ظواهر متناقضة تشهدها الانتخابات البرلمانية القادمة ففي الوقت التي تعلن فيه التحالفات رصد مئات الملايين لدعم مرشحيها في الانتخابات خاصة في مقاعد الفردي نفاجئ بأن أحزاب أخري تطلب ممن يريدون الترشح عن طريقها خاصة في القوائم ملايين أخري تتراوح ما بين 500 ألف وتصل إلي 5 ملايين وهو ما يعيد لنا مشاهد توقعنا أنها اختفت من الحياة السياسية ويجعلنا أمام باباً للتبرعات الإجبارية والرشاوي والفساد المالي لتزكية مرشحين بعينهم بعيداً عن الكفاءة فمن يمتلك المال يفوز بمقعد البرلمان. في حزب المصريين الأحرار الذي أعلن قياداته تركيزهم علي المقاعد الفردي فقط والتحالف في القائمة مع د.كمال الجنزوري رصد رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار 300 مليون جنيه لحصد 250 مقعداً علي الأقل في البرلمان رافعاً شعار "شراء النائب ولا تربيته" حيث يؤمن أن الدعم المالي قادر علي اجتذاب مرشحين أقوياء للحزب ويتردد بقوة أنه سيدفع 150 مليون جنيه أخري لدعم قائمة الجنزوري فهل ستكون الأموال الباب الملكي لاقتناص ساويرس البرلمان!! أما تحالف الوفد المصري الذي يعد الأقوي علي الساحة الآن بعد الخلافات التي تسيطر علي منافسه تحالف الجبهة المصرية فإنه رصد 175 مليون جنيه لدعم مرشحيه يتحمل حزب الوفد نحو 80 مليوناً منها وحزب المحافظين 25 مليوناً والإصلاح والتنمية 40 مليوناً وحزب الوعي 30 مليوناً بينما هناك من يردد من مرشحي القوائم سوف يتحملون جزء من هذه المبالغ لدعم المرشحين الفردي إلا أن حسام الخولي سكرتير عام الوفد نفي أن يكون التحالف طالب أي من مرشحي القوائم بمبالغ مالية مؤكداً أن مساهمة المرشح وتحمله جزءاً من دعايته أمر متعارف عليه لكن لم يطلب من أحد التبرع للحزب. ويعاني تحالف الجبهة المصرية من عدة أزمات في التمويل فحتي الآن لم تتفق الأحزاب علي نسبة كل حزب في التمويل فهناك أحزاب غنية منها الحركة الوطنية والغد والمؤتمر ومصر بلدي وأحزاب فقيرة منها التجمع والجيل وكل منها يريد فرض مرشحيه وفقاً للتمويل الذي سيدفعه وهو ما ينسف معيار الكفاءة الذي اعتمده التحالف وهي الأزمة التي سيتم حسمها في اجتماع الأسبوع الحالي أما علي مستوي القوائم فحصول حزب الغد علي 20 مليون جنيه من جانب بعض الأشخاص لترشيحهم علي القوائم وحصول حزب المؤتمر علي 18 مليوناً كان أحد أسباب انهيار قائمة التحالف التي مازالت تصارع بين خروجها للنور أو التحالف مع د.كمال الجنزوري وهو الأقرب الآن خاصة بعد رفض البرلماني السابق مصطفي بكري ترشيح أي شخص ليس له شعبية التي يعتبرها المعايير الأول للترشح فمن يكسب تلك المعركة داخل التحالف أم أن الخلافات ستؤدي لانهياره؟ فيما رصد عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطي 100 مليون جنيه للانتخابات ويعد الآن لمفاجأة تشكيل قوائم من الشباب فقط أما جماعة الإخوان فرصدت مليون جنيه لكل مرشح سواء كان من الصف الرابع والخامس من الجماعة أو من حلفائها من الشخصيات المدنية و250 ألف جنيه قيمة الدعم الذي سيقدمه حزب النور السلفي لمرشحيه من أبناء الدعوة.