بينما يسعي ديناصورات الاستيراد لإغراق السوق بالمجمد المستورد تقف صناعة الدواجن المصرية مهددة بالإنهيار بعد نفوق أعداد كبيرة من الطيور بسبب غش التحصينات مما أدي لخروج عدد كبير من المربين من السوق وخاصة بعد نقص أسطوانات الغاز التي تستخدم في التدفئة وكذلك ارتفاع أجور النقل. يقول أيهاب عيسي تاجر جملة هذه الصناعة تواجه الآن مشاكل عديده منها نفوق الطيور ونشاط الأمراض الفيروسيه في الشتاء ومن أهمها "مرض ميكوبلازما" وهو مرض وراثي يصيب البيضه وينتقل للكتكوت ويصيب الأمهات بفيروسات تؤدي لضعف انتاج الكتاكيت ولا يوجد أدني دعم من الدولة علالوه علي فرض ضرائب عالية بتقديرات جزافية والجدير بالذكر أن فرق السعر ما بين سعر المزارع وتاجر التجزئة لا يتعدي الجنيه ونصف أو 2 جنيه نظير النقل والعمالة والطيور النافقة ولا يتبقي مكسب سوي قروش قليلة. ويشير محمد متولي صاحب مزرعة وأزمة اسطوانات الغاز من بداية فصل الشتاء تصل ثمنها إلي 50 جنيهاً والعنبر الواحد يحتاج إلي 5 أنابيب يومياً نضطر لتشغيل دفايات كبيرة بالمزرعة مما يكلفنا من كيروسين بأسعار باهظة ونقص الأنابيب دفعني إلي شراء "الهيتر" وهو عبارة عن جهاز يعمل بالجاز وأدفع 900 جنيه كل 3 أيام لتشغيله غير صيانته مع أهمية ايجاد حلول سريعة لتوفير اللقاحات المناسبة للقضاء علي الأمراض والفيروسات التي تنتشر بين الدواجن وعدم التخلص العشوائي من الدواجن المصابة وعمل مدافن صحية تحت أشراف طبيب بيطري. ارتفاع أسعار العلف ويضيف ممدوح الشيمي صاحب مزرعة دواجن نعاني اشد المعاناة بسبب الارتفاع المفاجيء لأسعار اعلاف الذرة وفول الصويا وهي محاصيل مستورده ونطالب الدولة بالتوسع في زراعتها علاوه علي أن التحصينات التي تعطي للطيور لحمايتها من الأمراض احيانا تكون مغشوشة ويضاف إلي كل هذا اننا لا نحصل علي حصه من الغاز المدعم مما يزيد تلكفه الدواجن. ويشير محمود فايز وسيط إعلاف إلي أن سعر طن العلف يتراوح ما بين 2200 - 2300 جنيه واحياناً يصل إلي 3000 جنيه بسبب الاستيراد من امريكا والارجنتين واوكرانيا وترتفع به نسبة الجلاتين والبروتين ويجب أن يكون من مصدر موثوق فيه حتي يعطي انتاجيه عالية ويحذر علي محمد مربي دواجن من عدم وجود رقابة علي معامل التفريخ ومحطات الأمهات مؤكداً علي أهمية انشاء مجازر تحت رقابة حكومية بمجهودات ذاتية وهو ما سيسهم ايضا في تشغيل الشباب. يذكر أحمد السني صاحب مزرعة دواجن مشكلة صناعة الدواجن تكمن في أن 90% من المزارع غير مرخصة مما يتسبب في ارتباك السوق لانهم يستخدمون اسطوانات مدعمة علاوة علي أن الأدوية البيطرية غير موجودة ومعظمها مضروب فضلاً عن عدم وجود رقابة علي بورصة الدواجن التي اصبح يتلاعب بها من قبل أشخاص يتربحون منها. يشير أحمد رشاد وسيط إلي استخدام اصحاب المزراع لاسطوانات الغاز المعدمة وانتقالها من مزرعة لأخري مما تصيب بعض الطيور بالأمراض الفيروسية والحل في استخدام بعض مولودات للطاقة للتدفئة حتي لا يهدر المال العام وللعلم أن هناك مولدات سعرها بسيط للغاية لا يتعدي 4000 جنيه. مخاطبة الوزارات عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الانتاج الداجني يقول أن صناعة الدواجن تقدم 63% من البروتين الحيواني للمستهلكين بالسوق المصري ويعمل بها قرابة ال 2 مليون عامل ونحن نسعي لحماية هذه الصناعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الاستيراد من الخارج وتكمن مشاكل هذه الصناعة في آنها قامت علي العشوائية في 70% منها وهناك مزارع عديدة بدون ترخيص وقد قامت الشعبة بمخاطبة وزارات "الصناعة والتموين والبترول" لتوفير حصه من الاسطوانات للمزارع المرخصة كما طالبنا وزير الزراعة بالتوسع في استزراع الذره الصفراء لانها المصدر الاساسي للتغذية الدواجن ومؤخراً قمنا بتنظيم مؤتمر تحت عنوان "الثروة الداجنة بين الواقع والممول" لبحث المشاكل المتعلقة بهذه الصناعة كتحديث المجازر ومستلزمات الانتاج والاعلاف حيث أن الأعلاف تمثل 70% من المشكلة. صناعة الاستثمارات جمال صيام استاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن صناعة الدواجن هي احدي القطاعات الهامة في الاقتصاد الزراعي المصري حيث أن فيها استثمارات تعدت ال 14 مليار جنيه ويعمل بها حوالي 2 مليون مواطن وهي وسيلة لسد الطلب علي اللحوم ولكنها كصناعة تواجه كثيراً من المشاكل أهمها عدم وجود سياسة حكومية محددة. مشيراً لمشكلة عشوائية المزارع ووجودها داخل الكتل السكنية وعدم وجود ارشاد بيطري أو أدوية للقضاء علي مشكلة النفوق والتي تؤدي لارتفاع السعر.