الإرهاب في مصر ليس له بذور متأصلة في المجتمع المصري ولا ينتمي إليه ولكن ما يحدث الآن من أحداث عنف وتطرف يمكن أن يطلق عليها فتنة سياسية. وأستطيع القول إن الإرهاب في مصر ناتج من موقف معين اتخذته جماعة الإخوان وبعض التيارات المتشددة حينما تم إقصاؤها من المشهد السياسي بسبب رفضها من غالبية جموع الشعب. ونري أن الأسلوب الذي تتصدي به الدولة لقضية الإرهاب هو أسلوب قوي وسوف يثمر بعد بعض الوقت بسبب عدم جدوي الطريق الآخر وهو طريق المصالحة مع هذه الجماعات. ومثل هذه الحوادث والفتن موجودة بشكل أو بآخر في دول أخري حتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية مع اختلاف الأسباب ونأمل أن تأخذ وسائل الإعلام بصفة عامة والفضائيات بصفة خاصة أسلوب تناول مختلف يتلخص في عدم سكب البنزين علي النار أو تقوم بتغذية هذه التيارات بأفكار خبيثة. ونري أن جماعات الإرهاب عندما بدأت تستشعر أن هناك نقصاً في الطاقة بدأت تركز عملياتها الإرهابية علي تفجير وتدمير أبراج وشبكات الكهرباء بهدف زيادة حالة الارتباك وإظهار الدولة بموقف غير القادر والضعيف. ويمكن القول إنه لا توجد دولة كبيرة علي ظاهرة الإرهاب أو بعيدة عنه وأن الأسلوب الذي تتبعه الدولة متمثل في رد فعل القوات المسلحة والأجهزة الشرطية كاف للتصدي لهذه الأعمال. الإرهاب له تأثير محدود علي التنمية حيث يؤدي إلي خوف بعض المستثمرين خارج مصر ويمنعهم من القدوم إلي البلاد ولكن عمليات الإرهاب لن تعوق عمليات التنمية المحلية بفضل القطاع الخاص الوطني.. والدليل علي ذلك هو قيام بعض المستثمرين ببناء مشروعات ناجحة وسط هذه الأزمات. وأبلغ دليل علي عدم تأثر عمليات التنمية هو زيادة معدل النمو في الناتج القومي من 2.8% إلي 6.2% في الربع الأول من العام المالي الحالي. نري أن الإرهاب قد يعطل التنمية بعض الشيء لكنه لا يوقف عجلة البناء مشيرا إلي أن المرحلة التي تلت 30 يونيه هي مرحلة فاصلة في تاريخ مصر لأنه لو كان استمر نظام حكم مبارك لأصبح وضع البلد قريب الشبه بما يحدث في العراق وأشد ما يميز المرحلة الحالية هو التصدي بحزم للإرهاب الذي تمارسه جماعات التطرف حيث تمكن الإخوان من التقاط أنفاسهم في عهد مبارك وتعددت أنشطتهم الاقتصادية واستفحل أمرهم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.. واستعان بهم السادات في السبعينيات لمحاربة الناصريين قبل أن ينقلبوا عليه ويستشهد برصاصهم.. لقد استطاع الرئيس الراحل عبدالناصر أن يحجم شرورهم لمدة 18 عاما تولاها في حكم مصر ولكن القيادة السياسية الحالية مع الشعب واجهت هذا الخطر في أقل من عام.