عاجل: ما حقيقة انخفاض الأرز الأبيض والشعير من جديد 2024 ؟    «الزراعة» : منتجات مبادرة «خير مزارعنا لأهالينا» الغذائية داخل كاتدرائية العباسية    مصر والكويت.. انقشاع الغبار    أنشيلوتي أبرزهم.. المرشحين لجائزة مدرب الشهر في الدوري الإسباني    أزمة الضمير الرياضى    الاستماع لأقوال شهود العيان في مقتل شاب خلال مشاجرة بالقليوبية    "حول الحكم والإدارة".. صدور الجزء الرابع من كتاب الرئيس الصيني بالعربية    قبل طرحه في السينمات.. تفاصيل شخصية شريف منير في فيلم «السرب»    منى الحسيني ل البوابة نيوز : نعمة الافوكاتو وحق عرب عشرة على عشرة وسر إلهي مبالغ فيه    جمعة فى مؤتمر رابطة العالم الإسلامى بالرياض: نرفض أى محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته    سفير الصين: العلاقات مع مصر في أفضل حالاتها.. وتجمعنا طموحات مشتركة    تنمية شاملة بعد عقود من الإهمال| مشروعات زراعية وصناعية وبنى تحتية فى كل شبر من أرض الفيروز    تحرير سيناء.. «قصة كفاح نحو البناء والتنمية» ندوة بمجمع إعلام قنا    تشكيل بيراميدز في مواجهة البنك الأهلي    رياضة الوادى الجديد تختتم فعاليات الحوار المجتمعي «دوي» وإعلان المبادرات الفائزة ببرنامج نتشارك    تريزيجيه ينافس مبابي ووالكر في قائمة مميزة حول العالم    عاجل.. تنبيه مهم من البنوك لملايين العملاء بشأن الخدمات المصرفية    وزارة التخطيط وهيئة النيابة الإدارية يطلقان برنامج تنمية مهارات الحاسب الآلي    سيناء من التحرير للتعمير    خبير سياسات دولية: اللوبي الإسرائيلي ما زال يضغط على الولايات المتحدة (فيديو)    تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "شقو"    عناوين مكاتب تطعيمات الحج والعمرة بمحافظة كفر الشيخ ومواعيد العمل    عاجل من الصحة بشأن منع هذه الفئات من الخروج في الموجة الحارة (فيديو)    فوز مصر بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    طلاب كولومبيا: لن ندخل في مفاوضات مع إدارة الجامعة    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    حجز قضية مصرع شاب على يد 6 أشخاص في المنصورة للنطق بالحكم (فيديو)    العروسة في العناية بفستان الفرح وصاحبتها ماتت.. ماذا جرى في زفة ديبي بكفر الشيخ؟    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    أوراسكوم للتنمية تطلق تقرير الاستدامة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات    إجازة شم النسيم 2024.. موعدها وعدد أيامها بعد قرار مجلس الوزراء بترحيل الإجازات    رئيس جامعة جنوب الوادي يكرم الوفود المشاركة بالملتقى الفني 21 لشباب الجامعات    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    توقعات برج الثور في الأسبوع الأخير من إبريل: «مصدر دخل جديد و ارتباط بشخص يُكمل شخصيتك»    حكم الاحتفال بشم النسيم.. الإفتاء تجيب    هل هناك أذكار وأدعية تقال في الحر الشديد؟.. رد واضح من الإفتاء    رغم توافر السيولة الدولارية.. لماذا يرفض التجار استلام بضائعهم من الموانئ؟| تفاصيل    زيادة وتيرة حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين    قريبا.. مباريات الدوري الإسباني ستقام في أمريكا    محافظ المنيا: تقديم كافة الدعم للأشقاء الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي لحين تماثلهم للشفاء    خدماتها مجانية.. تدشين عيادات تحضيرية لزراعة الكبد ب«المستشفيات التعليمية»    حزب الحركة الوطنية يناقش خطة عمل المرحلة المقبلة والاستعداد لانتخابات المحليات    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    الصين تعلن انضمام شركاء جدد لبناء وتشغيل محطة أبحاث القمر الدولية    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بشير التابعي: أتوقع تواجد شيكابالا وزيزو في التشكيل الأساسي للزمالك أمام دريمز    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرآن وسنة
رخصة كبار السن في الخلوة
نشر في الجمهورية يوم 25 - 11 - 2014

المعني من تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة بغير علاقة زوجية. ولا توجد بينهما علاقة محرمية كالبنوة أو الأخوة أو العمومة. هو خشية المفسدة الأخلاقية غالباً. وهذا المعني غير موجود في المسنين وخاصة الطاعنين منهم. فهل يعني ذلك رفع الحكم بالتحريم عنهم. فتجوز الخلوة معهم. كما تجوز الخلوة بينهم؟ لقد اختلف الفقهاء في ذلك علي مذهبين:
المذهب الأول: يري ان كبر السن ليس عذراً مبيحاً للخلوة المنهي عنها. وإلي هذا ذهب الحنفية وأحد القولين عند المالكية وبه قال الشافعية والحنابلة. وحجتهم: أن النهي عن الخلوة جاء عاماً. ويستوي فيه الشاب والشيخ والعجوز. ولأن الطبع البشري بالعبث في العورات لا يختلف بالسن.
المذهب الثاني: يري ان كبر السن عذر مبيح للخلوة. وإليه ذهب المالكية في القول الثاني عندهم. واختاره ابن حجر العسقلاني. وحجتهم: ان الطبع يستنكف العبث بالأعراض بين كبار السن أو معهم غالباً. بدليل ما شرعه الله تعالي للقواعد من النساء بوضع الثياب غير متبرجات بزينة. ولما كان الحكم للغالب لم يكن لتحريم الخلوة بين المسنين معني.
كما يدل لهذا القول: ما أخرجه الشيخان من حديث أنس بن مالك. قال: جاءت امرأة من الأنصار إلي النبي. صلي الله عليه وسلم. فخلا بها. فقال: "والله إنكم - أي يا أهل الأنصار - لأحب الناس إلي". والمتبادر إلي الذهن هو أن هذه المرأة الأنصارية كانت كبيرة السن. لأن النبي. صلي الله عليه وسلم. كان يدرأ الشبهة عن نفسه أمام أصحابه. فقد أخرج مسلم من حديث أنس. أن النبي. صلي الله عليه وسلم. كان مع إحدي نسائه. فمر به رجل فدعاه. فقال: "يا فلان هذه زوجتي فلانة". فقال الرجل: يا رسول الله. من كنت أظن به فلم أكن أظن بك. فقال رسول الله. صلي الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم".
وقد يقال: إن المقصود بالخلوة مع المرأة الانصارية: البعد عن الحاضرين بحيث لا تحتجب أشخاصهما عن الناس. حتي لا يسمع سؤالها أحد حماية لحيائها.
والجواب: ان الحديث صريح بالخلوة. وتأويله بالاحتجاب بالصوت لا بالرؤية صرف للفظ عن ظاهره بغير دليل.
ويدل أيضاً لمشروعية الخلوة بالمرأة العجوز بغرض الشفقة. عند أمن الفتنة ما أخرجه الشيخان من حديث أنس بن مالك. قال: كان النبي. صلي الله عليه وسلم. لا يدخل علي أحد من النساء إلا علي أزواجه إلا أم سليم - وهي بنت ملحان - فإنه كان يدخل عليها - وهي كبيرة السن. فهي والدة أنس بن مالك. فقيل له في ذلك. فقال: "إني أرحمها قتل أخوها معي".كما كان يدخل علي أم حرام بنت ملحان وهي خالة أنس بن مالك. وهي أكبر من أمه - فكانت أم حرام تطعم النبي. صلي الله عليه وسلم. وتفلي رأسه.يقول ابن حجر: ولم يكن بين النبي. صلي الله عليه وسلم. وبين أم حرام محرمية ولا زوجية. وذلك لأمن الفتنة علي المعتمد. وتأكيداً لهذا المعني فقد نقل ابن حجر عن الدمياطي قوله: كان أنس بن مالك خادم النبي. صلي الله عليه وسلم. وقد جرت العادة بمخالطة المخدوم خادمه وأهل خادمه. ورفع الحشمة التي تقع بين الأجانب عنهم.
يقول ابن حجر: وقد أشكل هذا علي جماعة - مع صحة الأحاديث في ذلك - فقال ابن عبدالبر: أظن أن أم حرام أرضعت رسول الله. صلي الله عليه وسلم. أو أختها أم سليم. فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة. من أجل انه كان يدخل عليها. وكانت تطعمه وتفلي رأسه. وقيل: ان هذا كان قبل نزول الحجاب.
وأجاب ابن حجر عن ذلك: بأن دخول النبي. صلي الله عليه وسلم. علي أم سليم. وعلي أختها أم حرام كان بعد الحجاب جزماً. لأن هذا الدخول كان بعد حجة الوداع. وأما ادعاء وجود محرمية من الرضاع بين النبي. صلي الله عليه وسلم. معلومات ليس فيهن أحد من الأنصار البتة سوي أم عبدالمطلب. وهي سلمي بنت عمرو بن زيد.
وأخرج الشيخان عن عبدالله بن عتبه. أنه كتب إلي عمر بن عبدالله بن الأرقم الزهري يأمره ان يدخل علي سبيعة بنت الحارث الأسلمية - وكانت كبيرة السن - فيسألها عن حديثها. وعما قال لها رسول الله. صلي الله عليه وسلم. حين استفتته.
وعلي هذا المذهب الذي ذهب إليه المالكية في القول الثاني واختاره ابن حجر العسقلاني يمكن اعتبار كبر السن رخصة شرعية في مشروعية الخلوة بين المسنين وبعضهم في دور الرعاية. أو بين الشيخ الهرم. أو المرأة العجوز. وبين من يخدمهما من المتطوعين من الشباب والشابات. وخاصة من تربطهم صلة الجوار. أو رحم العلم. كما نري وفاء بعض التلاميذ بأساتذتهم الشيوخ والعجائز يدخلون عليهم لقضاء بعض حوائجهم. وإعلامهم بعض أخبار الدنيا. كل هذا في حال انتشار المروءة والفضيلة. وعدم رصد حالات للغدر والفساد. لأن تحريم الخلوة ليس من باب تقييد الحريات. وإنما هو لحفظ الأعراض وتأمين الأنفس والحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.