ما أن أعلن فصيل الجبهة السلفية المنشق عن الدعوة السلفية وحزب النور عن دعوته للقيام بثورة إسلامية يوم 28 نوفمبر الحالي بهدف تغيير أفكار عدد كبير من الشباب واستغلالهم لتحقيق انتفاضة شعبية من خلالهم لفرض الهوية الإسلامية ورفض الهيمنة علي القرارات السياسية والاقتصادية وإسقاط حكم العسكر وذلك من خلال مظاهرات حاشدة عارمة تهدد كيان واستقرار الدولة وإحداث أعمال فوضي وتخريب وترويع للبلاد والعباد يكون من نتائجها فرض التواجد الإخواني مرة أخري علي الساحة خاصة أن الجهاديين الإخوان أعلنوا مشاركتهم في تلك الأحداث بالمال والرجال وأعتقد وهذا أسلوبهم الاستعانة بالنساء والأطفال.. بالإضافة إلي ما أعلنته بعض عناصر 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وبعض الحركات الأخري التي نسيها الشعب المصري ولم تعد شيئا مذكورا.. أقول ما أن تم هذا الإعلان إلا وتسابقت كافة الجهات والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية إلي التفاعل معها بالأسلوب والشكل التي تتبناه وتقوم به تلك الجهات. فعلي مستوي الجماعات المتأسلمة سارع شباب الإخوان والجماعة الإسلامية من خلال الإرهابي عاصم عبدالماجد وأحزاب الأصالة والفضيلة والإصلاح والحزب الإسلامي وجميعها أحزاب كرتونية خرجت من عباءة الإخوان ويتم دعمهم وتمويلهم بالمال والعتاد وأحيانا السلاح إذا تم تكليف عناصرهم المغيبين عن الطريق السليم الذي يهدف إلي سلامة الوطن ككل وليس سلامة فئة بعينها للقيام بأعمال إرهابية وصدرت توجيهات برفع المصاحف أثناء تلك المظاهرات. وهي توجيهات خبيئة للمتاجرة بالدين.. كما جاءت تصريحات مسئولي تلك الجماعات لبث الرعب في النفوس من خلال الدعوة إلي إشعال البلاد وتوسيع دائرة التدمير والخراب بها. وعلي المستوي الإقليمي فها هي حركة حماس تعلن علي حوائط منازل قطاع غزة أن مصر ستشهد أحداثا جساما في هذا اليوم المشهود وفي تركيا يعقد اجتماع يضم قيادات من المخابرات التركية وعناصر إخوانية من التنظيم الدولي للجماعة وبعض قيادات حماس ليعلن بعده عن قيام ما سمي بالمجلس الثوري المصري والهدف منه دعم تلك الأحداث وأعمال الفوضي حتي تؤتي ثمارها. وفي المقابل سارعت معظم القوي السياسية وبعض الرموز الدينية من قيادات الدعوي السلفية وحزب النور إلي الاعتراض علي تلك التوجهات ورفضها شكلا وموضوعا ودعوة عناصرها لعدم الانضمام إليها في حين وصفهم الأزهر الشريف والأوقاف بأنهم يتشابهون مع الخوارج المارقين وأن المشاركة معهم فيها إثم كبير وخيانة للوطن والدين. في حين أن الأجهزة الأمنية أعلنت صراحة أنه سوف يتم التعامل مع أي خروج علي القانون بكل حزم وحسم حتي لو اقتضي ذلك استخدام الذخيرة الحية وهو ما أتمني ألا يحدث في الوقت نفسه فقد نجحت تلك الأجهزة في القيام بعمليات استباقية ترتب عليها القبض علي العديد من العناصر الإرهابية الخطيرة والتي كان آخرها تلك الخلية التي تم ضبطها في محافظة الغربية والتي ترتب عليها القبض علي العشرات من العناصر الذين تم تدريبهم للقيام بأعمال إرهابية خلال تلك الأحداث وجميعهم من تنظيم الإخوان بنطاق المحافظة. كما سارعت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة إلي التصدي لتلك الأحداث بكافة الوسائل وتعالت صرخات المذيعين والضيوف للمواجهة القوية لهؤلاء العابثين بأمن الوطن. وفي اعتقادي أن هناك العديد من الحقائق التي يجب أن نشير إليها للتأكيد علي أن تلك الدعوة سوف تحقق فشلا ذريعا في هذا اليوم بإذن الله وذلك علي خلفية المعطيات التالية: 1 ان الجبهة السلفية ومن معها وجماعة الإخوان من ورائها أصبحت أوراقا مكشوفة للشعب المصري وأنهم تجار دين يهدفون إلي تحقيق مصالحهم الشخصية علي حساب الوطن وبالتالي فإنهم لم يصبح لهم ظهير شعبي مؤثر. 2 ان المناخ الذي سوف تحدث فيه تلك الأفعال والتظاهرات مختلف تماما عما قبل ثورة 25 يناير 2011 حيث كانت نفوس الشعب كله مشتعلة ورغبتها في التغيير واحدة.. أما اليوم فإن مناخ الأمن والاستقرار وما تقوم به الدولة من عمل دءوب لتحقيق الرخاء لشعبها برغم كل الصعاب هو محل تقدير من الغالبية العظمي لهذا الشعب وبالتالي فإنه لن يتعاطف مع هؤلاء الذين يدعون إلي تدمير تلك المحاولات والانجازات. 3 ان أجهزة الأمن قد استعادت عافيتها بنسبة كبيرة والدليل علي ذلك تلك النجاحات التي تتحقق يوميا والتي أدت إلي إجهاض العديد من محاولات الترويع والتخريب وهذا يؤكد ما ذكرته في مقال سابق بعنوان "انهم يعرفون ما يفعلون". هذا لا يعني التهوين مما قد يحدث في هذا اليوم ولكنه أيضا عدم التهويل مما قد يحدث خلاله فالشعب أصبح واعيا لما يحاك حوله مؤامرات والجيش والشرطة يعملان بكل ما لديهما من طاقة لدحر الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه وفوق كل ذلك فإن الله سبحانه وتعالي أكد في كتابه العزيز ان مصر آمنة دائما أرضا وشعبا وحكما عندما قال تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" صدق الله العظيم.