أكد السفير أحمد محجوب شاور أمين عام وزارة الاستثمار السودانية ترحيب السودان حكومة وشعباً بالمستثمرين ورجال الأعمال من الأشقاء المصريين في بلاده مؤكداً أن مناخ الاستثمار في السودان مشجع جداً ويمثل بيئة مثالية لتوطيد الروابط الاقتصادية والأخوية بين الشعبين. قال السفير شاور في حوار خاص ل "الجمهورية" خلال زيارته لمقر الجريدة إن مصر بدأت الاستثمار لدينا في وقت مبكر جداً في المجال الزراعي حيث حصلت علي 165 ألف فدان من أجود الاراضي علي الحدود مع أثيوبيا لكن لللاسف لم تزرع منها سوي 17 ألفاً وهي منطقة تروي بالامطار ولا أعرف سبب التأخر. قال إن هناك شركة مصرية خاصة تستثمر في الصحراء وهي ناجحة جدا مشيراً إلي أن شركة القلعة تمتلك مشروعاً لانتاج السكر في سابينا ولم تر النور حتي الآن وتستثمر في الاسمنت والتعدين إضافة إلي أن رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس اشتري حصة شركة إرياب الفرنسية التي تنقب عن الذهب من فترة كبيرة وتعمل في النحاس أيضا. الاستفادة من الخبرات المصرية أكد أن الحديد يوجد بكميات اقتصادية ونسعي للاستفادة بالخبرات المصرية لأنه قريب من الحدود المشتركة خاصة وأن مصر متقدمة في مجال الحديد والصلب ورائدة في هذا المجال مشيراً إلي منحها مدينة صناعية كاملة قرب الخرطوم منذ عام ومن حقها استثمارها كما تريد سواء لمصانع الدولة أو للقطاع الخاص. كشف أن بلده منحت مليون فدان لمصر لم يزرع منها سوي الفي فدان العام الماضي في الولاية الشمالية علي النيل مباشرة وهذا الموسم لم تزرع شيئاً مشيراً إلي أن زيارة الرئيسين عبدالفتاح السيسي وعمر البشير للقاهرة والخرطوم فتحت الكثير من الملفات وأعطت دفعة للامام. الارادة السياسية أكد أن الارادة السياسية مهمة في تعزيز التعاون وسرعة الانجاز وترمي الي تنمية العلاقات الثنائية خاصة وأن السودان بوابة مهمة لمصر علي دول عديدة مثل جنوب السودان وتشاد وافريقيا الوسطي وجنوب افريقيا وأثيويبا مؤكداً أن الربط بين مصر والسودان سيؤثر إيجابياً لأن القاهرة تستفيد بالربط الي دول جنوب افريقيا والدول المحيطة بنا لأنها متعطشة للسلع ومصر عضو في الكوميسا بها 400 مليون نسمة والسودان يستفيد كدولة ترانزيت. أضاف أن الخرطوم تجري استعدادات علي قدم وساق لعقد ملتقي استثماري للمستثمرين المصريين لتعريفه لهم بحوافز الاستثمار والفرص الاستثمارية المتاحة مشيراً إلي أن السودان يشهد استقراراً سياسياً واقتصادياً إضافة إلي المزايا النسبية من الموارد الطبيعية والمناخ الاجتماعي والبيئة الجاذبة في المجال الزراعي والحيواني. خريطة استثمار أوضح أن الخرطوم ستنتهي العام القادم من وضع خريطة استثمارية بكل الفرص والمشروعات والربط بالانترنت مع كل الاجهزة والولايات ويستطيع أي رجل أعمال خارج السودان الدخول إلي الموقع والحصول علي التراخيص والموافقات معرباً عن أمله أن تكون مصر الدولة الاولي في الاستثمار وعندنا ثورة تشريعية في القوانين التي لها صلة بالاستثمار. أشار إلي أن السودان بدأ اهتماماً مبكراً بجذب الاستثمارات في المنطقة العربية ومنذ عام 1990 تقريباً شرعنا قانوناً للاستثمار مشيراً إلي أن هذا المجال كان موزعاً في عدة قوانين مؤكداً أن الخرطوم من اوائل العواصم العربية التي انشأت وزارة للاستثماربعد تطبيق الحكم الاتحادي ودستور 2005 منح الولايات والمدن حق التسهيل علي المستثمرين وتم انشاء 2007 المجلس الاعلي للاستثمار للتنسيق بين من يدهم الموافقة برئاسة رئيس الجمهورية. أوضح أن القوانين لدينا لا تميز بين المواطن السوداني وغيره فالكل سواء وليس صحيحاً أن المجالات المتوفرة هي الزراعة فقط بدليل أن الاستثمار في القطاع الخدمي والصناعي أعلي من الزراعي بكثير مشيراً إلي وجود طفرة في الاتصالات والفنادق والجامعات و المستشفيات لكن الفجوة الغذائية في العالم وخاصة العالم العربي والتي تبلغ 40 مليار دولار ما أعطت مجال الزراعة الاولوية مؤخراً وقفز حجم الاستثمار فيها من 4 إلي 30% من حجم الاموال الواردة للسودان. انتاج الذهب أكد السفير أحمد شاور أمين عام وزارة الاستثمار السودانية أن كل الدول العربية لها استثمارات خاصة في السنوات الاخيرة حيث اصبح السودان منجماً كبيراً ونتوقع انتاج 70 طناً هذا العام من الذهب العام الماضي كان 40 طناً مؤكدا أن بلاده باتت ملتقي للتضامن والشراكة العربية الحقيقية. أضاف أننا نمتلك فرصاً كبيرة في التصنيع الغذائي وعندنا شبه اكتفاء ذاتي ولدينا اتفاق مع تركيا من خلال اتفاقية تسمي بالتيجم تستهدف الاستثمار في مليون فدان بقيمة 6 مليارات في الزراعة والصناعات التحويلية و الحديد والصلب والاسمنت لنقل الخبرة مؤكداً تواجد الاتراك بكثافة هناك حتي أن الحلاقين الأتراك يجدون لأنفسهم مطيء قدم لدينا. أشار إلي أن أبرز المستثمرين في الزراعة الشيخ سليمان الراجحي له 300 ألف فدان مزروعة باحدث الوسائل وله استثمارات في الاسمنت و الشيخ محمد راشد العتيبة 130 ألف فدان و30 ألفا أخري يزرع باحدث وسائل لم تستخدم في اي منطقة عربية يشبه الامطار والبحرين 100 ألف فدان والكويت لها استثمارات كبيرة ولها 30% من شركة سكر كنانة اكبر شركة عالمية في تصنيع السكر وأصبح السودان ثالث دولة في انتاج الايثانول إضافة إلي الانتاج الحيواني والاخشاب والاوراق والثروة الداجنة ومنتجات الألبان. شدد علي أن الأمن في دارفور وفي شرق السودان لا يؤثر علي الاستثمار مؤكداً أن المحور الامني مهم جدا وندرك هذا الامر تماما ومناطق النزاعات بعيدة عن مناطق الاستثمار لكن لها تأثير بصورة او باخري مشيراً إلي أن التحويلات المالية للخارج لا رقابة عليها مؤكداً أن نسبة النمو لدينا تتجاوز 5% وهي نسبة معقولة في ظل حالة الركود العالمية والمشاكل التي تواجه العديد من دول المنطقة. حق الانتفاح أضاف أن الاراضي تمنح بنظام حق الانتفاع لمدد تتراوح ما بين 3 سنوات و 99 سنة ولا تنزع إلا إذا ثبت عدم جدية المستثمر وحتي الآن لم تحدث مشاكل. أضاف أن الزراعة تقدم تسهيلات فكل المشاريع والتجهيزات معفاة من الجمارك وضريبة القيمة المضافة حتي بالنسبة للمواد الخام لا يدفع المستثمر اكثر من 3% من قيمتها لو تم تصديرها تردها الدولة ولو باعها في الداخل يعوض ما دفعه فيها مشيراً إلي أن الضرائب علي أرباح القطاع الصناعي 10% وهذه النسبة ليست موجودة في اي دولة عربية ونسبة العمالة الأجنبية لا تزيد عن 20% واذا كان المشروع في حاجة الي عمالة اخري نسمح بذلك. أوضح أن الدولة تستثمر في شبكات الكهرباء والطرق والسكك الحديد والبنية التحتية مشيراً إلي الانتهاء من انشاء 5 الاف كيلومتر من الطرق والدولة تفكر في طرح مشاريع للاستثمار في هذا الجانب والكهرباء بنظام بي أو تي.