خلال الفترة الأخيرة الماضية حدث العديد من كوارث انهيار العقارات بصورة تكاد تكون شبه يومية وشهدت مصر أسوأ حالات الانهيارات رغم أن معظمها من المباني الحديثة ولم تعد هناك محافظة تخلو من تلك الكوارث وهذه الانهيارات يتبعها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات تحت الأنقاض.. مما يؤكد أن لدينا سلبيات كثيرة في هندسة البناء منها بناء طوابق مخالفة ومبان بالطوب اللبن أو تصدعات بفعل الأمطار والبناء بدون أسياخ حديدية أو قواعد أسمنتية ومنازل قديمة ومتهالكة ومقاولون يقومون بارتفاعات زائدة عن المسموح به دون مراجعة واعتماد الاستشاري الهندسي ولا يلتزمون بالتراخيص الصادرة وينفذون التنكيس فضلاً عن الغش والتدليس والتلاعب في مواد البناء والملاك أصحاب العقارات لا يذعنون لتنفيذ قرارات الإزالة والإخلاء والتشميع وجشعهم وسوء ضمائرهم ورغبتهم في تحقيق ثراء سريع علي حساب أرواح الناس الأبرياء وغياب الدور الفعال للإدارات واللجان الهندسية وأجهزة الدولة وانعدام الرقابة الداخلية من قبل الأحياء والمحافظات المفترض منها تطبيق القوانين علي أي مخالف ومراقبة أعمال البناء باستمرار.. ونود أن نشير إلي أن جهاز التفتيش الفني علي أعمال البناء والتشييد التابع لوزارة الإسكان كشف أن محافظاتالقاهرة والجيزة والإسكندرية تأتي علي رأس المحافظات المهددة بانهيار العقارات بها في أي لحظة وقال الجهاز إن هناك نحو ستة ملايين وحدة سكنية علي مستوي مصر تم بناؤها دون ترخيص في 450 ألف عقار منها 330 ألفاً تم بناؤها عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير وتوجد قرارات صادرة للترميم والإزالة لم يتم منها سوي تنفيذ 5% فقط والباقي لم يتم تنفيذه بسبب تخاذل وتراخي وتقاعس الجهات المعنية كما حدد الخبراء أن ثلاثة ملايين عقار في مصر مهددة بالسقوط أو مخالفة للاشتراطات وأكواد البناء علماً بأن ثروتنا العقارية تبلغ 30 مليون عقار كما أن أرقام مركز بحوث الإسكان والبناء تؤكد أن 50% من المباني العقارية يفتقر إلي الصيانة سواء بشكل كلي أو جزئي خاصة أن بعض الاحصائيات تشير إلي أنه يوجد في مصر حالياً أكثر من 200 ألف قرار تنكيس وإزالة لم يتم تنفيذها بسبب ارتفاع معدلات الفساد داخل المحليات والإدارات الهندسية في المحافظات. الغريب والعجيب في الأمر أنه رغم أنه يوجد لدينا مركز لبحوث البناء والإسكان والعشرات من الكليات والمعاهد العليا الهندسية إلا أنه توجد تلك السلبيات والعيوب الجسيمة في هندسة البناء والتشييد والغالبية العظمي من العقارات ليست سليمة إنشائياً وتبقي في ذمتي كلمة أخيرة "نطالب المسئولين بضرورة التطبيق الصارم للقوانين ضد المخالفين ومحاسبة المهملين والمقصرين حتي لا تتكرر مآسي وكوارث الانهيارات". كلمات: * هناك من يعملون ولا يتكلمون ومن يعملون ثم يتكلمون وهناك من يتكلمون ثم يعملون ومن يتكلمون ولا يعملون حاول أن تكون من النوع الأول. * ليس المهم أن يكون العام جديداً بل أن يكون عقلك جديداً وقلبك جديداً وروحك جديدة ونظرتك إلي الأمور جديدة! * قليل هو عدد البشر الذين يفكرون بعقولهم لا بعيونهم.