يبدو أن المصريين مازالوا في حاجة إلي ثلاثين عاماً جديدة ليفهموا الدرس .. فما بين حاكم وآخر. اعتادوا علي معاملتة كإله .. لا اقتراب ولا مساس لذاته العليا .. ليكون ثمرة تدليل الحاكم مزيداً من الشقاء والمعاناة. فمنذ زوال الملكية وحتي ثورة 30 يونيه تجد الدائرة تدور بين صعود وهبوط مروراً بحكام أربعة وخامس ألقي به الزمن في الطريق.. تجد نظرية الألوهية هي مركز هذه الدائرة فإذا كانت إلوهية نجيب مبررة بأنه أول رئيس بعد الملكية . وألوهية عبدالناصر مبررة بالتحامه بالشعب وقربه منه وتطبيقه لمبدأ الاشتراكية . وألوهية السادات مرتبطة بنصر أكتوبر . وإلوهية مبارك مرتبطة بالإصلاح الأقتصادي والأمن القومي .. فقد وجدوا في الحاكم الجديد المشير السيسي سبباً للتأليه لأنه اقتلع شوكة الاخوان وكان المعول الرئيسي لنجاح ثورة 30 يونيه. لا أقلل من قيمة ما فعله المشير السيسي فلولاه لسحقنا بين فكي رجل الإرهاب وجماعته المتأسلة .. ولكن هذا دوره وواجبة كجندي مخلص أو بالأحري كقائد في جيش مصر المنوط بحمايتة .. ولكن لأن قليلاً ما نري منا شخصاً يؤدي دوره بالكفاءة المطلوبة أو يؤدي واجبه كاملاً .. ولذلك نعتبر أن من يخلص في آداء واجبه يكتسب صفه الإلوهية .. أقدر المشير السيسي وصوتي له ولكن أتمني ألا أندم فقد أشعل حملة المباخر مباخرهم مبشرين بإله جديد فهم أشبه بكهنة المعبد الذين ينتظرون الهبات والعطايا ليتقا سموها فيما بينهم داعين البسطاء إلي مزيد من الصبر والأمل . ولا يهم أن تتحقق أحلام هؤلاء البسطاء من عدمه .. فالغنائم وحدها هي الغاية والمأرب .. ولا أشك لحظة في قدرة المشير السيسي علي وضع الدائرة الحمراء حول حملة المباخر وإزاحتهم من المشهد. أتمني أن يستعين المشير السيسي بأهل الخبرة لأنهم ليسوا من حمله المباخر .. يختار من يصدق القول لامن يحمل الحقائق حتي يتثني له العبور بمصرنا إلي بر الأمان.