تشهد تونس الأحد القادم محطة جديدة علي طريق الديمقراطية باجراء الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 22مرشحاً من مختلف التيارات ويبدو أن الطريق إلي إقامة ديمقراطية حقيقية في تونس ممكنة بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي تؤكد الرغبة الحقيقية للشعب التونسي في بناء بلاده علي اساس ديمقراطي حقيقي بقيم الاسلام الوسطية المعتدلة الرافضة لكل اشكال العنف والارهاب. يري الخبراء ان هذه الانتخابات البرلمانية ليست سوي الحجر الأول في تشييد البناء الديمقراطي حيث إن هناك تحدياً ثانياً لنداء تونس ورئيسه الباجي قائد السبسي المرشح للانتخابات بعد أن حصدا الأغلبية وعتبر الأخير من المرشّحين الاوفر حظاً خاصة بعد تصدّر حزبه. تتردد أقاويل في الكواليس أن حركة النهضة ربما تتجه لدعم السبسي في صفقة غير معلنة لنيل بعض الحقائب الهامة في الوزارة المقبلة ويؤكدون أن الحركة برجماتية إلي حد كبير في هذا التفكير لأنها تقرأ أن السبسي فرصه بالفوز كبيرة ولديها كتلة تصويتية يمكن أن ترجح كفته سواء في الجولة الأولي وحتي في الجولة الثانية في حالة الاعادة. ازدادت المعركة سخونة بعد انسحاب مصطفي النابلي أحد أبرز المرشحين والذي فتح النار علي المرشح اليساري والرئيس الحالي المنصف المرزوقي واتهمه بالتحريض علي العنف.. المراقبون يرون أن النابلي يسعي من خلال هذا الأمر إلي دعم القايد السبسي وانجاحه من الجولة الأولي فيما انسحب مرشحان آخران هما نور الدين حشاد ومحمد الحامدي لتنحصر المنافسة بين 22 مرشحا. الأهم الآن أنه لا يمكن قراءة واقع الانتخابات الرئاسية بعيداً عن الانتخابات البرلمانية أعطت حركة نداء تونس التي يقودها الباجي قايد السبسي الحق في تشكيل الحكومة بحكم الدستور ويرجح الخبراء اربعة سيناريوهات محتملة للتحالفات البرلمانية التي يمكن أن تشكلها حركة نداء تونس الفترة المقبلة. الأول.. تحالف نداء تونس مع حزب آفاق تونس الليبرالي الحاصل علي 9مقاعد ومع الجبهة الشعبية "يسار" الحاصل علي 12مقعداً وبالطبع لن تكون هناك معضلة في الحصول علي 3مقاعد او أكثر من قوائم مستقلة ويضمن هذا التحالف أغلبية بسيطة لنداء تونس و يبدو ممكناً علي أرض الواقع..الثاني.. يأتي بالتحالف الأوسع ل "نداء تونس" مع الجبهة الشعبية وآفاق تونس الاتحاد الوطني الحر ¢ليبرالي¢پالحاصل علي 17 مقعداً أي يصل الي 136مقعداً بنسبة 62% من مقاعد البرلمان. انضمام الاتحاد الوطني الحر لهذا التحالف سيبقي رهناً بالتوصل لتوافق ما بشأن الانتخابات الرئاسية التي ترشحپلها الباجي قائد السبسي رئيس نداء تونس وسليم الرياحي رئيس الاتحاد الوطني حيث سيكون من غير المنطقي بالنسبة لكليهما السبسي والرياحي ان يتنافسان في الانتخابات الرئاسية ويتحالفان معا في الوقت نفسهپفي البرلمان.پ الاحتمال الثالث.. التحالف بين النهضة ونداء تونس ليضمن الأخير أغلبية مريحة حوالي 150مقعدا بنسبة تقارب ال 70% من البرلمان قد تستغني به عن التحالف مع الجبهة الشعبية وآفاق تونس الرافضين أصلا للتحالف مع النهضة إلا أنه يعد خيارا صعبا بالنسبة لنداء تونس حيث يوجد بداخله تيار رافض أيديولوجيا التحالف مع التيار الإسلامي غير أنه سيجنب نداء تونس مواجهة معارضة قوية داخل البرلمان. ويري الخبراء ان حزب النهضة في هذه الحالة سيطرح مطلباً رئيسيا يتمثل في تحييد الوزارات السيادية.. الخارجية والدفاع والداخلية أي تتولاها شخصيات تكنوقراط خاصة وانه قد دعا قبل الانتخابات لتشكيل حكومة وفاق وطني موسعة حتي لا تكون حكرا علي طرف سياسي وترسيخاً لمبدأ الوفاق الوطني. أما السنياريو الأخير يتمثل في تشكيل حكومة تكنوقراط بسبب صعوبة تشكيل حكومة اتئلافية من تيارات سياسية مختلفة ما يدفع حركة نداء تونس إلي ان تطرح فكرة حكومة تكنوقراط مستقلة يدعمها توافقپسياسي من كافة او معظم الأحزاب البرلمانية.