رغم أن حطام السفن الغارقة يعتبر مصدراً ثميناً للمعلومات التاريخية وشاهداً علي النشاط التجاري والحوار الثقافي بين الشعوب. إلا أنها أودت بحياة المئات بل الآلاف من البشر علي مدار التاريخ. وتستمر هذه الحوادث حتي اليوم رغم زخم التاريخ بحالات مشابهة إلا أنه يبدو أن العالم لم يتعلم الدرس. غرق العبَّارة الكورية الأربعاء الماضي سلط الضوء من جديد علي تكرار حوادث العبَّارات حول العالم. والتي عادة ما يكون ضحاياها بالعشرات. وأحياناً يصل إلي المئات... فقد غرقت العبَّارة الكورية متعددة الطوابق والتي كانت تقل 459 شخصاً.. معظمهم من طلاب المدارس الثانوية. قبالة السواحل الجنوبية لكوريا الجنوبية. في أكبر حادث من هذا النوع منذ عام 1993 حين لقي 292 شخصاً حتفهم. ويعيد الحادث إلي الأذهان غرق السفينة تيتانيك الذي وقع عام 1912 في شمال المحيط الأطلنطي. بعد أربعة أيام من أول إبحار لها من مدينة ساوثهامبتون إلي مدينة نيويورك.. كانت تيتانيك أكبر عابرة محيطات دخلت الخدمة حينئذ. حيث يُقدَّر عدد الأشخاص علي متنها بحوالي 224.2 فرداً عندما اصطدمت بجبل جليدي. وأدي غرق السفينة بعد ساعتين وأربعين دقيقة. إلي وفاة أكثر من 1500 شخص مما جعل هذا الحادث أحد أبشع الحوادث البحرية في التاريخ. وقبل حادث السفينة تيتانيك ب 14 عاماً أي في عام 1898 كانت حاملة الطائرات الأمريكية "ماين" سبباً في اندلاع حرب بين الولاياتالمتحدة وإسبانيا. إذ تسبب انفجار السفينة في انقسامها إلي نصفين مما أدي إلي غرق 261 من بين 355 رجلاً علي متنها. وكان الانفجار بالقرب من شاطئ هافانا. وبعد أسابيع قليلة من الحادثة. أعلن المحققون أن السفينة تعرضت للدمار نتيجة انفجار ما بأحد المناجم القريبة منها. ولأن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسبانيا لم تكن قوية نتيجة لمساندة إسبانيا لثورة سكان كوبا ضد الأمريكيين علي الفور حمل الأمريكيون مسئولية الحادث لإسبانيا وطالبوا بالقصاص لجميع من ماتوا نتيجة لذلك وهو ما دفع الولاياتالمتحدة لإعلان الحرب علي إسبانيا. وفي عام 1915 غرقت السفينة البريطانية "ليوزيتانيا".. تحمل هذه السفينة أهمية تاريخية خاصة حيث جاء غرقها بعد تفجيرها من قبل غواصة ألمانية سبباً في دخول الولاياتالمتحدة الحرب العالمية الأولي. إذ قدر عدد الضحايا في الحادث بحوالي 1200 شخص بينهم نساء وأطفال. كانت هذه الخسارة بمثابة الدافع الرئيسي لدخول الولاياتالمتحدة في الحرب العالمية الأولي لتنضم لصفوف قوي التحالف. أما السفينة "بيسمارك" الحربية الألمانية التي غرقت في عام 1941 فكانت تحفة نادرة في عالم السفن الحربية. وبمثابة فخر البحرية الألمانية في العالم كله.. قام الألمان باستخدام السفينة بقصف عابرة حربية بريطانية وتدميرها تماماً في معركة دامت 20 دقيقة. وبعدما عادت السفينة واستقرت بالقرب من شواطئ فرنسا. قام الأسطول البريطاني بأمر من الملك جورج الخامس بمقاتلة السفينة بكل قوة حتي تمكنوا من تدميرها وإغراقها أسفل قاع المحيط الأطلنطي. وظل مكان السفينة مجهولاً إلي أن تم اكتشاف حطامها عام .1989 بعد الحادث بعام واحد غرقت حاملة الطائرات الأمريكية "أريزونا" عام 1942. وهو كان بمثابة بداية اندلاع الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ. وهذه السفينة تعد الحطام الوحيد للسفن الذي يمكن زيارته دون الحاجة إلي الغوص رؤيتها. وغرقت السفينة بسبب الهجوم الياباني المفاجئ لميناء بيرل هاربر. وأدي إلي غرق ما يزيد علي ثلثي طاقمها من الرجال. أما علي صعيد السفن التي غرقت في الآونة الحديثة. غرقت سفينة روسية في بحر أوخوتسك في شهر نوفمبر من عام 2012. وهي في طريقها من ميناء كيران إلي ميناء أوخوتسك وكانت تحمل علي متنها 700 طن متري من الذهب الخام. وفي الرابع من أكتوبر من العام الماضي أعلنت إيطاليا الحداد لمدة يوم علي غرق سفينة تقل 300 مهاجر أفريقي بالقرب من شواطئ جزيرة لامبيدوسا. وقد انتشلت السلطات 103 جثث علي الأقل بينما علق الكثيرون داخل السفينة التي غرقت علي بعد كيلومتر واحد من شواطئ الجزيرة. ولا تخلو الذاكرة المصرية من كوارث البحر التي ابتلعت أرواحاً عديدة بسبب الاهمال والفساد.. ربما يكون غرق سفينة حجاج مصرية في البحر الأحمر بعد اشتعال النار فيها في عام 1976 والذي أسفر عن مقتل 100 شخص بداية سلسلة من حوادث غرق العبَّارات والسفن في مصر. ففي 25 مايو 1983 اشتعل حريق في عبَّارة مصرية في النيل. مما أدي إلي مقتل 357 شخصاً. وفي 15 ديسمبر 1991 غرقت باخرة حجاج مصرية تسمي "سالم إكسبريس" قبالة سواحل ميناء الغردقة علي البحر الأحمر ما أدي إلي مقتل جميع الركاب الذين كانوا علي متنها وعددهم 476 شخصاً. كما غرقت عبَّارة "السلام 95" في أكتوبر 2005 في البحر الأحمر بعد حادث تصادم مع سفينة شحن قبرصية أسفر عن مقتل شخصين. وجرح 40 وإجلاء معظم الركاب البالغ عددهم .1466 أما الحادث الأشهر في مصر والذي مازال ملفه مفتوحاً حتي الآن لوجود شبهات حول القضية والتحقيقات هو غرق العبَّارة "السلام 98" في الثالث من فبراير 2006 قرب ميناء سفاجا المصري وعلي متنها أكثر من 1400 شخص. كما يحتضن قاع البحر الأحمر في مصر يختاً غرق منذ ما يزيد علي 14 عاماً بسبب خطأ ملاحي علي الأرجح.. وتحول مكان غرق اليخت تحت المياه إلي معلم أثري يغطس الزوار إليه إلي الأعماق. كما تقبع في أعماق البحر ذاته. سفينة تجسس روسية حربية يعتقد أنها غرقت عام 1982 وكانت تحتوي علي أجهزة اتصالات.