الأهلي يمرض ولكنه لا يموت.. لا يموت أبداً.. هكذا يقول التاريخ.. عام 1943 في شهر اغسطس الأجازة السنوية لفرق الكرة.. ليفوق كاشيشيان مراسل "الأهرام" في القدس نظم عدة مباريات للنادي الأهلي في فلسطين.. مع الأندية العربية هناك.. وتدخل المندوب السامي البريطاني في القاهرة وطلب من حيدر باشا رئيس اتحاد الكرة منع سفر فريق الأهلي.. ولكن أحمد باشا عبود صمم علي السفر.. وانتهز فرصة فؤاد باشا سراج الدين وزيرا الداخلية لكي يقوم بتسهيل العملية. ولكن تحت ضغط السفارة البريطانية قرر اتحاد الكرة عدم سفر الفريق.. وسافر الفريق رغم كل هذا ولعب ثلاث مباريات وقضي الفريق 25 يوماً في فلسطين متجولاً بين مدنها المختلفة.. والمظاهرات العربية حوله في كل مكان مما أثار حقد وغضب الانجليز فقد كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.. فتقرر وقف فريق الأهلي عن اللعب لمدة موسم كامل "1944 - 1945". في المباراة النهائية علي كأس فاروق بحضور الملك فاروق كان المفروض انها ستكون بين فريق المختلط "الزمالك الآن" وفريق الترسانة.. فالاهلي لم يلعب طوال هذا الموسم.. طلب الملك فاروق من أحمد باشا حسنين ان يلعب المختلط مع الأهلي بأي شكل.. فتقرر ارضاء الترسانة بأية طريقة ويقدم النادي الأهلي اعتذاراً رسمياً لاتحاد الكرة عن سفره بلا إذن من الاتحاد ووقع علي الاعتذار كل لاعبي الفريق عدا مختار التيتش الذي أرسل في نفس اليوم خطاباً لاتحاد الكرة يقول فيه انه لا يعتذر لرجل لم يلبس شورتاً في حياته ثم يدير اللعبة.. كيف.. ولماذا.. هذا لا يحدث في أي بلد في العالم. المهم الأهلي لعب المباراة مع المختلط الجاهز والأهلي لم يلعب ولم يتمرن موسماً كاملاً فانهزم بستة أهداف "6-صفر" مع الرأفة!!! وتمت تسمية نادي المختلط بسم نادي فاروق بعد هذه المباراة!! كان هذا أول "مرض" أصاب الأهلي في الصميم الذي شحن نفسه في الموسم التالي ليحصل علي الدوري والكأس.. الأهلي يمرض فترة ولكن لا يموت!! *** المرض الثاني اللعين الذي أصاب الأهلي كان اسمه "صلاح دسوقي"!!!.. كان محافظاً للقاهرة وانتهز الفرصة وحل مجلس إدارة الأهلي وقام بتعيين نفسه رئيساً للنادي وقام بتخريبه وتجريفه.. بفصل كل رموز مصر الكبار مثل فؤاد سراج الدين ومصطفي وعلي أمين وعبدالمنعم وهبي وآل شريعي جميعاً.. وغيرهم.. ورغم ان فريق الأهلي كان يضم خير لاعبي مصر إلا انه كان ينهزم من طوب الأرض!! حاول معه عبدالحكيم عامر المستحيل لكي يعود الفريق إلي مستواه دون جدوي.. اعطاهم المكافآت الضخمة التي تعودوا عليها وحرمها منهم رئيس النادي.. دون جدوي.. اضطر ان يدخلهم "غرفة الانعاش".. معسكر برئاسة خليل الديب.. دون جدوي.. في مباراة مع اتحاد السويس المتواضع علي ملعب الأهلي قالوا فرصة ليفوز بعد طول هزائم فانهزم الفريق بالثلاثة.. هنا قام عبدالحكيم عامر بإقالة صلاح دسوقي شفوياً وأجلس الفريق مرتجي في حجرة الرئيس.. وتم شفاء الأهلي.. وأي شفاء انتصر علي طول الخط.. برئاسة علي زيوار. *** كان هذا في أول الستينيات.. الآن.. الأهلي عاوده المرض برئاسة حسن حمدي.. سلسلة هزائم كل النجوم إما مريضة أو معتزلة أو محترفة في الخارج.. فكان الخوف علي لقب "السوبر" تخصص الأهلي.. ولكن الأهلي يمرض ولكن لا يموت.. وكما جاء مرتجي لينقذ الأهلي.. في الطريق بإذن الله محمود طاهر وعبدالمجيد محمود والعامري فاروق لازاحة "الغمة"!! والله الموفق.