طبول حرب جديدة أمام ابواب الفلوجة حرب قرر الجيش العراقي ان يشنها علي مسلحي داعش الذين احتلوا المدينة منذ أسابيع. مجلس الوزراء فاجأ الجميع باعلانه تحويل قضاء الفلوجة إلي محافطة في هذا الوقت الصعب وهو ما رفضته الفلوجة وأمها الأنبار. رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن أن الوقت قد حان لطرد مقاتلين تنظيم القاعدة من بلدة الفلوجة وبالفعل قصف الطيران الحربي العراقي مناطق بالفلوجة علي اثرها ظلت 60 عائلة عراقية داخل منازلها تحت الحصار في منطقتي النعيمية. وراح الكثير من الابرياء ضحايا للهجوم وكان المالكي قال في كلمته الأسبوعية أنه لم يعد هناك متسع لدخول الفلوجة وحسم الامر فيها مشيرا إلي ان هناك خسائر ستقع في هذه المعارك. الا انه مضطرب لذلك. وأضاف المالكي ان زعماء العشائر يجب ان يجبروا الجماعة علي الانسحاب حقنا للدماء ولمنع وقوع المزيد من الدمار في المدينة وإنقاذ أهلها من شرهم. لكن السؤال المحير بالفعل هو ماذا يجري في الفلوجة؟ سؤال محير حقا فقد عرف الجميع قبل نحو 3 أسابيع أن الفلوجة سقطت بالكامل واصبحت تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ورأينا علي شاشات الفضائيات مسلحي التنطيم العرب والشيشان والافغان والعراقيين يتجولون بسياراتهم وأسلحتهم في شوارع الفلوجة. ثم سمع الجميع تحذير الحكومة مما يجري ومطالبتها شيوخ العشائر بطرد المسلحين وإلا واجهوا هجوما عسكريا شاملا ثم أحاطت حشود عسكرية بالفلوجة بشكل مكثف. بعد ذلك دار الحديث عن عدم وجود داعش في الفلوجة ونفي وجهاء المدينة وجود اي مسلح أو عنصر من القاعدة هناك فيما لم يشهد أحد كيف انسحب المسلحون وإلي أين ذهبوا؟ بعد أيام تجتاح بغداد موجة تفجيرات ويسقط عشرات القتلي والجرحي وتخرب الأملاك وتنهب الأموال وتتهم داعش بادخال المفخخات إلي بغداد وتتسرب أنباء عن مؤامرة تعد في الفلوجة لإسقاط بغداد. وسط كل هذا الموقف المتفجر قرر مجلس الوزراء أن يجعل الفلوجة محافظة وهذا يحير المراقبين ويثير أكثر من سؤال عن حقيقة ما يجري وعن تفسير المواقف الحكومية منه ولكن المراقبين يقولون انهم تعودوا من رئيس الوزراء علي زج البلد في أزمات متعددة في وقت واحد وهو أمر لا يخدم تطلعات المجتمع العراقي. مجلس محافظة الأنبار الذي تتبع له مدينة الفلوجة رفض قرار مجلس الوزراء بجعل الفلوجة محافظة مستقلة فقرار تحويل المدينة إلي محافظة ضمن السياق الدستوري يجب أن ينبثق عن إرادة أبناء المدينة. ثم يتبناه مجلسها البلدي ثم يبناه مجلس محافظة الأنبار. وهو أمر لم يحدث الغريب في الأمر أن الأنبار كلها وقضاء الفلوجة بالتحديد أصبحت محاصرة ما بين مطرقة الإرهاب وداعش وقاعدة الظواهري ومسلحين من العشائر وغيرها ما بين سندان الجيش العراقي والقوات الأمنية والمتضامن معهامن الصحوات والعشائر وفي هذه الظروف ربما لم يعلم أهل الفلوجة أنفسهم بهذا القرار. هناك من يعتبر هذا القرار محاولة لخلق مزيد من الإرباك للسياسيين في وقت تحتاج فيه البلاد إلي كثير من التجانس. يذكر ان كبار شيوخ عشائر الفلوجة قد اختاروا تشكيل إدارة مدنية جديدة وتعيين قائم قام وقائد للشرطة من أهالي المدينة. لتفادي اجتياح الجيش لمدينتهم. لكي هذا القرار لم ير النور إثر رفضه من قبل مسلحي داغش الذين سيطروا علي المدينة. ويري المهتمون بالشأن العراقي أن مثل هذه الظروف يمكن أن يضع العراق برمته بين فكي حرب أهلية يمثل امتدادا للعنف الجاري في سوريا منذ 3 أعوام. لاسيما أن العراق يعاني من تهتك خطير في نسيجه المجتمعي.