حيل وألاعيب يستخدمها المشكك في نشر الشبهات، فيديو جديد لوحدة بيان في الأزهر    مصر تتعاقد على شراء 7 قطارات نوم قادمة من إسبانيا    قرار عاجل من محافظ الإسكندرية بشأن غرامات الذبح في عيد الأضحى (تفاصيل)    إسرائيل تنشر صورة الصحفي المصري محمد شبانة وتصفه بقائد مقاومة فى رفح    تقرير: جهود زيلينسكي الدبلوماسية تتلقى ضربة مزدوجة قبل قمة سويسرا    السيسي يتلقى اتصالا من الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة    نصرالله: على إسرائيل أن تنتظر من المقاومة في لبنان المفاجآت    بعد تعرضه لكسر في الوجه، أسامة جلال يظهر بالقناع في تدريبات بيراميدز    نهائي دوري أبطال أفريقيا، تفوق الأهلي على الترجي في مباريات الإياب    مباشر سلة BAL - الأهلي (0)-(0) الفتح الرباطي.. بداية اللقاء في المرحلة الترتيبية    مفاجأة، جنى دفنت مكان ملك فى حادث معدية أبو غالب    أحمد مجاهد رئيسا للجنة الندوات بالمهرجان القومي للمسرح    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع وعلى الحاج أن يتعلم أحكامه قبل السفر    الأعراض الرئيسية لمرض السكري لدى الأطفال والمراهقين    متصلة: أنا متزوجة وعملت ذنب كبير.. رد مفاجئ من أمين الفتوى (فيديو)    «العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    منتخب مصر للساق الواحدة: تعرضنا لظلم تحكيمي ونقاتل للتأهل لكأس العالم    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    لاتفيا وفنلندا: سنتابع بهدوء وعن كثب خطط الحدود البحرية الروسية    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    بسبب فستان.. القصة الكاملة ل أزمة ياسين صبري ومصمم أزياء سعودي (صور)    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    الرئيس البرازيلي: منخرطون في جهود إطلاق سراح المحتجزين بغزة    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    11 مليون جنيه.. الأمن يضبط مرتكبي جرائم الاتجار بالنقد الأجنبي    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    «دولارات الكونفيدرالية» طوق نجاة الزمالك    5 نصائح للتعامل مع منخفض جوي يضرب البلاد الأيام المقبلة.. تحذير من ظاهرة جوية    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    عادل عقل يكشف صحة هدف الزمالك وجدل ركلة الجزاء أمام فيوتشر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيقات
" الجمهورية" تخترق وادي الموت بالإسكندرية:
نشر في الجمهورية يوم 11 - 04 - 2014

منطقة وادي القمر بالاسكندرية هذا الاسم الذي يطلق علي منطقة جمعت معالمها الطبيعية جمالا لا يقاوم وسحرا حلالا ولكن تعيش حياة البسطاء دائما وفقا لما تجبرهم عليه العوامل الخارجية لتتحول المنطقة التي اتسمت بأنها وادي الجمال الي وادي الموت والامراض بعدما تم انشاء مصنع لانتاج الاسمنت واخر لانتاج المواد البترولية ليكون التلوث الجوي وانتشار غبار الاسمنت والمخاطر التي تحيط بالمنطقة من شركة البترول التي شهدت انفجارا مروعا منذ سنوات أدي الي تصدع المساكن واثارة الخوف بين الاهالي الذين يعيشون وسط هواء الاسمنت الملوث وأبخرة شركات البترول.
ووسط مسافة لاتتعدي 10 أمتار عن الكتلة السكنية بالمنطقة يوجد مصنع الاسمنت الذي يعد من أخطر الملوثات للمنطقة والذي يقوم بتصنيع الاسمنت بالطريقة الجافة التي تعد من اخطر الطرق وتهدد حياة المواطنين نظرا لكمية الاتربة السامة التي تتصاعد جراء تلك الطريقة التي حولت المنطقة لمستعمرة من الامراض القاتلة.
الجمهورية تجولت في المنطقة التي تقع غرب محافظة الاسكندرية وتبلغ مساحتها حوالي 33 فدانا داخل الطريق الدولي وطريق ميناء الدخيلة في موقع استراتيجي يجعلها من اهم المناطق الساحلية التي كادت تتحول الي جنة لولا تلك المصانع التي اصبحت سببا رئيسيا في الالم والوجع والحزن الذي كسا المنطقة.
كشفت الجولة حزن الاهالي مما وصفوه ب "المأساة" التي يعيشونها وسط التلوث والضوضاء وغيرها من العوامل التي جعلت اللون الغالب علي حياتهم هو اللون الاسود نتيجة لكثرة حالات الوفاة التي تأتي بعد صراع طويل مع المرض الشائع في المنطقة "التحجر الرئوي والازمات الصدرية" التي كادت تكون هي الامراض الوحيدة التي تعيش داخل اكبر عدد من المنازل فلا يوجد بيت الا وعاني اصحابه من مرض احد من قاطنيه. بالاضافة الي عجز الشباب وراغبي التوظيف في المنطقة من اجتياز الاختبارات التي تكشف اصابة اكثر من 90% من السكان بامراض الصدر وهو الامر الي اكدته التقارير التي حصلت عليها الجمهورية.
وادي القمر
في البداية يقول سليمان السويسي والذي بلغ 60 من عمره ويعيش منذ مولده في وادي القمر ان المنطقة كانت تمثل معلما جميلا من معالم الاسكندرية واطلق عليها وادي القمر لتمتعها بقدر عال من الجمال ولكن منذ انشاء مصنع اسمنت "تيتان" تحولت الي منطقة للموت ومحمية صناعية لامراض الصدر والتحجر الرئوي وكل منزل يعاني من مريض أو اثنين بالاضافة الي انجاب اطفال مشوهين ومرضي بامراض الصدر.
اضاف ان المنازل والمنطقة السكنية تم انشاؤها قبل انشاء مصنعي الاسمنت وشركة الاسكندرية للبترول وهو ما يمثل تعديا علي الحقوق الانسانية للسكان الذين يعيشون في منطقة بها اكبر مصنعين ملوثين للبيئة والهواء - علي حد وصفه- مشيرا الي ان الهواء المحيط بالمنطقة تحول الي الاسود جراء الغبار المتصاعد من شركة الاسكندرية لاسمنت بورتلاند الذي تحولت للعمل بالطريقة الجافة الاكثر ضررا علي السكان ولان الخليط الاساسي لصناعة الاسمنت يتكون من الطفلة والحجر الجيري الذي يتم تسخينه في درجة حرارة 800 درجة مئوية لاحداث التفاعل المطلوب لانتاج سيكان الكالسي بالاضافة الي مواد اولية اخري تدخل في صناعة الاسمنت مثل السليكات والاتربة والسطحية واتربة البوكسيت واكاسيد الحديد التي تستخدم كعوامل صهارة لتقليل درجة الحرارة الناتجة عن التفاعلات الكيماوية. لافتا إلي ان كل هذه المواد التي تدخل في الصناعة تخلق ما يسمي اتربة شاملة تتسبب في امراض خطيرة لمستنشقيها وهو الامر الذي جعل اكثر من 80% من السكان مصابين بالامراض الخطيرة لحد وصل الي ان كل اسبوع يتم اكتشاف حالة مرضية جديدة.
ويصف خالد الامير منسق اللجنة الشعبية المدافعة عن منطقة وادي القمر الامراض التي اصابت الاهالي الحالة التي وصلت اليها المنطقة جراء الاتربة المتصاعدة من المصنع ب "معلم سيئ من معالم الاسكندرية" والتي يمكن ان يحول عروس البحر المتوسط الي "عجوز البحر المتوسط" الذي تعاني من الامراض الفتاكة والتي عجز عدد كبير من المواطنين الذين لايوجد لهم مأوي سوي تلك المنطقة التي انشأوا فيها وشهدت مواقف حياتهم جميعا لافتا انه من الظلم ان يكون الحل الوحيد لانقاذ مايعادل 70 الف مواطن اي 70 الف روح خلقها الله لتحيا حياة كريمة هو الانتقال الي مكان اخر وترك منازلهم ليكون الحل الامثل هو وقف المصنع الذي بات خطرا يهدد المنطقة بالكامل وتصل نسبة خطورته الي المنازل المجاورة ايضا.
اوضح ان شركة الاسمنت بورتلاند تم انشاؤها عام 1984 شركة حكومية بطاقة 140 الف طن سنويا وكانت جميع الافران التي تستخدم في صناعة الاسمنت تعمل بالطريقة الرطبة الملوثة للبيئة وكانت اول رخصة صدرت عام 1951 ثم تم انشاء الفرن الرابع الذي لم يصدر له ترخيص من هيئة المنطقة الصناعية او وزارة التجارة والصناعة الي ان تم بيع الشركة الي مستثمرين اجانب بسعر وصفه الضعيف جدا عام 2001 وتم انشاء الفرن الخامس عام 2002 وعمل هذا الفرن بالطريقة الجافة وهي الاشد خطورة وتلوثا للبيئة لافتا إلي انه علي الرغم من هذا الفرن لم يرخص من هيئة التنمية الصناعية وظل يعمل من خلال رخصة مؤقته لمدة 6 شهور من حي العامرية بالاسكندرية. وهو الامر الذي يعد مخالف للقانون حيث لايعتبر حي العامرية الجهة المنوط بها منح التراخيص. لافتا إلي ان تكلفة استخراج تلك الرخصة جنيهات معدودة وبالتالي حرمت الدولة ملايين الجنيهات من الرخصة الدائمة وتركت المصنع وسط مخالفات صناعية وبيئية وكأن المنطقة لايعيش بها بشر.
خطر الأتربة
اضاف محمد الضبع منسق اللجنة ان هيئة التنمية الصناعية لم تعط الترخيص للمصنع بسبب قربه من المنطقة السكنية حيث ينص القانون رقم 2 لسنة 1996 بانه يحظر انشاء تلك المصانع داخل الكتلة السكنية وضرورة وجود مسافة لا تقل عن 60 كيلو خارج كردون المنطقة السكنية. مرجعا بذلك السبب الي العمل بدون رخصة تشغيل.
اشار الي انه منذ ان قامت الشركة الفرنسية التي اشترت الشركة من الحكومة ببيعه الي مستثمر اخر يوناني عام 2006 واطلق عليها اسم شركة تيتان اليونانية والتي قامت بتحويل عمل جميع الافران بالمصنع والمستخدمة في صناعة الاسمنت الي الطريقة الجافة علي الرغم من تحذير المسئولين منها الصناعة بالاسلوب الجاف في صناعة الاسمنت نظرا لارتفاع نسبة الخطورة في تلك الطريقة علي كل مايحيط بالمصنع من سكان ونباتات وحيوانات وجميع الكائنات الحية التي تعيش في المنطقة بعد اصابة اكثر من 80% من السكان بالامراض. لافتا إلي انه كلما طالب سكان المنطقة والذين يتخطي عددهم ال70 الف مواطن المسئولين بنقل الشركة الي مكان اخر لايوجد فيه سكان نظرا لخطورة الاتربة المتصاعدة من أبخرة المصنع تتحجج الشركة وتصدر بيانا يشير ان المصنع يعمل به اكثر من 2000 عامل وهو الامر الذي وصفه ب"الكذب" حيث يعمل 320 عاملا فقط.
اضاف وليد موسي مجاهد من سكان المنطقة ان الطريقة الجافة التي تستخدم لانتاج الاسمنت تعمل تحت درجة حرارة 800 درجة مئوية وتؤدي الي ارتفاع شديد في درحة حرارة العادم الناتج من الافران وتؤدي تباعا الي ارتفاع درجة حرارة عن المعدلات الطبيعة وهو الامر الذي جعل من الحياة في هذا الوضع امرا شبيها بالمستحيل وخلف تباعا الاف المرضي والمشوهين نتيجة لكافة الملوثات الجوية التي تحيط بالمنطقة.
اضاف ابراهيم مجاهد منسق باللجنة الشعبية بوادي القمر ان جميع الدول المتقدمة ترفض مثل هذه الصناعات فيأتي المستثمرون الاجانب لمصر لاستغلال ضعف الرقابة وعدم الاهتمام بحقوق المواطنين البيئية ويشيدون اخطر المصانع لانتاج الاسمنت وداخل الكتل السكنية وكأن حياة السكان لاتهم أيا من المسئولين مشيرا ان المصنع تسبب في تدهور صحي وبيئي كبير حيث تستقر الجزئيات الترابية الملوثة في ذرات الهواء علي الرئة وتتسبب في تليف والتهابات الرئتين بمرور الوقت الي ضمور في الرئة والتهابات القصبة الهوائية المزمنة وهو الامر الشائع بين سكان المنطقة بالاضافة الي تآكل الكليتين وادي الي التليف الرئوي الذي اصيب به عدد كبير من المنطقة الي الإصابة بقصور في التنفس الاحتقاني نتيجة لضعف ضخ الدم الي الرئتين ولصعوبة قيام عملية الضخ ينتج عنه قصور في عمل شريان القلب وتؤدي الي الوفاة واصفا كل هذه الامراض بحال طبيعي للمواطنين في تلك المنطقة حيث يعيش حوالي 70 الف مواطن تحت رماد المصنع الذي يحقق دخلا بالملايين للمستثمرين بينما يتسبب في موت الالاف سنويا من المواطنين الذين لا حول ولا قوة لهم.
اكد كريم مسعد والذي لم يبلغ عامه الثلاثين انه يعاني من أزمة صدرية أصابته منذ صغره ويعالج بالادوية الخاصة بالصدر لافتا ان نسبة كبيرة من شباب المنطقة ادت اصابتهم بالامراض الصدرية الي منعهم من النجاح في اختبارات الكليات التي تقوم بالكشف الطبي علي طلابها وايضا عدد كبير عجز عن الحصول علي وظيفة يسبقها كشف طبي. وهو الامر الذي ساهم في زيادة مشكلة البطالة في المنطقة بسبب مرض الشباب واصابتهم فأمراضهم لاتجعلهم ينجحون في الاختبارات الخاصة بالكشف الطبي بالاضافة الي تأثير امراضا الصدر والرئة علي قدرتهم علي العمل.
ضحايا بالجملة
وكانت وزارة الصحة والمسئولة عن اسعار تذاكر المستشفيات وتحديد قيمتها تحاول زيادة الحمل علي قاطني المنطقة وقامت بزيادة سعر التذكرة مرتين حيث وصلت الي 3 جنيهات بدلا من جنيه واحد وهو ما اكده قاطني المنطقة حيث اشتكت سها محمد ربة منزل من التأثير السلبي للاتربة الناتجة عن مصنع الاسمنت والتي اصابت ابنتها التي تبلغ من العمر 26 عاما بحساسية الصدر وتعاني. مشيرة إلي ان المستشفيات الحكومية بالمنطقة تغلق ابوابها في الثانية ظهرا ولايوجد بها اطباء بالعدد الكافي لمعالجة قاطن المنطقة ويلجأون الي الاطباء في المستشفيات الخاصة من اجل العلاج مشيرة الي ان المستشفي فاجأت المواطنين وقام برفع قيمة التذكرة الي 3 جنيهات علي الرغم من ان السكان جميعهم غلابة ولا يلجأون الي المستشفي الا في حالة الضرورة القصوي حسب وصفها.
أكدت الدكتورة مني جمال الدين رئيس جهاز شئون البيئة السابق ان الجهاز كان يلزم المصنع دائما بتوفيق اوضاعه بيئيا بسبب الملوثات التي كانت تنتج عن المصنع وتتسبب في تلوث الجو بالاتربة التي أثرت علي المواطنين. مشيرة الي ان هناك العديد من الشكاوي التي كانت تأتي من المواطنين بسبب الأمراض التي حاصرت المنطقة وهو الأمر الذي يؤكد علي زيادة الرقابة علي المصنع والزامه بالاشتراطات اللازمة للحد من تلك الملوثات كاشفة عن وجود خطة تقدمت بها إلي المحافظة خلال الفترة الماضية لنقل المصنع من المنطقة إلا ان تغيير عدد من القادة والمحافظين ساهم في تأجيل المناقشة في الطلب الذي ظلت تبحث تنفيذه حتي يخف حمل التلوث عن المنطقة التي تعد من أجمل المناطق في الاسكندرية وتحولت إلي منطقة صناعية بحكم وجود أكثر من مصنع بها اثرت علي المنطقة وقاطنيها.
واضافت انه لابد من الزام المصنع حاليا بعمل سياج أخضر ومسافة من الاشجار وتركيب جهاز لتقليل الانبعاثات الناتجة عن التصنيع مشيرة إلي أن جميع مصانع الأسمنت مربوطة اتوماتيكيا بشبكة الرصد البيئي التابعة لوزارة اليئة مباشرة وحين يرصد الجهاز أي مخالفة تزيد علي حدود المتوقع أو الطبيعي يتم عمل الاجراءات اللازمة طبقا لقانو البيئة لافتة الي أنه لابد من تواجد تلك الشبكة بالجهاز بالاسكندرية أسوة بالسابق حيث لابد من اصدار تقرير يومي لمعرفة نسب التلوث الناتجة عن الشركة ان كانت تزيد علي الحد الطبيعي أو طبيعية حتي يتم اتخاذ الاجراءات القانونية في حالة اثبات أي مخالفة تتسبب في تلوث البيئة.
واشار الدكتور محمد محرم خبير اليئة والطاقة الي ان تأثير الانبعاثات الناتجة عن صناعة الأسمنت خطير جدا حيث تتسبب العوادم المتصاعدة من المدخنة الخاصة بمصنع الأسمنت والتي تنتج الكربون واكاسيد الكبريت والنيتروجين وهي المسبب الأول للالتهاب الرئوي الحاد والذي يؤدي إلي الوفاة لافتا إلي أن الفلاتر التي يتم استخدامها للحد من تلك الأتربة التي يؤدي استنشاقها إلي الاصابة بالأمراض الصدرية الخطيرة لا تقوم بالعمل الإنساني الكامل حيث تقوم بتقليل الانبعاثات وليس منعها حيث تستمر الانبعاثات تتصاعد ويستمر التأثير الصحي السلبي الناتج عن تلك الانبعاثات مستمر وخاصة في حال انتهاء عمرها الافتراضي وهنا يأتي دور جهاز شئون البيئة في الكشف الدوري علي تلك الفلاتر والكشف عن مدي صلاحياتها وهل تؤدي دورها أم لا؟
وحول تسبب تلك الافران في زيادة درجة حرارة المنطقة أكد الخبير البيئي ان استخدام افران داخل كتلة سكنية تعمل بدرجة حرارة تصل إلي 800 درجة مئوية يؤدي إلي ارتفاع درجة حرارة الجو بنسبة كبيرة وهو الأمر الذي قد يؤدي إلي حالات مرضية واختناق مفاجيء للسكان وخاصة الاطفال.
اضاف ان الغبار الأسمنتي الناتج عن صناعة الاسمنت بصفة عامة ينتج عن التصنيع بالطريقة الجافة حيث تنتشر تلك الاتربة في شكل سحب بيضاء كثيفة تحتوي علي الكلوريدات والكبريتات والجير والقلويات وجميعها تشكل خطورة كبيرة جدا في حالة إذا تواجد من يستنشق من تلك المخرجات التي لها تأثير كبير علي صحة المواطنين.
جهاز البيئة.. غائب
أما الدكتورة هدي مصطفي المشرفة علي جهاز شئون البيئة بالاسكندرية فقد أكدت ان المصنع غير ضار بيئا وانه قام بتركيب فلترات لتقليل الانبعاثات ورفضت ابداء رأيها بيئيا حول التفاعلات الكيماوية والاتربة التي تنتجها عملية الانتاج وتنتشر في الغبار الذي ينتقل إلي المواطنين عبر التنفس بحجة انه لابد من استقدام تصريح مباشر من وزارة البيئة حتي تتحدث وطلبت عدم مشاركتها في هذا الموضوع علي الرغم من مواجهتها بزيادة حالات الوفاة بسبب الأمراض الصدرية التي اصابت المواطنين بسبب المصنع ووجود تقارير تثبت ذلك.
وحصلت الجمهورية علي تقرير طبي حكومي صادر من وزارة الصحة يثبت وقوع 9 حالات وفاة خلال شهر يناير 2014 وهو ما يعادل حالتي وفاة في الاسبوع الواحد لمنطقة سكانية لا تتعدي 33 ألف فدان ووفقا للتقرير فان الحالات التي توفيت كانت حالتين من الاناث .7 ذكور وكانت أهم الأمراض التي أدت إلي الوفاة هي احتشاء حاد بعضلة القلب والسكتة القلبية وأمراض الرئة وحالتين للاحتشاء المخي وحالتين آخريين لتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم بجملة حالات وفاة 9 حالات وهي الأمراض التي أكد عدد كبير من الاطباء والمتخصصين في أمراض الصدر انها بسبب المواد الناتجة من صناعة الاسمنت.
وحصلت "الجمهورية" أيضا علي تقرير آخر من جهاز التعبئة العامة والاحصاء بشأن أكثر الأمراض انتشارا في المنطقة عن عام 2013 وكانت التهابات الشعب الهوائية والالتهاب السحائي والفشل الكبدي وتليف الكبد وتشمعه والفشل الكلوي بالاضافة إلي أمراض الكبد الحادة والمزمنة والتهاب الرئة الخبيث.
أكد الدكتور ياسر قشطة نائب رئيس حزب الوفد بالاسكندرية واخصائي جراحة الصدر بمستشفي صدر المعمورة ان وجود مصنع لانتاج الاسمنت داخل المنطقة يمثل حكما بالاعدام علي قاطني تلك المنطقة حيث ينتج عن تلك المصانع مادة تسمي "اسبستوس" وهي المسبب الرئيسي لسرطان الغشاء البلوري للرئة والذي يؤدي إلي الوفاة بشكل سريع وايضا الرئة الذي يؤدي إلي الوفاة بعد فترة زمنية مشيرا إلي انه في هاتين الحالتين تؤدي هذه المادة إلي وفاة المرضي بشكل كبير وهو الأمر الذي انتشر في منطقة وادي القمر وعاني عدد كبير من قاطنيها بتلك الأمراض المدمرة.
اشار قشطة إلي أن الحكومات السابقة لم تراع حقوق المواطنين الفقراء والغلابة وساهمت بشكل كبير في بناء مصانع خطيرة بداخل المساكن وهو الأمر الذي يخالف جميع المباديء المحلية والعالمية لحقوق الإنسان مشددا علي ضرورة نقل المصانع التي تضر المواطنين وتؤثر علي صحتهم وتؤدي لتدمير حياتهم.
ياسر أصغر ضحية : أتمني أن أصبح طبيباً حتي أعالج الجيران
ساقه القدر ان يولد في منطقة بها أكبر مصنع لانتاج الاسمنت وان يستنشق خلال وجوده في احشاء والدته هواء ملوثا مليئا بالاتربة والميكروبات التي اثرت علي انسجته واعضائه وادت الي اصابته بمرض "نادر" يصعب علاجه وفشل عدد كبير من الاطباء الذين قاموا بتشخيص حالته واكتفوا بجملة واحدة فقط "انه الحالة الوحيدة في مصر والتي تعاني من هذا المرض الذي يساهم في تدمير الاطراف الحسيه له وجعلته قعيدا وان علاجه ليس موجودا في مصر انه ياسر احمد عبدالعزيز الذي يبلغ من العمر 13 عاما اصابه هذا المرض النادر في عامه السابع وادي به الي الاصابة بالعمود الفقري وشلل في اليدين والقدمين.
"الجمهورية" قابلت الطفل الذي يعاني من شلل في كافة أنحاء جسده بعد ويصيبه مرض كما وصفه الاطباء بأنه الاول في مصر والذي جاء نتيجة لكثافة الاتربة المحملة بالمواد السامة المنتشرة في الجو نتيجة انه يقطن في مدينة سكنية بها اكبر مصنع لانتاج الاسمنت.
يقول احمد عبدالعزيز والذي يعمل علي باب الله وصف مهنته كحداد والتي تأثرت كثيرا بالحالة الاقتصادية والركود وادت الي توقفه علي العمل لمدة طويلة ان ابنه ياسر ولد سليما تماما وكان النشاط واللياقة وفوجئ بمرضه في السابعة من عمره واصابته في ارتفاع شديد في درجة الحرارة وصعوبة التنفس واستمرار تلك الحالة حوالي 4 اشهر وعلي الرغم من تناوله جميع الادوية التي كتبت له من قبل الاطباء الذين شخصوا حالته الا انه فوجئ به يفقد كافة احساسه بكل اطرافه التي عجزت عن الحركة بالاضافة الي حدوث التواء بعموده الفقري..اشار الوالد الذي قص مأساته ومأساة ابنه الكبير باكيا ان العلاج الشهر لابنه العاجز يكلفه 1200 جنيه شهريا وهو لايعمل ويحتاج الي عمل يتقاضي فيه مرتبا ثابتا كي يتمكن الانفاق علي طفلة الذي اصابه هذا المرض النادر بسبب تلوث المنطقة بغبار الاسمنت. مشيرا انه تقدم بطلب للعمل بشركة المكس للملاحات الا انه قوبل بالرفض وهو الان عاجز عن توفير نفقات نجله بسبب عدم ايجاد عمل مناسب اما ياسر احمد الطفل الذي اصابه العجز باكرا يتمتع بقدر عال من الذكاء وعندما تحدث بلغة متقطعة وكانه في السبعين من عمره قال "انا زعلان اني مش بعرف امشي او اكل او حتي العب مع اصحابي بس نفسي اكبر بسرعة وابقي دكتور علشان اعالج نفسي واعالج جيرانه المرضي مشيرا الي ان المرض الذي اصابه تسبب في عجزه عن الذهاب للمدرسة ان حضور الامتحانات وهو الامر الذي اصابه بتعب نفسي لان امله الوحيد في الحياه ان يصبح طبيبا ويتمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي لانه يأمل في ان يشفيه الله وتتم معالجته في وقت قريب.
واضاف ياسر اكثر امنياتي التي ادعو الله ان يتقبلها مني أن أقابل الرئيس الجديد علشان اشكليه حالي واقوله يعالجني وينقل المصنع ويخفف عنا علشان إحنا غلابه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.