بدون شك ان الأزمة الحقيقية التي تعاني منها مصر حاليا ترتكز في التعليم الذي هو أساس التطور والتقدم والنهوض في أي دولة في شتي المجالات فاصلاح التعليم هو بمثابة إصلاح لمصر كلها.. فمعاناة التعليم لسنوات طويلة تتجاوز ال 30 عاما الماضية كارثة أدت إلي التدهور والتخلف والجهل الذي نحن فيه وهو ميراث ثقيل جدا يحتاج إلي سنوات عديدة للإصلاح بسبب الاهمال الجسيم طوال هذه الفترة وكانت النتيجة زيادة معدلات الأمية والمتسربين من التعليم وضعف مستوي التلاميذ والطلبة إلي جانب ارتفاع اعداد الخريجين غير المؤهلين كل عام حيث وصلت البطالة إلي أرقام فلكية بسبب عدم وجود فرص عمل تستوعبهم وتتناسب مع مؤهلاتهم. فكل الدول المتقدمة حاليا انطلقت من الاهتمام بالتربية والتعليم والارتقاء والنهوض به منذ سنوات طويلة فأصبح مستواها مرتفعا ومتقدما جدا في كافة المجالات واصلاح التعليم وتطويره وتحديثه في مصر يحتاج إلي جهود ضخمة وكبيرة ولابد أن يشارك فيه كل المصريين من مسئولين وموظفين ومدرسين ومدرسات وعاملين وتلاميذ وطلبة حتي يمكن ان نصل إلي المستوي المطلوب في أقل فترة زمنية يستغرقها الإصلاح وهذا لن يحدث الا إذا اعتبرنا إصلاح التربية والتعليم وتطويره هو المشروع القومي لمصر لمدة 5 سنوات علي الأقل وهو سيكون بمثابة نقطة انطلاقة وتحول في التعليم يترتب عليها مواكبة التطورات والنظم الحديثة في العالم واستيعاب كل التكنولوجيات التي تستخدم في هذا المجال وسيصبح لدي مصر بعد تنفيذه وتطبيقه اجيال من الخريجين في التعليم والجامعات علي مستوي عال ومؤهلين يحتاجهم ويستوعبهم سوق العمل بكل سهولة ويسر وأمامنا التجربة الماليزية الناجحة التي تبناها مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق في بداية توليه السلطة وحقق من خلالها التطور والنهوض والرقي الذي وصلت إليه ماليزيا حاليا واصبحت أحد النمور الآسيوية حيث كان تركيز مهاتير محمد الاساسي في البداية علي إصلاح التعليم والنهوض به واعتبره المشروع القومي لماليزيا لمدة 5 سنوات حقق بعدها طفرة وتطورا غير مسبوق لأنه اكتشف ان نقطة الضعف الاساسية وفي جميع الوزارات هو نقص الكوادر المؤهلة من مهندسين وفنيين واداريين واساتذة فاتجه إلي التعليم مباشرة وركز عليه فكان النجاح الكاسح لماليزيا فلماذا لا نستفيد بهذه التجربة الماليزية ونبدأ في تطبيقها وتقف مصر كلها خلف التعليم ونعطي الفرصة للقائمين عليها للقيام بتنفيذها فلا يمكن لوزير التربية والتعليم ان يحقق النجاح بمفره ولكن بالمشاركة المجتمعية كاملة وهذه المشاركة تكون بتفاعل كل فرد في مصر ولو بالتبرع بجنيه واحد وبالعمل والمساهمة في بناء سور مدرسة أو جزء من سور أو نظافة في مدرسة أو اصلاح كرسي مكسور أو لوح زجاج شباك لأن تكلفة إصلاح التربية والتعليم باهظة وعالية جدا تحتاج إلي ميزانية دولة بالكامل حتي يمكن أن نحقق التطور والنهوض والتحديث الذي وصلت إليه الدول المتقدمة فلابد ان تسود روح التعاون والتفاعل والتكامل حتي ننجح في تبني المشروع القومي لإصلاح وتطوير التعليم ونحقق اهدافه في فترة زمنية مناسبة قد تستغرق عدة سنوات نجني الثمار بعدها. لقد حان الوقت لاحداث ثورة في تطوير التعليم والنهوض والارتقاء به خلال المرحلة القادمة خاصة في ظل النجاح الذي حققته مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه وتولي زمام الأمور في مصر الرئيس الطموح الوطني عبدالفتاح السيسي الذي يحمل علي عاتقه ميلاد وانطلاق مصر الجديدة والحديثة خلال المرحلة القادمة من خلال احداث نهضة شاملة وتطور في جميع المجالات وفي مقدمتها التعليم ليؤكد للعالم ان مصر تشهد عصرا جديدا وتحولا كبيرا سينقلها إلي مكانة متقدمة وقوية في منطقة الشرق الأوسط. * رسائل مهمة.. إلي: ** الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة الاعتداءات متواصلة علي الأراضي الزراعية في محافظة الشرقية ولم تحرك ساكنا حتي الآن رغم الشكاوي العديدة التي تم تقديمها لسيادتك من الواضح ان سيادتك اكتفيت بالفرجة فقط وايضا بمخاطبة محافظ الشرقية للتصرف واخليت مسئوليتك بذلك وللأسف الأراضي الزراعية تم تدميرها باعتداءات صارخة في مراكز أبوكبير وفاقوس وههيها.. اتحرك لوجه الله.