انتهي المؤتمر الدولي "الجمهورية ضد الإرهاب" الذي أقامته مؤسستنا دار التحرير للطبع والنشر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وافتتحه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب مكللا بالنجاح ونقلت فعالياته القناة الأولي في نشر الأخبار وعقبها وفي برنامج "رسالة الأولي" نظرا لأهميته فالإرهاب لا يوجد فقط في محيط دولنا العربية بل هو عالمي ففي اللحظات التي كانت تعقد فيها جلسات المؤتمر كان الإرهاب قد وصل إلي قارة استراليا ليحتجز رجل إيراني رهائن ويهدد بنسفهم بقنابل وضعها هناك وأخري وضعها في وسط المدينة.. وأعود إلي بيان ختام المؤتمر الذي شمل محاور عديدة. فالمحور السياسي من بعض ما أوصي به كان تفعيل دور السياسة الخارجية في السعي لتجفيف منابع الإرهاب وتنشيط دور وزارة الخارجية للحد من تمويل وتسليح الإرهابيين من بعض الدول الداعمة للإرهاب وإعلام الجاليات المصرية بالخارج بما يجري في الداخل حتي يتم التواصل بينهم وبين الوطن وتكثيف جهودها في إعلام الغرب بحقيقة الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب. أما المحور الديني فقد أكد علي ضرورة إعادة الثقة في العلماء والمؤسسات الدينية والحوار المتواصل مع الشباب لتصحيح المفاهيم المغلوطة والأكاذيب التي تروجها الجماعات الإرهابية لينضم إليهم الشباب. والاهتمام بالإعلام من حيث منع برامج تقدم التشكيك في العقيدة واستضافة الملحدين للحديث عن أفكارهم الشاذة والتركيز علي القيم والأخلاق وإنشاء قناة الأزهر حتي يعرف المشاهد حقيقة وصحيح العقيدة وإيقاف العبث بعقول الشباب وإعادة النظر في مناهج التربية الدينية في المدارس والجامعات مع الاهتمام بالأنشطة الثقافية وتشجيع المبدعين من الشباب علميا وأدبيا وإصدار سلاسل كتب ثقافية تقدم لهم كنوز الفكر لأعلام الأمة علي مدار التاريخ المصري وهذا ما يؤدي بنا إلي توصيات محور الشباب ومنها ضرورة استمرار الحوار الجاد مع الشباب في برامج التوعية بمختلف القضايا خاصة المتعلقة بالمستقبل وإعادة النظر في النظام التعليمي المقدم لهم خاصة في التعليم الأساسي للحفاظ علي الشخصية المصرية وتدعيم الهوية والانتماء الوطني والتنسيق بين الوزارات وثيقة الصلة بالشباب لتتكامل السياسات. أما الثقافة فهي بلا شك من أهم المحاور التي تدفع بالإرهاب إلي طريق النهاية والخلاص من الأفكار المتشددة التي تكفر المجتمع وتطمس عقول الشباب فالإنسان الواعي ثقافيا في رأيي هو الذي يستطيع التفرقة بين الأفكار الصحيحة والمغلوطة والأهداف الخفية الظلامية التي تسعي لتدمير المجتمع ولذلك كان علي القائمين بأمور الثقافة الاهتمام بأبناء المحافظات النائية وتقديم برامج ثقافية وفنية تشجعهم علي الإبداع ليتمكنوا من طرد الأفكار المتطرفة وإقامة فعاليات ثقافية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب ودعمهم من الوزارات المختصة بذلك. وفي مجال الإعلام كانت التوصية الأهم هي عودة وزارة الإعلام لضبط الإيقاع الإعلامي وزيادة مساحة البرامج الثقافية. أما الفنون فكان لها توصية بعودة الدولة للإنتاج الفني ودعمه وتفعيل الأنشطة المختلفة بالثقافة الجماهيرية في قصور الثقافة والنشاط الفني بالمدارس لتنمية مواهب الطلاب وتفريغ طاقاتهم. ولا ننسي المحور الأمني الذي يحارب الإرهاب بالتصدي المباشر ويستشهد في سبيل أمن الوطن يوميا رجال من الجيش والشرطة وهبوا حياتهم ودماءهم وأرواحهم لمصر وهي بالفعل تستحق منا جميعا كل ذلك.