رجال الدين أكدوا ان سرقة الأعضاء افساد في الأرض يستحق القصاص وتغليظ العقوبة فيما اشار علماء الاجتماع بضرورة محاربة الزواج السري والعرفي والتفكك الأسري. الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر قال: إن دور المجتمع هام وضروري في هذه القضية خاصة أنها تمس جميع شرائحه بل تؤثر بالسلب عليه كما قال تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان" وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه" و"ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" ومعلوما أن الشريعة الإسلامية جعلت لأبناء السبيل والمسافرين ومن في حكمهم والهائمين علي وجوههم في الطرقات ومن لا يجدون مأوي نصيب مفروضاً من الصدقات كما قال تعالي "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" فهي فريضة من الله واجبة علي المجتمع بأسره سواء النظام الحاكم أو المؤسسات الخيرية أو للشعب فكلهم مطالبون برعاية أطفال الشوارع وحمايتهم من أي مخاطر سواء إجرام أو انحراف أو سرقة لأعضائهم فهم نفوس آدمية من أعلي الأمانات بل هم سقف الأولويات بالمجتمع واساءة استخدامهم بأعمال اجرامية بأشكالها المختلفة محرم فهو افساد في الأرض كما قال تعالي: "لا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها" لذلك فالمتاجرة بالأبدان سواء بالكل أو الجزء وتركهم أحياء أو قتلهم باستغلال هؤلاء الأطفال لا حول لهم ولا قوة فذلك حرام شرعا ولا يقل بشاعة عن الرق كما قال عز وجل "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "كسر عظم الميت ككسره حيا". هناك أيضا نقل الأعضاء اختياري أو في نظير مال حرام لذلك يجب علي المجتمع التصدي لهذه الكارثة التي تساعد في صناعة قنابل آدمية موقوتة عاجلا أو أجلا. الرقابة المجتمعية الدكتور علي ليلة أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس يقول: أن المجتمع بما فيه من مؤسسات الدولة وأفراد لم يستطيع تفعيل القوانين التي من شأنها حماية أطفال الشوارع فهم لسبب أو لآخر دفعتهم ظروفهم لمواجهة هذا المصير ولذلك لابد من وضع عقوبات للحد من انتشارهم في الوقت الذي فقدنا العديد من الأخلاقيات والعواطف في مجتمعنا لعدة عقود ماضية ولكي نرتقي لابد من التفعيل وعلي الدولة اجراء سياسات عاجلة باستيعابهم في دور تربية أو ورش لحمايتهم من أي أذي أو فساد يتعرضون له بالشارع بدون رقابة والا سينتشر الفساد خلال فترة وجيزة. المتاجرة بالطب وتضيف فريدة النقاش كاتبة وصحفية أن أطفال الشوارع هو تعبير مأساوي عن حالة الفقر التي يعيشها الملايين لأنهم نتاج العشوائيات والتفكك الأسري وهم في تزايد نتيجة انخفاض مستوي الدخل وسوء الأحوال المعيشية للمواطنين ولذلك نجد هذه الفئة تتعرض لأبشع وأشد أنواع العنف والأساليب غير الأخلاقية وتستهدف أكثر الضعفاء والمعاقين منهم لأنهم لا يدركون ما يمنحه أي شخص لهم مما يعرض حياتهم للخطر والقائمون علي هذا العمل البشع يختاروا الطرف الضعيف من المجتمع للمتاجرة به بسرقة أعضائهم. وتضيف أننا بحاجة لرقابة مشتركة بين المواطنين والحكومة بشأن المتاجرة بالطب في مصر لأن الطابع الطبي التجاري أخذ يتزايد ويهدد حياة الناس وهذا دليل علي تدهور الحياة الطبية ولذلك علي الحكومة عمل استراتيجية طويلة المدي للقضاء علي الفقر لأنه أساس العديد من المشاكل الأزلية. ثانيا: وضع خطة قصيرة المدي لتأهيل هؤلاء الأطفال ليصبحوا مواطنين صالحين بالمجتمع ولحمايتهم من أي انتهاك لأعراضهم أو لأعضائهم الجسدية. ثالثا: تشديد الرقابة الطبية علي المنظومة الصحية بمصر. توضح الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة أن سرقة الأعضاء البشرية بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة سواء بالخطف أو المنتشرين بالشوارع من لا عائل لهم تنظمها عصابات متخصصة في مثل هذه التجارة بل هي منظومة كبيرة لها شروطها وهدفها الكسب السريع ولكن للأسف الضحية هم الأطفال بلا مأوي ولا أهل لهم لذلك أطالب برعايتهم وتوفير الرقابة المشددة مع تكاتف جميع شرائح المجتمع الفعلية لمساعدتهم وتأهيلهم وحمايتهم من الأخطار المحيطة ببيئتهم ومنها سرقة أعضائهم وأيضا علي الحكومة أن تضع هذه المشكلة قضيتها الأولي.