لا تجيد النفاق ولا تعرف فنونه.. فسنوات عمرها الخمس تجعل البراءة هي المحرك الأول والأساسي لكلماتها ومشاعرها.. جاءتني في وقت انقطعت فيه الكهرباء.. فالظلام يبعث علي الأفكار المخيفة بالنسبة للأطفال. وتعلق وترقب همست في أذني بكلمات لم تكن مصدر مناقشة بين الجالسين حينها قائلة: "أنا لا أخاف من الاخوان لأنهم اذاخرجوا ليقتلوا الشعب سأذهب الي السيسي وأقول له أحضر الجيش ليقف مع الشعب لتخلصنا منهم.. حينها تراجعت عن موقفي بأن الحديث عن السيسي فقط وترشحه طرح هذا الحوار علي كافة الأصعدة علي الساحة السياسية والتغني باسمه لن يكون فقط من قبيل النفاق ولكن هناك قلوبا مسها هذا الرجل فعلاً بكلماتها البسيطة وبعفويتها التي وصلت لقلوب عديدة مختلفة الميول والاتجاهات لدرجة جعلته هو المنقذ الوحيد للكبار والاطفال علي السواء.. فهو في أحلامهم "سوبر مان" الذي يأتي سريعا اذا اقترب الخطر.. قد يحتسبها البعض كلمات للنفاق ولكنها كلمات الي المشير السيسي من قبل طفلة أخذت تتابعني وأنا أكتب كلماتها وتصحح لي نص الحديث وألحت حينما سمعتنيپأكتب مقالي هذا بصوت عالي قائلة: شكراً لابد يا أبي ان تكتبها "شكراً الي السيسي" فلولاه لذبحنا الاخوان. وعندما سألتها من قال هذا.. قالت أنا أعرف فأنا أري الدم كل يوم في التلفاز. والمدرسة تأجلت حتي لا يؤذينا الإخوان أثناء الذهاب إليها والسيسي هو من أخرها لأنه يخاف علينا.. ورفضت محاولاتي في الشرح لها بأن التأجيل قرار وزير التربية والتعليم فالسيسي بالنسبة لها كل المسئولين.. لم أملك أمام هذه المشاعر الرقيقة لصغيرتي إلا ان أنقلها الي هذا الرجل الذي حاول إعلام الاخوان المضلل وميلشياته الاليكترونية الاساءة لشخصه من خلال زيارة روسيا وكأن كلمة "حضرتك" التي قالها لبوتين من قبيل الخضوع كما ذكروا وكأن كلمة "حضرتك" بين الزملاء يوما من قبيل خضوع شخص لآخر وليس من قبيل احترام قائلها قبل سامعها ونسوا يوماً مارس فيه مرسي حركات كانت بمثابة فضيحة كبري أما وسائل الاعلام الغربية.. عذراً أقارن بين السيسي ومرسي فلا وجه للمقارنة ولكن أذكرهم بالمثل المتداول "عيب الورد حمرته".. ولا أدري لماذا يعترضون علي شكل المقابلة ولكن لم يتحدث أحدهم عن سبب الزيارة أو نتائجها.. وعموماً ما نقلته علي لسان طفلتي لتوصيله الي السيسي ما هو الا توافق نفسي خرج نقياً من القلب دون تزلف أو رياء سواء من صغيرنا أو كبيرنا لأنه يستحق ذلك وأكثر ليصدق القول "من القلب إلي القلب رسول".