استشهاد الضباط وأفراد الأمن وتفجير أكشاك الشرطة خاصة "المرور".. اصبح مشهدا يوميا يتكرر في مواقع مختلفة علي مستوي الجمهورية.. ليكون السؤال لماذا استهداف هذه الاكشاك..؟.. ولماذا لم تتعلم اجهزة الأمن من الدرس الأول عندما تم تفجير كشك مرور الجامعة وسقوط الشهيد العميد طارق المرجاوي.. ليتكرر في ميدان الجلاء بالدقي وبعده كشك ميدان لبنان الذي راح ضحيته الشهيد الرائد محمد جمال الدين؟ السؤال الاول لايحتاج خبيرا أمنيا ليجيب عنه.. فالاجابة ببساطة ان تلك الاكشاك اهداف سهلة.. لكن الاجابة عن السؤال الثاني تحتاج تفسيرا واضحا من قيادات الجهاز الأمني.. فهل تعلموا من الدرس.. وهل سيتوقف استهداف اكشاك الشرطة وكيف؟! مديرية الامن بالجيزة قامت باشراف اللواء كمال الدالي مساعد الوزير بتجهيز الاكشاك الامنية التي يسهل الوصول إليها بتزويدها بعناصر مسلحة وأجهزة اتصالات سريعة بالإضافة إلي كاميرات مراقبة تعمل علي مدار 24 ساعة واحاطة الاكشاك بمواد عازلة ضد الصدمات والرصاص مع زيادة اجهزة حديثة للكشف عن المفرقعات والتعامل معها لابطال مفهولها في اسرع وقت ممكن. يقول اللواء مجدي عبدالعال نائب مدير الادارة العامة للمباحث ان العناصر الارهابية خلال الايام الماضية اظهرت تركيزها لاستهداف الاكشاك الامنية خاصة المتواجد فيها ضباط وافراد شرطة مشيرا إلي انه كان للجيزة نصيب اكبر في استهداف الضباط واخرها استشهاد الرائد محمد جمال من ادارة المرور واصابة مجند بعدما وضع الارهابيون عبوة مفجرة امام شباك الكشك.. لذلك عقد اللواء كمال الدالي مساعد الوزير لامن الجيزة عدة اجتماعات لبحث وضع خطط امنية لمنع استهداف الاكشاك الامنية المتواجدة بقطاعات المديرية المختلفة وتم تزويد تلك الاكشاك بعناصر للحماية المدنية علي مدار 24 ساعة مع زيادة الكمائن الامنية في الطرق التي يثبت تواجد عناصر ارهابية فيها.. مع زيادة تسليحها ووضع كاميرات مراقبة لرصد تحركات العناصر الارهابية وتجديد الاكشاك وتغيير الابواب والشبابيك الحديدية باخري ضد الرصاص بالاضافة الي اجهزة اتصالات يقوم عليها افراد مسلحون والتعامل الفوري مع اي احداث امنية طارئة. واكد اللواء مجدي عبدالعال انه تم رصد عدد من العناصر الارهابية خلال الايام الماضية كانوا في طريقهم لتنفيذ اعمال اجرامية وتم التعامل معهم بحرفية والتوصل الي الجهات التي كانت تمولهم. يضيف ان اجهزة الامن بالجيزة تقوم باستمرار ببحث الجديد عن العناصر الاجرامية للتتمكن من شل حركاتهم مشيرا الي ان تلك العناصر تطور من انشطتها باستمرار لكننا معهم بالمرصاد. بينما يقول العميد هشام يوسف مدير ادارة المفرقعات بالجيزة ان معظم المتفجرات التي تم ابطال مفعولها او التي استهدفت الضباط هي نظام واحد يحتوي علي مادة متفجرة موصلة باسلاك ودائرة كهربائية وشريحة موبايل ويتم التعامل معها باحدث اجهزة ونظم عالمية مشيرا الي ان الادارة تتلقي اكثر من 6 بلاغات يوميا يتم التعامل معها بحرفية لابطال مفعولها بعد قطع التشويش عليها من خلال شبكات المحمول الثلاث. يضيف ان الفكر الارهابي هدفه رصد رجال الشرطة المتواجدين في الشوارع لانهم بالنسبة لهم يعتبر هدفاً سهلاً لانه يصعب عليهم دخول مباني الاقسام والمراكز الشرطية. يقول ان رجال المفرقعات يتعاملون مع الارهابيين خاصة ممن يقومون بزرع العبوات المتفجرة كالقط والفأر وتلاحقهم مشيرا الي ان معظم الاكشاك الامنية في السابق كانت غير مجهزة وليست مؤمنة مما يجعلها صيدا سهلا للارهابيين لكن مع تكرار الحوادث الاجرامية الماضية التي استهدفت رجال الشرطة قامت أجهزة الامن بالجيزة بوضع احتياطات امنية الهدف منها اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها وضبط المتهمين بزرعها. يوضح العميد هشام انه فور تلقي البلاغ يلعب عنصر الوقت دوره ويقوم الفريق الشرطي بالتعامل مع البلاغ من خلال معدات واجهزة تصوير حديثة مشيرا الي انه يتم الكشف المبدئي واذا ظهرت سلبية البلاغ يترك واذا كان ايجابي يكون لعنصر الوقت دور مهم ويقوم جهاز اكسيد المعدات واجهزة تشويش الاتصالات المتقدمة بابطال مفعول الدائرة الكهربائية التي تكون موصلة بشريحة موبايل ودائما ما يكون القائم علي تفجير العبوة قريباً من المكان ومن خلال سيارة التشويش يتم قطع الاتصال عن الشريحة وذلك حسب المحيط المتواجد فيها العبوة. وعن التعامل مع العبوات المتفجرة يقول العميد هشام كل قنبلة لها تعامل خاص من حيث ارتداء الملابس او استخدام الاجهزة مشيرا الي ان عنصر الوقت هو الاهم من حيث بداية التعامل مع القنبلة الاهم ابطال مفعولها من خلال التشويش عليها وقطع اتصالها بالشريحة المستخدمة. .. من جانبهم يضع خبراء الامن روشتة لمواجهة تفجيرات الاكشاك الشرطية.. تبدأ بتغيير الاكشاك وعمل ابراج حديدية مصفحة بدلا منها وزيادة الاكمنة وانتشار الكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات حتي يتم القضاء علي الارهاب كلية. اللواء فؤاد علام الخبير الامني يؤكد انه يرصد هذه الظاهرة الخطيرة التي انتشرت في الاونة الاخيرة وطالب بعمل ابراج حديدية مصفحة بدلا من الاكشاك وان يكون البرج مكوناً من دورين.. وان يقف شرطيان علي كل برج مرتدين البدل الواقية من المتفجرات.. واضاف "علام" يجب ان يكون هناك اكمنة بين الابراج والمسافة بينهما تكون خمسة عشر مترا حتي تسهل علي افراد الامن كشف المتهمين بعملية التفجيرات. يشير اللواء مدحت حنفي وكيل الامن العام سابقا ومدير شرطة النقل والمواصلات حاليا الي ان الارهاب والعمليات التفجيرية التي تحدث ليس لها عمر وسينتهي قريبا.. وللقضاء علي هذه الظاهرة يجب ان يكون لدي افراد الامن يقظة كاملة وحرص تام ولابد من توفير المكان المناسب للمنشأة الشرطية سواء كانت لكشك او نقطة مرور. وأشار اللواء مدحت إلي أنه يلتزم بتوفير الاحتياجات الامنية وتزويد الحراسة علي الاكشاك مثلما تفعل الشرطة العسكرية ولابد من التوعية والتدريب الجيد علي استكشاف الخطر القادم بان يكون فرد الامن عنده حس امني.. لانه يوجد عندنا بعض العيوب التي تؤثر علي افراد الامن.. لان وقوف الضابط او الامين او الجندي في خدمات كثيرة تجعله في حالة لا مبالاة. يضيف ان الاكشاك لازم تكون مجهزة باحدث الاجهزة للكشف عن المفرقعات سواء كانت اجهزة الكترونية او آلية او بواسطة الكلاب البوليسية المدربة مثل التي يتم استخدامها في مترو الانفاق وعلي السكة الحديدية.. ولابد من الاهتمام بالتوعية الامنية بالاضافة الي تزويد الاكشاك بأجهزة لاسلكية لسرعة الاتصال قبل وقوع الحدث واجهزة كمبيوتر للكشف عن هوية الافراد وخاصة السابقين وان يكون بالاكشاك فتحات تهوية بالشبابيك ووضع اكياس من الرمل حول الكشك.. وقريبا ستنتهي هذه العمليات الارهابية التي تهز كيان مصر وابنائنا الضباط وجميع الافراد مستمرون في عملهم. واكد العقيد حازم العراقي رئيس مباحث التموين بالجيزة ان التفجيرات من الصعب اكتشافها ولا حتي بافضل الاجهزة الامنية في العالم لان العبوات الناسفة صغيرة جدا وترقم في الارض ويتم تفجيرها عن طريق التليفون المحمول.. ولكننا سنستمر في عملنا ومحاربة هذه الظاهرة التي أخذت منا الكثير ولن ترهبنا هذه الانفجارات.. وهناك قيادات أمنية بالمحافظة تضع خططاً مستقبلية للقضاء علي هذه التفجيرات الخسيسة التي تخلف وراءها اثارا سيئة.