تشهد المدارس الرسمية المتميزة والمعروفة باسم مدارس المستقبل حالة من الفوضي والانحدار في مستواها التعليمي في تكرار لمسلسل فشل المدارس التجريبية وعجز وزارة التربية والتعليم عن تحقيق الاهداف التي انشئت من أجلها. وكانت وزارة التربية والتعليم قد بدأت في إنشاء المدارس المستقبل في عام 2004 التي وصل عددها إلي 16 مدرسة علي مستوي الجمهورية كبديل عن المدارس التجريبية التي خرجت عن المسار المحدد لها بعد ارتفاع الكثافات الطلابية بها نتيجة تفضيلها من جانب أولياء الأمور عن المدارس الحكومية التلقيدية التي انهارت العملية التعليمية بها نتيجة عوامل متعددة. "الجمهورية" رصدت شكاوي جماعية من أولياء أمور الطلاب في المدارس التي انحصرت في قيام وزارة التربية والتعليم برفع اعداد الطلاب في الفصل الدراسي من 26 طالبا إلي 40 وعدم وصول الكتب في بعض المدارس حتي الآن ووجود حالة تسيب في اختيار أنواع الطلاب المتقدمين الأمر الذي اثر علي نوعية الطلاب علاوة علي معاناة ادارات المدارس من عدم وجود ميزانية تحت يدها نتيجة سيطرة وزارة المالية عليها. هدي عبدالسميع ولية أمر في مدرسة مستقبل 1 في مدينة نصر اشتكت من تغيب أولياء الأمور عن المشاركة في ادارة أمور المدرسة بداية من زيادة اعداد الطلاب في الفصل الطلاب من 26 إلي 40 رغم ان أولياء الأمور الحقوا ابناءها بالمدرسة وقاموا بدفع مصروفات تزيد 3 ضعاف علي المدارس التجريبية بناء علي انخفاض الكثافة بالفصول وبالتالي زيادة الاهتمام بأبنائهم وارتفاع مستواهم التعليمي. واضاف عبدالحميد الغرباوي ولي أمر بنفس المدرسة ان مدارس المستقبل كانت تتميز بوجود لجنة من وزارة التربية والتعليم باختيار الطلاب بين المتقدمين اضافة إلي عمل مقابلات مع أولياءالأمور الأمر الذي كان ينعكس علي مستوي الطلاب بينما الآن تكون ادارة المدرسة مسئولة عن الأمر مما أدي إلي انخفاض مستوي الطلاب وظهور أنواع جديدة من المشاكل مثل السلاح الأبيض في ايدي بعض الطلاب وكذلك انخفاض مستوي النظافة في المدرسة. وكشفت ريهام أحمد أحد أولياء الأمور ان مدارس المستقبل تعاني من ضعف بالنسبة لأعمال الصيانة والمصروفات البسيطة نتيجة سيطرة وزارة المالية ضاربة المثل بمدرسة المستقبل 1 التي تملك 12 مليون جنيه في البنك ولا تستطيع السيطرة عليها. وقال سامح رضا ان مدارس المستقبل تعاني من حالة من الترهل ضاربا المثل بعدم وصول كتب حتي الآن لنجله الطالب في الصف الأول الابتدائي في مدرسة المستقبل في مدينة 15 مايو اضافة لارتفاع الكثافة مما يؤدي إلي عدم وجود جهاز حاسب إلي كل تلميذ كما كان مقررا من قبل موضحا ان أسلوب وزارة التربية والتعليم الحالي كما ان كتب الرياضيات لم تصل حتي الآن علاوة علي ايصالات سداد المصروفات التي ارتفعت هذا العام من 1500 إلي 1800 جنيه لم يتسلمها أولياء الأمور حتي الآن. كما أوضح ان تلك المدرسة كانت تتميز باختيار مدرسين متميزين قادرين علي التعامل مع مستوي الطلاب وتحقيق الهدف من إنشاء المدرسة الا ان اهتمام وزارة التربية والتعليم تغير خاصة في العامين الأخيرين مع اتجاه الوزارة للاهتمام بأنواع أخري من المدارس كالدولية. أكد حسام السيد مدرس رياضيات بمدرسة شبرا الثانوية بنات ان مدارس المستقبليات تحتاج هيكل اداري متطور مشيرا إلي انها تضم مدرسي التعليم العام بكل مساوئهم وذلك بغرض الانتقال إلي مستوي اجتماعي أعلي بغض النظر عن الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب في هذه النوعية من التعليم مشيرا إلي أن المدرسين غير مؤهلين أو حاصلين علي دورات تدريبية وبعيدون عن الهدف الاساسي من هذه المدارس وهو تحقيق الجودة التعليمية ويكون النقل إلي هذه المدارس عن طريق الواسطة والمجاملات!! من جانبه أوضح د.حسن شحاتة أستاذ المناهج بتربية عين شمس ان هذه المدارس من المفروض ان تقدم وجبة تعليمية متميزة من خلال المقررات الدراسية والأنشطة المدرسية والمعامل وقاعات الفنون والملاعب واستخدام التقنيات في التعليم وهذه المدارس لابد ان تستقدم بعض المعلمين المتميزين ومن لديه الخبرة في التدريس للقيام بدورهم علي أكمل وجه. اضاف ان هذه المدارس لابد أن تهتم بالأنشطة المختلفة العلمية والادبية والاجتماعية بطريقة واضحة حتي يستطيع الطالب صقل خبراته وتكون الطريقة إلي تشكيل إنسان جديد ومتعلم جديد مشيرا إلي أهمية تخصيص رحلات وزيارات ومشروعات تعليمية حتي يستطيع الطلاب ان يشاركوا في اعداد المواد التعليمية والمشروعات التربوية داخل هذه المدارس لذا مطلوب العناية الشديدة بالأنشطة الرياضية والفنية وتعليم لغتين اجنبيتين حتي يكون الطلاب قادرين علي التعلم بالعلوم الحديثة. أكد ضرورة أن يكون هناك متابعة جادة من أولياء الأمور ومجالس الأمناء والمعلمين لمواجهة المشكلات التي تحدث في المدرسة والارتقاء بمستوي التعليم والأنشطة حتي تكون هذه المدارس فاترينة تربوية وان يتم اثراء المناهج التي تقدم في المدارس بتعميق بعض المفاهيم وتوسيع بعض الأفكار واتاحة الفرصة للطلاب بالاعتماد علي انفسهم في جمع المادة العلمية. قال صبري هيكل مدير عام ادارة الهرم التعليمية انه لابد من اختيار الادارات المؤهلة علميا ومهنيا في هذه المدارس ووجود اختبارات نفسية وخبرة سابقة لادارة المؤسسة التعليمية لأن النظري يختلف تماما عن العملي مشيرا إلي أن الاختيار لا يتم وفق ضوابط ومعايير محددة مع ضرورة ان يكون هناك أساليب جديدة للتعلم في هذه المدارس واختيار كوادر التدريس المتميزة فليس كل من حاصل علي دكتوراه قادرا علي توصيل المعلومة مع التدريب والتطوير المستمر والدورات العلمية وتعلم اللغة والكمبيوتر.