* "نفعل مع الإخوان الآن ما ثرنا عليهم من أجله.. لا يمكن أن نضع مليوني متطرف في السجون".. تصريح غريب أدلي به المهندس نجيب ساويرس مؤخرا لإحدي الصحف الأمريكية متحدثاً عن الخطأ الذي ترتكبه الدولة في التعامل مع الإخوان وأتباعهم وكأنه لا يعيش معنا في مصر ولا يري ما يفعله هؤلاء المتطرفون كما وصفهم من إرهاب للمصريين جيشاً وشرطة وشعباً. * الذي لا يعلمه المهندس ساويرس أو ربما يكون نسيه انه عندما ثار المصريون في 30 يونيه ضد حكم الإخوان الفاشي ورئيسهم الفاشل لم يكن ذلك بسبب فشل المعزول في إدارة أمور البلاد أو حتي بسبب تعنت الإخوان وسعيهم للانفراد بالسلطة وإقصاء جميع أبناء الشعب علي مختلف فئاته وأطيافه. ولكن ثار المصريون لأجل إنقاذ الوطن من العصابة التي جاءت لتقسيمه وتفتيته بل وربما بيعه أو تأجيره مفروشاً لهذه الدولة أو تلك! * ثار المصريون من أجل حماية أعظم وأعرق جيش نظامي عرفته البشرية منذ آلاف السنين من المحاولات الخبيثة في الداخل والخارج للنيل منه باعتباره الجيش العربي الوحيد الباقي بالمنطقة علي قلب رجل واحد محتفظاً بقوته وإمكانياته البشرية والعسكرية رغم كثرة المخططات والمؤامرات التي تستهدف اضعافه وربما تفكيكه. كما هو الحال بالنسبة للجيشين السوري والليبي ومن قبلهما الجيش العراقي. * ثار المصريون من أجل الدفاع عن وحدتهم وهويتهم التي أراد البعض في الداخل والخارج طمسها وتغييرها من أجل خدمة أهدافهم الشخصية ومخططاتهم الاستعمارية. فعلي مر السنين لم نسمع أو نر تفرقة بين المصريين بسبب انتماءاتهم الدينية أو العقدية والحزبية إلا في عهد وحكم الإخوان الفاشل حيث تعالت نغمات وشعارات هذا مسلم وهذا مسيحي بل وهذا سني وهذا شيعي وهذا صعيدي وهذا بحراوي وكلها أسماء ومسميات عنصرية انتشرت واستشرت في سنة واحدة من الحكم الإخواني الفاشل لمصر. * لذلك لم تكن ثورة المصريين من أجل انقطاع الكهرباء أو ارتفاع الأسعار أو بسبب طوابير المواطنين الطويلة أمام المخابز ومحطات البنزين فكلها أمور مهمة ولكنها لم تكن الأساس في رفض المصريين للإخوان ورئيسهم المعزول. من هذا المنطلق أتعجب من تلك الأصوات التي تخرج من هنا أو هناك تطالب بضرورة التصالح مع الإخوان حقناً للدماء وسعياً لتحقيق الاستقرار في البلاد وهي دعوات رغم ظاهرها النبيل إلا انها لم تراع ان الإخوان هم من بدأوا بالعنف ورفضوا أي دعوات للعقل ولم الشمل الوطني استجابة لرغبة ملايين المصريين في ثورة 30 يونيه وإعلان 3 يوليو والذي طالب الجميع بمن فيهم الإخوان بضرورة التكاتف من أجل إنقاذ الوطن دون إقصاء لأي جهة أو جماعة ولكن هيهات. فلم تستجب المحظورة لنداء الوطن واتجهت للعنف والتدمير وإراقة الدماء ومازالت تصر هي وأعوانها في الداخل والخارج علي الصدام وأعلنوا الحرب صراحة علي مصر جيشاً وشعباً ولن يكون 28 نوفمبر آخر المطاف لهذه الجماعة الارهابية وأعوانها. فالمؤامرة مستمرة والمخططات تتغير يومياً من أجل اسقاط مصر أو هكذا يتوهمون. فهذا لم ولن يحدث لأن مصر محفوظة من الله سبحانه وتعالي الذي وهبها شعباً طيباً محباً لوطنه وجيشاً قوياً أميناً علي تراب هذا الوطن وشعبه ولن يرضي لكائن من كان أن يقترب منه بسوء مهما كانت التضحيات.