لم تعد حوادث التحرش بالفتيات مجرد حالة فردية تتعرض لها الضحية من اشخاص ساقتهم نزعتهم الحيوانية لانتهاك حرمة الجسد. لكنها اصبحت واقعاً مؤلماً تتجدد اخباره بشكل يومي وشمل كافة المجتمعات ومختلف الفئات في عدد كبير من الدول لدرجة انه بات يشبه الظاهرة الكونية. قد يعتقد البعض ان الدافع وراء ارتكاب جريمة التحرش يرجع لانغلاق المجتمعات الشرقية وتقاليدها التي تسعي دائما لحفظ الاحترام المتبادل بين الذكر والانثي.. لكن حقيقة الأمر تكشف ان الدول الغربية.. الاكثر انفتاحا من الناحية الاجتماعية.. تتزايد بها حالات التحرش بشكل ملحوظ. تشير احصائيات منظمة العمل الدولية إلي ان نسبة التحرش بالنساء العاملات وصلت في عام 2008 الي 15% في الدنمارك و41% في النرويج و21% في فرنسا و27% في اسبانيا و35% في التشيك و58% في هولندا والغريب ان التحرش امتد ليشمل الرجال ايضا. حيث يتعرض 14% منهم للتحرش من قبل النساء في المجتمع البريطاني. وفي المانيا فانه من بين كل ست قضايا ترفعها النساء ضد رجال تحرشوا بهن. توجد قضية يرفعها رجل ضد نساء تحرشن به. وهو أمر لم يكن معهودا حتي عام 1990! وفي المواصلات العامة وجدت استطلاعات الرأي ان واحدة من كل 23 فتاة تتعرض للتحرش في قطارات لندن وباريس وفرانكفورت. اما في الولاياتالمتحدة فقد زادت حدة التحرش بالنساء في أماكن العمل من 42% في عام 1980 الي 62% في 1999 وقد وجد ان 43% من حالات التحرش تحدث من رئيس بالعمل. و27% ممن هو اقدم و19% ممن هم في نفس الدرجة الوظيفية و8% من الاقل درجة. وكانت حادثة المحامية المبتدئة انيتا هيل التي رفعت دعوي تحرش ضد القاضي كلارنس توماس عام 1991 حدثا فارقا في المجتمع الامريكي. حيث زادت الوعي بالمشكلة وزادت ايضا الشكاوي من التحرش الي ثلاثة اضعاف في خلال عام. وبحلول عام 1999 طورت 97% من اماكن العمل سياسة مكتوبة لمشكلة التحرش. وقدمت 62% منها تدريبا لموظفيها لمعرفة الضوابط والقوانين. وتجنب الوقوع في التحرش. وبالرغم من صدمة المجتمع الدولي من حادث التحرش الذي تعرضت له طالبة مصرية في حرم جامعة القاهرة الا ان الامر لم يكن جديدا.. حيث كانت المدارس والجامعات الامريكية مسرحا للتحرش منذ عدة سنوات. اشارت دراسة امريكية ترجع الي عام 2002 إلي ان 83% من الطالبات تعرضن للتحرش وان 38% من الحالات تمت من مدرس او موظف بالمدرسة. كما وجدت الدراسة ان 36% من المدرسين تعرضوا للتحرش من قبل الطلاب. وفي دراسة اخري عام 2006 علي طلاب الجامعات. وجد ان 62% من الطالبات و61% من الطلاب تعرضوا للتحرش وان 80% من الحالات تمت علي يد طالب اخر و39% تمت في مساكن الجامعة.