أنقذت العناية الإلهية منطقة بولاق أبوالعلا من كارثة محققة بعد اندلاع حريق هائل داخل محل قطع غيار موتوسيكلات بجوار مكتب بريد 26 يوليو الملاصق لوزارة الخارجية ومبني ماسبيرو ومسجد السلطان أبوالعلا لتغطي سماء المنطقة ألسنة اللهب والسحب السوداء التي امتدت لعشرات الأمتار في الوقت الذي أصيبت المنطقة بالشلل التام وسط توقف السيارات أعلي كوبري 15 مايو المواجه لموقع الحريق. تلقي اللواء جمال فريد حلاوة نائب مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة بلاغا بنشوب حريق داخل محل قطع غيار "زاجمار" للموتوسيكلات في شارع 26 يوليو فانتقل إلي هناك علي رأس 10 سيارات إطفاء في الوقت الذي تم توجيه سيارتين من وحدة إطفاء ماسبيرو لسرعة التعامل مع ألسنة اللهب خوفا من امتداد النيران لباقي المحلات التي تكتظ بها المنطقة في الوقت الذي أمسكت النيران بجزء من مكتب بريد بولاق أبوالعلا. فور وصول سيارات الإطفاء بإشراف اللواء ممدوح عبدالقادر مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة تم نشر القوات في ثلاث مجموعات الأولي اقتحمت المكان لمكافحة الحريق من مصدره والثانية استخدت السلالم الهيدروليكية لمكافحة ألسنة اللهب من أعلي في الوقت الذي قامت المجموعة الثالثة بإخلاء المنطقة وفرض كردون أمني خوفا من وقوع إصابات في الأرواح. استمر الحريق لأكثر من ثلاث ساعات أتت خلالها النيران علي محتويات المكان بالكامل حتي نجح رجال الحماية المدنية في الوصول إلي مصدر الحريق وإخماد النيران لتبدأ عمليات التبريد خوفا من تجدد ألسنة اللهب مرة أخري. تسبب الحريق في إصابة أمين شرطة من رجال الحماية المدنية بعد سقوط السقف الخشبي للمحل عليه أثناء مشاركته في عمليات الإطفاء وقام العميد أشرف حسني مأمور قسم بولاق باستدعاء سيارة اسعاف ونقله للمستشفي للعلاج. تبين أن الحريق نشب في محل علي مساحة 500 متر يستخدم لبيع قطع غيار الموتوسيكلات مكدس بالبضائع التي تفحمت بالكامل وأن وجود قطع مصنوعة من البلاستيك والكاوتش ساعد علي امتداد النيران لتمسك في المكان بأكمله علاوة علي أن الأسقف خشبية والتي أمسكت فيها النيران هي الأخري ليجد رجال الحماية المدنية صعوبة بالغة في السيطرة علي الحريق في بدايته. رجحت معاينة رجال المعمل الجنائي نشوب الحريق بسبب ماس كهربائي في إحدي لوحات الكهرباء بالمكان تطاير علي إثره الشرر ليمسك بقطع الغيار وتم التحفظ علي أجزاء من موقع الحريق لتحليلها والتأكد ما إذا كان الحادث متعمدا أم بفعل فاعل. تسبب الحريق في احتراق جزء من مكتب بريد بولاق أبوالعلا بشارع 26 يوليو الملاصق للمحل المحترق وكادت النيران أن تمتد لوزارة الخارجية التي تقع خلف المحل مباشرة بالإضافة لمبني ماسبيرو ووزارة الإعلام. قدرت الخسائر المبدئية بأكثر من 4 ملايين جنيه وقررت النيابة انتداب لجنة من الحي لمعاينة موقع الحريق وبيان مدي تأثره بالنيران من عدمه والاستعلام عما إذا كان صادرا له ترخيص وانتداب خبراء المعمل الجنائي لبيان سبب الحريق وتحديد موقع بدايته وخط سيره. أكد عدد من شهود العيان ل"الجمهورية" أنهم فوجئوا أثناء تواجدهم بشارع 26 يوليو بخروج دخان كثيف من داخل محل "زاجمار" لتسود حالة من الرعب والفزع في المنطقة بسبب الزحام الذي تشهده بفعل الباعة الجائلين الذين ينتشرون في الشارع خاصة الذين يعرضون ملابس "البالة" علي استاندات في نهر الطريق فأسرعوا إلي حملها والفرار قبل أن تمتد إليها ألسنة اللهب لتشهد المنطقة حالة من الكر والفر قبل وصول سيارات الحماية المدنية وقيام رجال الشرطة بفرض كردون أمني لعزل المنطقة. تسبب الحريق في إصابة منطقة الزمالك ووسط القاهرة بالشلل التام بعد أن توقفت حركة المرور أعلي كوبري 15 مايو وشارع 26 يوليو والجلاء وكورنيش النيل أثناء تصاعد ألسنة اللهب.