كنت دائما أنظر إلي منصب السفير علي أنه رسالة وليس مجرد وظيفة لأن السفير هو خط الدفاع الأول عن المصالح المصرية وهو الأحرص علي سمعة الوطن وهو الدرع التي يحتمي بها المصريون المغتربون.. لكن بعد زيارتي الأخيرة إلي أندونيسيا أدركت أن منصب السفير ربما يكون سبوبة ولتذهب المصالح وسمعة الوطن وحقوق المصريين المغتربين إلي الجحيم. شاركت في وفد مصري في زيارة إلي جاكرتا استمرت أسبوعاً وضم الوفد عشرة صحفيين يمثلون أبرز الصحف المصرية. بالإضافة إلي أعضاء جمعية رجال الأعمال المصرية- الأندونيسية. الحكومة الأندونيسية اهتمت اهتماما بالغاً بزيارة الوفد المصري واستقبلها وزير التجارة الأندونيسي ونائب وزير الخارجية ورئيس هيئة تنشيط التصدير وعدد من كبار المسئولين في الحكومة الأندونيسية. نور فائزي سفير أندونيسيا في القاهرة حرص علي العودة إلي بلاده ليصاحب الوفد المصري في كل الاجتماعات والمقابلات والزيارات وكان إلي جواره تقريباً كل أعضاء السفاة الأندونيسية في القاهرة. في مقابل هذا الاهتمام غير العادي من الجانب الأندونيسي كان هناك غياب كامل من الجانب المصري فلم يحضر السفير أو أي مسئول في السفارة وحتي الملحق التجاري لم يكلف نفسه عناء المشاركة ولو في اجتماع واحد. كان السؤال المحيّر: لماذا تجاهلت السفارة هذا الحدث؟ ليس منطقياً الإدعاء بأن السفارة لا تعرف لأن كل الصحف المصرية كتبت عن الحدث وأبرزته كما أن الصحف الأندونيسية اهتمت بالزيارة وخصصت لها مساحات واسعة. هل السفارة المصرية في جاكرتا لا تتابع ما يدور في صحف أندونيسيا عن مصر؟ هل لم يشاهد أحد في السفارة التغطية التليفزيوية واللقاءات مع أعضاء الوفد المصري؟ أظن لو كان وزيرا ضمن الزيارة لاهتمت السفارة لأن شغل الموظفين هو القيام بالمهام الروتينية المعتادة. أما البحث عن مصلحة الوطن والدفاع عن حقوقه فهي رسالة وليس كل موظف يصلح لأداء الرسالة.