الوالي الأسقف الأسير معه إلي أنصنا وهناك حاول استمالته تارة بالوعود وأخري بالوعيد وآخيراً أعد له أتون نار يلقيه فيه طلب الأسقف أن يمهله قليلاً ليقف يصلي كي يبارك الله البشرية ويذكر شعب إسنا الشهداء كما طلب خلاص الوالي.. وأخيراً سلم نفسه ليقلوه في النار فتخرج روحه إلي السماء في 14 كيهك.