الوعي والعلم والمعرفة هي الأسلحة التي تواجه بها الدعوات الهدامة والأفكار الشيطانية. فإذا ما فقدنا هذه الأسلحة فإننا نحتاج جهاداً طويلا واتفاقات أكثر لمواجهة أية دعوي من مثل هذه الدعوات بعد أن تكون قد نالت منا الشيء الكثير. أقصد أن ديننا علمنا أن الوقاية خير من العلاج إلا أننا نعرف ولا نعمل وندرك ما يجب ولا نتحرك لفعل ما يجب لذا فإننا نعاني ما يعانيه المريض كلما هاجمتنا مثل هذه الأمراض التي نعرفها وتحتاج وقتاً لنتعافي منها بل قد نخسر مع المال بعض أفرادنا. ومع ذلك فكلما خبت المحبة ارتفعت أصوات تنادي بإلقاء العلاج جانبا وإهمال أدوات الوقاية لاننا سبب تخلفنا وسبب مرضنا ولاننا لا نملك المعرفة الكافية والعلم الضروري تدخل في معركة طرشان بين الفريقين الفريق الذي يتهم العلاج ويعتبره سر الداء والفريق الذي يدعو بالعلاج ويؤمن بجدواه. فمثلاً نلجأ للأزهر الشريف وعلمائه نطلب منهم العون كلما ألمت بالبلاد ملمة.. وهو حقنا وهو مسئوليته فإذا ما هدأت الأمور فوجئنا بمن يدعونا إلي اهمال الأزهر وتقزيمه وتهميشه في حياتنا لأنه سر تخلفنا. فاذا ما حاول لبعض تأكيد عكس ذلك فشلوا لأنهم قد نعوذهم المعرفة والعلم لتأكيد الحقيقة وإثباتها وايضاحها جلية منيرة تكشف زيف الضلال. ومن الأمثلة القريبة الهجمة الشرسة علي الامام البخاري والسنة النبوية المشرفة وهي هجمة منظمة ومرتبة وممنهجة وليست جديدة فاذا تلفتنا إلي من يتصدي لهذه الهجمة نجده عاجزاً وبلا أسلحة يتهاوي أمام الزيف وهو يرتدي مسوح الحقيقة فتبدو الحقيقة حائرة ضعيفة ويختفي العلماء الحقيقيون الذين يستطيعون انارة الظلمات وكشف المستور فيما يتم ربما يحدث ذلك بقصد وربما يحدث بجهل إلا أنه يحدث. أما لو آمنا بالوقاية ونشرنا العلم الحقيقي والوعي المطلوب لافتا من الهجمات مهما كان مصدرها ووقتها وموضوعا لأن لدينا بناء قويا مستعداً في كل لحظة وفي كل مكان ولكل موضوع فوفرنا خسائرنا وجهدنا الذي نبذله في ظروف استثنائية وجميعنا المجتمع من أن ينال منه نائل. أعتقد أننا جميعا نعرف هذه الحقيقة إلا أننا لا نريد أن نستعد.. لماذا..؟ لا أعرف.