ظهرت مؤخراً واقتحمت حياتنا صراعات واختلافات في الرأي بين مختلف فئات وشرائح المجتمع وبين فريق أي عمل وداخل الأسرة وتسببت في إفساد العلاقات الاجتماعية واختفت كلمة التسامح والعفو والصفح وحلت محلها الخلاف والصدام والخصام والعداء في أمور لا تستدعي كل هذا الخلاف الذي حول جميع الأفراد المتعاملين معا سواء بين زملاء العمل أو داخل الأسرة إلي إعداء.. الآن كل فرد يتمسك برأيه الشخصي الذي يعتقد أنه الرأي الصحيح بينما الرأي الآخر هو الخطأ ويصر علي أن يقتنع الجميع برأيه.. وكل فرد يتمسك بهذا المبدأ ويتناسي أن الحوار هو الحل الأمثل في أي قضية اجتماعية أو مشكلة تخص العمل أو مشاكل خاصة. والحوار في معناه الصحيح لا يؤدي الهدف منه إلا إذا كان هناك احترام متبادل بين أطراف الحوار واحترام كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر.. والحوار يعني التسامح واحترام حرية الآخر. وترسيخ قيم التسامح بين الناس وتمهيد الطريق للتعاون المثمر يأتي بالحوار الذي يعتبر إثراء للفكر.. والاختلاف والتنوع في الأفكار يجب أن يكون دامغاً للتعارف والتعاون. ونحن الآن في أشد الحاجة إلي التسامح والتعايش الإيجابي بين أفراد المجتمع أكثر من أي وقت مضي.. وذلك بعد أن دبت الخلافات والمشاكل بين زملاء العمل.. وأفراد الأسرة الواحدة علي أي مشكلة صغيرة كانت أو كبيرة والتي تصل إلي حد المقاطعة ويرفض جميع الاطراف فكرة التسامح. والتسامح صفة تعني العفو والصفح والمحبة.. فيجب أن نعود إلي القيم التي نشأنا عليها وتعلم الاجيال الجديدة ضرورة التمسك بهذه القيم والفضائل التي اختفت. ويعتقد الكثير أن التسامح يعني الضعف أو تقبل الإهانة إلا أن هذه فكرة خاطئة.. لأن الإنسان القوي فقط هو الذي يستطيع التسامح أما الضعيف لا يمتلك القدرة علي العفو والصفح. قال الإمام الشافعي: لما عفوت فلم احقد علي أحد أرحت نفسي من هم العداوات.. فيجب أن ندرب انفسنا علي التسامح.. كما أن غياب القدوة في حياة الإنسان كفيلة بإلا يتعلم التسامح كما ان الآباء والامهات لا يستخدمون مبدأ التسامح كطريق في التربية. والتسامح لا ينقص من قيمة الإنسان بل يزيده رفعة من خلال العفو والصفح وكسب الآخرين حتي الاعداء وهناك حكمة تقول سامح اعداءك فلاشيء تغيظهم أكثر من ذلك. ويقول د. إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية الراحل.. لكي نصل إلي مرحلة الحب المتكامل يجب أن نصل إلي مرحلة التسامح المتكامل ومنه إلي الحب الذي سيقودنا إلي مرحلة العطاء فقيم التسامح والحب والعطاء فقيم التسامح والحب والعطاء مرتبطة بعضها ببعض. فهل يمكن أن نصل إلي مرحلة التسامح وصفاء النفس والعفو عمن أخطأ في حقنا حتي تسير الحياة بشكل افضل. فنحن نحتاج إلي التسامح لأننا نحتاج إلي حياة بدون مشاعر سلبية.. ولانه لابد أن نختلف في الرأي وفي السلوك عن الآخرين فكيف نستوعب بعضنا إن لم نتسامح. من خلال التعامل بهذه القيم السامية تستطيع أن تجبر الآخرين علي احترامك.