التعليم الجامعي هذا العام يبدو أنه مجرد شكل وليس موضوع جودة كم اسبوعا تم فيه التيرم الأول؟! وماهو حجم ما تم تدريسه؟ وهل سيتم تحويل الجامعات إلي الدراسة بالمراسلة يعني كام مذكرة وكتابين ويتم عقد امتحان هذا تهريج وخداع. واستهانة بالتعليم الذي لا يخفي علي أحد مستواه. والسؤال الآن الذي يدور في اذهان الغالبية العظمي من الطلاب امتحان في ايه؟! وعلي كل حال فإن البداية هذا العام هادئة جدا بالمقارنة بالعام الماضي من ناحية المظاهرات باستثناء محاولات يائسة وفاشلة في بعض كليات جامعة الأزهر هذا تهريج ولا أحد يجرؤ ان يتحدث عن جودة التعليم. ولكن حدثني عن انهيار العملية التعليمية وتحول الطلاب الي تنظيم انفسهم في مجموعات دروس خصوصية يقوم بها المعيدون لزيادة دخولهم.. امتحانات في موضوعات لم يسمعوا عنها ولم يستمعوا الي محاضرة فيها.. ولكن المجموعات الدراسية تؤهلهم لحل الامتحان والنجاح وبعضه يتفوق في الحفظ . جامعات مصر وحدها تتميز بتركيز كبير علي الحفظ والتلقين ولا توجد جامعة في العالم يقوم فيها الاستاد المحاضر بتدريس كتابه شخصيا وتجميع اسماء الطلاب الذين اشتروه حتي يتم عقاب من لم يشتر الكتاب بالرسوب كل جامعات العالم يقوم الاستاذ بتدريس كتاب استاذ في جامعة أخري ولانهم يعتمدون علي الجودة وليس علي الحفظ والتلقين. نظام التعليم الجامعي وجودته.. لا يمكن بوضعها الحالي خدمة المجتمع أو البحث العلمي إلا في استثناءات محدودة.. وعدم الاهتمام بربط الجامعات وخريجيها بسوق العمل هو ما نحصده اليوم ولا تزال اعداد رهيبة من خريجي الجامعات والمعاهد العليا تعاني البطالة وتعدادهم يصل الي نحو سبعة ملايين شاب وفتاة وهؤلاء قنابل موقوتة في البيوت المصرية. والمبادرات الطيبة التي تلقي لهم الآن من خلال اقامة مشروعات أو التوجه للعمل الحر تحتاج الي ثقافة العمل الحر التي نفتقدها حتي الان لاسباب من بينها عدم اهتمام الدولة برعاية هولاء الصغار والحد من مشكلات التراخيص والاعباء والرسوم والمفهوم الخاطيء حتي الآن وهو تدليل اصحاب المشروعات الكبيرة ان اصحاب المشروعات الصغيرة مجرد شوية عيال وثقافة العمل الحر غائبة عن اهتمام الجميع والحكومة تعطي آذانها لكبار المستثمرين ولا تهتم بالعيال. الجامعات ليست اماكن لبيع المذكرات والكتب للطلاب وعقد الامتحانات واستمرارها بهذا المفهوم كارثي والمؤسف أن جهات العمل في كل الدول الأجنبية والعربية لا تعترف بالشهادات الجامعية من مصر إلا بعد إعادة تأهيل وتدريب وهذه إهانة للجامعات المصرية. والحديث ليس عن الجامعات الحكومية وحده بل والخاصة ايضا لانه ليس هناك تعليم علي مستوي راق هنا أو هناك ان التنمية تحتاج الي مهارات وعمالة مدربة ومهنيين اكفاء والجامعات في مصر كلها بلا استثناء لا تقدم هذا حتي الآن وأسف ان يتكدس العاطلون بالملايين من خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمدارس الفنية ويقوم بعض المستثمرين باستيراد عمال من الخارج لانهم الأعلي مهارة وتدريبا اصبحنا نحتاج الي وقفة لمراجعة كل اوضاع الجامعات ونسف اسلوبها التعليمي الذي يعتمد علي الحفظ والتلقين ولا يقدم مهارات وخبرات تستطيع القيام بالأعمال التي توكل امامهم التعليم هو عنوان اي بلد ولانزال نحتاج الي تغيير كل نظام التعليم حتي يليق بنا وبهذا البلد.