كان الله في عون أي مسئول يتولي قيادة السفينة في هذه المرحلة.. فالرياح عاتية. والأمواج عالية. والعواصف كاسحة. والأنواء مدمرة.. والقيادة تحتاج إلي حكمة وهدوء. وحسم وحزم. وقراءة الأحداث المحلية والدولية. والمخاطر المحيطة بحدود الوطن بعين بصيرة. ورؤية سديدة.. والحقيقة أن التركة ثقيلة والمطالب كثيرة.. والقادم لا يملك عصا سحرية يحل بها كل المشاكل بين يوم وليلة.. هناك تحديات داخلية يمكن التغلب عليها. لكن مخاطر مشروع الربيع العربي ومخطط الشرق الأوسط الجديد.. وإصرار الآخر الذي درَّب وموَّل علي تنفيذ مخططه والإيقاع بكل دول المنطقة في الفخ. وتنفيذ السيناريو الموضوع سلفاً بكل دقة وبأساليب وصور عديدة.. يظل الخطر الأكبر الذي يواجه مصر في المرحلة القادمة. خاصة بعد تسلل أخطر العناصر الإرهابية والكم الهائل من الأسلحة الخفيفة والثقيلة عبر الحدود الشاسعة مع ليبيا إبان ثورة 25 يناير وفي فترة حكم المعزول.. إلي جانب بعض الحركات التي تم تدريب أفرادها وتمويلهم لإشعال الفتن والاحتجاجات وقطع الطرق واستخدام المولوتوف وحرق المنشآت. وتحت شعارات ثورية وحقوقية يمكنها استمالة البسطاء من الكادحين والمقهورين أحياناً للثورة والاحتجاج في أي زمان ومكان.. والسيناريوهات جاهزة والشعارات مرفوعة والمدربون من بعض الشباب والممولون ينفذون وما حدث من قبل.. يمكن حدوثه لاحقاً.. وبكل سهولة. فكما قلت الذي خطط ودرب ومول. مازال علي عهده ويريد تنفيذ مخططه.. والساحة مؤهلة لاستنساخ السيناريو العراقي والسوري والليبي. * * * من هنا فإن نجاح أي قائد للوصول بالسفينة إلي بر الأمان يظل مرهوناً بعوامل عديدة يأتي في مقدمتها وعي الشعب بالمخاطر التي تحيط بالوطن.. ووعي الشعب بخطورة الطابور الخامس الذي تسلل إلي بعض الفضائيات والذي يساند بعض التوجهات التي تحمل في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب.. لتنفيذ مخطط إسقاط الدولة وتفكيك الجيش. وستبدأ الحملة برفض أي قيادة عسكرية لقيادة البلاد رغم الحاجة الشديدة في هذا التوقيت بالذات إلي الانضباط العسكري والحزم والقراءة الواقعية لإحباط مخطط إسقاط الدولة.. لكن يعد الطابور الخامس وعبر بعض الفضائيات سيناريوهات مرشح تحت شعارات ثورية. بينما الهدف التمكين من دخول البلاد في دوامة العنف والانقسامات.. لذلك هناك بعض الدول التي تحارب من وراء الستار ترشح المشير عبدالفتاح السيسي للرئاسة لأنها تدرك أنه ربما القائد الوحيد بفضل الله الذي يمكنه قيادة السفينة إلي بر الأمان. كما أنقذها من حرب أهلية وتقسيم وتفتيت وأعاد المصريين إلي حضن الوطن الغالي. * * * وأنا شخصياً. وفي مرحلة سابقة. وفي ذات المكان قلت إنني أفضل أن يبقي السيسي في منصب وزير الدفاع لأنه أخطر منصب في الدولة. واستطاع من خلاله حماية البلاد من حجم المخاطر المحيطة بها.. وأن الجيش هو درع الوطن في السلم والحرب والأزمات. وأن المتربصين بهذا القائد من دول وأفراد وجماعات وحركات وفضائيات.. كثيرون والمزاعم الواهية جاهزة لديهم. وترشح هذا القائد للرئاسة قد يعطي هؤلاء مبرراً للنيل من هذا القائد الوطني المخلص. والحمل ثقيل علي أي رئيس قادم.. فما بالك لو كان هذا الرئيس هو القائد الذي أحبط مخطط إسقاط الدولة ووجه لطمة قوية للخارج والداخل. وحمي الشعب والدولة من حرب أهلية. قطعاً.. ستكون السهام كثيرة ومنصات التصويت عديدة.. لذلك قلت أنا أفضل أن يبقي المشير هو القائد العام للقوات المسلحة.. مايسترو في الدفاع عن مصر.. بعيداً عن مرمي سهام أي متربص. لكن علي الجانب الآخر.. منصب الرئيس في هذا التوقيت بالذات لابد أن يشغله قائد شجاع. حازم وحاسم. يملك شعبية جارفة. يملك القدرة علي اتخاذ القرار. والمواجهة. وطني مخلص. يدرك حجم المخاطر المحيطة بالبلاد. * * * إن وعي الشعب وقدرته علي التمييز بين الوطني المخلص وأصحاب الأقنعة والشعارات الثورية الزائفة.. هو المعيار وهو أساس الاختيار.