طلع علينا مؤخراً عبدالرحمن رشاد رئيس الاذاعة بفكرة انشاء إذاعة جديدة للاغاني علي الرغم من أن وزارة الاعلام قد أنشأت هذه الاذاعة منذ 17 يونيه عام 2000 وقت ان كان حمدي الكنيسي رئيسا للاذاعة وكانت الاذاعية نبيلة مكاوي أول مدير عام لها واستمرت تديرها ست سنوات وهي تبث ارسالها علي مدار اليوم بلا توقف وتقدم كافة ألوان الغناء والبرامج المتعلقة بالاغنية ولكن الاذاعة الجديدة كما صرح رشاد سيخصصها للاغنيات الشعبية التي يستمع إليها عشاق هذا اللون في الميكروباصات والتوك توك مع العلم ان اذاعة الاغاني تذيع مثل هذا الغناء الشعبي ولكن المحترم في كلماته وللأصوات الصالحة للغناء بينما في اغاني وسائل المواصلات يستمع الشعب إلي كلمات هابطة وأصوات لا ترقي لأن تمر علي اسماعنا وتخترق آذاننا. ونحن إذا نظرنا إلي تاريخ الأغنية الشعبية لدينا فنجد انها لم تقتصر علي شعراء بعينهم بل كتب كلماتها من تراثنا الشعبي عظماء وفطاحل مثل وعبد الرحمن الابنودي وبيرم التونسي وفؤاد حداد وعبدالوهاب محمد ومجدي نجيب وعبدالسلام أمين وغيرهم ثم ان مطربينا الشعبيين كانوا مثل محمد عبدالمطلب ومحمد رشدي ومحمد قنديل ومحمد العزبي ونجوم الموالد والساحات الشعبية من الذين اكتشفهم الكاتب الشعبي الشهير زكريا الحجاوي ومنهم خضرة محمد خضر وفاطمة سرحان ومن الرجال محمد طه وأبودراع وكم استمتعنا بما قدموه من خلال أفلام السينما والحفلات العامة في اضواء المدينة ثم ظهرت فاطمة عيد وكانت لها فترة ازدهار وشهرة ولها من الانتاج الغنائي ثمانمائة اغنية في هذا اللون ولا ننسي بالطبع الفنان أحمد عدوية الذي ما ان ظهرت له أغنية "السح الدح" حتي قامت الدنيا عليه ولم تقعد وتم منعه من القيد في الاذاعة كمطرب شعبي ولكنه اشتهر من خلال سوق الكاسيت والالبومات الغنائية وصار نجم الحفلات الخاصة حتي ان احداها جمعته مع عبدالحليم حافظ فغني حليم أغنية "السح الدح" وغني عدوية "خسارة" ثم من بعده ظهر حكيم وشعبان عبدالرحيم وأحمد سعد وأمينة وأخيراً بوسي وغيرهم قبلهم وبعدهم كثيرون ولكن المهم هو ما يقدمونه من كلمات ومعاني ترتقي بذوق الشعب ولا تتدني به إلي درجات الهبوط الاخلاقي.. إن الاغنية الشعبية موجودة في حياتنا منذ قديم الزمان ولها دراسات جامعية ورسائل علمية ويجب الحفاظ عليها من الاندثار ولكن يجب تنقية الكلمات التي تقدمها للمستمع ويمكن ان تخصص لها اذاعة الاغاني ساعة يومياً للمطربين المعتمدين بالاذاعة والتي وافقت لجنة النصوص علي كلمات اغنياتهم لا أن ننشئ إذاعة خاصة لأغاني الميكروباص بدعوي أنها ستكون مصدراً للدخل المادي وانقاذ الاذعة من شبح الافلاس لأن الاذاعة أحد مصادر الثقافة والمعرفة وهي وسيلة اعلامية تحكمها القيم ولها ميثاق يجب الحفاظ عليه من اذاعة اغنيات مسفة وهابطة وتكفينا العشوائيات التي تحيط بنا من كل مكان ولا نزيدها بتخصيص إذاعة لأغاني الميكروباص والتوك توك.