عاد الإرهاب الاسود يحصد أرواح الكثيرين من الأبرياء دون ذنب لم يفرق بين رجل وطفل وسيدة أو بين جندي وضابط.. الكل امامه سواء.. والغرض اخراس الالسنة وعودة الشعب مرة أخري لعالم الغيبوبة.. والجديد في الأمر ان الارهاب منذ سنوات كان موجهاً ضد فئة الضباط والمسئولين والكتاب جانيا في طريقه بعض الابرياء.. اما الآن وقد كشفت تلك الجماعات عن وجهها القبيح أصبح الرصاص يعرف طريقه لصدر الشعب المصري كله. ولكن اختار مجموعة من الجهاديين التائبين طريقهم وسط كل ذلك من خلال تكوين حركة اسموها الجبهة الوسطية لمواجهة العنف مهمتها نشر الفكر الوسطي. حرصت "الجمهورية" علي فتح حوار مع قادتها وهم من اخطر التكفيريين خلال فترة التسعينيات شهدوا علي الكثير وكأن هذا الحوار مع منسق الحركة صبرة القاسمي الجهادي التكفيري السابق "الفئة" كما كان يلقب بالسجن. حينما تتحدث معه تجده يتمتع بالسماحة واللين وعندما تعرف تاريخه منذ ما يقرب من 25 عاماً تفاجأ انه كان من أخطر الجهاديين وأكثرهم تعصبا تم سجنه 16 عاماً في قضايا إرهاب بداية من 91 وحتي 2006 كان اهمها محاولة اعتيال مأمور سجن استقبال طرة عام 91 بالاضافة إلي العديد من العمليات الارهابية التي ادت إلي مكوثه ستة عشر عاما متقطعين داخل السجون ليكون مصاحبا وشاهدا علي الكثير من قادة جماعة الإخوان وغيرها من الحركات الدينية المتشددة وعرف بين الاسوار ما لم يعرفه بالخارج لتتحول حياته إلي طريق آخر بعيدا عن الدماء. * سألناه متي انضممت إلي جماعة الجهاد وما هي الاسباب التي أدت بك إلي هذا الطريق ** قال: انضممت في أول الامر إلي جماعة الإخوان عام 85 كان عمري وقتها ستة عشر عاما وكان استقطابي علي يد الدكتور وجدي غنيم باحد مساجد الاسكندرية وتأثرت بافكاره وخطبه الحماسية التي يدعو فيها إلي الجهاد ومواجهة الحاكم الكافر وكل المؤسسات الموالية له وزرع أقوال منقوصة عن السلف الصالح وفي بداية عام 86 انضممت إلي ما سمي وقتها إعادة تنظيم الجهاد علي يد مجموعة من تنظيم الفنية العسكرية وكان أشهرهم الشيخ كرم عيسي ثم بدأت حوادث احراق اندية الفديو ومحلات الخمور علي مستوي المحافظات. * ما هي العمليات الارهابية التي شاركت فيها وسبب دخولك السجن؟ ** اشتركت في 6 اشتباكات مسلحة مع الشرطة اثناء محاولات القبض علينا ومحاولة اغتيال محمد السيد السعيد رئيس مباحث أمن الدولة بالقاهرة والذي اتهمته الجماعة الاسلامية بقتل المتحدث الرسمي باسم الجماعة علاء محيي الدين واتضح بعد ذلك أن الذي قتله عناصر من التكفيريين ومحاولة اغتيال باسم شعراوي الضباط بأمن الدولة ثم محاولة اغتيال مأمور استقبال سجن طرة ليتم القبض عليه في تلك القضية عام 91 والتي اسفرت عن اصابته ومقتل سائقه ومن داخل السجن ساعدت في محاولة اغتيال وزير الداخلية حسن الالفي وذلك عام 93 عن طريق ارشادي لنزيه نصحي راشد عن مكان الاسلحة المخبأة والذي كان مشاركا معي في عملية مأمور سجن طرة وهرب ليقتل في محاولة اغتيال حسن الالفي واعداد سيارة مفخخة لمهاجمة مقر أمن الدولة بلاظوغلي كان من المفترض أن اقودها إلا أن أمير المجموعة محمد سعد عثمان تراجع في اللحظة الاخيرة لانني كنت ماهراً في عملية رصد الضباط فقرر الأمير الغاء المهمة. * كيف تراجعت عن تكفيرك وقمت بعمليات المراجعة؟ ** بداية اندفاعي للمراجعة التي قام بها شيوخ الازهر داخل السجن كانت عندما شعرت بالذنب تجاه سائق مأمور سجن طرة وبرغم من انني لم اطلق الرصاص عليه بطريقة مباشرة وكان دوري ينصب علي قيادة السيارة والمراقبة لحماية زملائي الا انني مازلت أحمل ذنبه حتي يومنا هذا لانني كنت شريكاً في قتله وكنت في ذلك الوقت أكفر رئيس الدولة والمأمور وجميع المؤسسات لكني لم اقتنع بقتل جندي يؤدي خدمة الزامية ودفعة حظه العاثر في طريقنا ودفعني حب الاستطلاع إلي حضور الجلسات أنا وعدد قليل من زملائي بالعنبر وسط تهديدات 1100 جهادي كانوا معنا. * ما الذي جعلم تأخذ القرار؟ ** عدة عوامل بدأت بتغيير وتحطيم القواعد الاساسية للفكر التكفيري في رأسي من خلال علماء الازهر من خلال تصحيح صورة علماء السلف الصالح في اذهاننا عن طريق سرد جميع أقوال وأحاديث هؤلاء ومن ضمنهم ابن تيمية ممن يستند إليهم أهل التكفير الذين قاموا بقطع ما يريدون من أقوال السلف حتي يتواءم مع اهدافهم. وعقدة الذنب تجاه سائق المأمور وحقائق تلك الجماعات التي شاهدتها في السجن خلال فترة وجودي معهم. واتذكر قبل خروجي بأشهر عام 2005 واقعة جعلتني أشعر أن تلك الجماعات هم بالفعل اعداء المجتمع وكل ما هو وطني وليس ضباط الشرطة الذين كنا نستهدفهم. وبدأت عندما شعرت بأعراض الزائدة وتم تشخيص حالتي خطأ وانفجرت لاصاب بحالة تسمم ونقلت إلي مستشفي حلوان كان ذلك أول أيام العيد وفي حراستي ضباط من قطاع الحراسات لا اذكر اسمه ونصحه الطبيب بسرعة نقلي للقصر العيني وحاول الضباط الاتصال بقياداته وأمن الدولة ولم يستطع واثناء ذلك بدأت في الغياب عن الوعي ولم يستغرق تفكيره كثيرا وأسرع بحملي إلي سيارة الشرطة الخاصة به وأثناء الطريق قال لي انا سأغامر بمستقبلي لانقاذ حياتك أرجوك حاول الاحتفاظ بوعيك حتي لا تكون المغامرة غير مجدية ووصلنا إلي قصر العيني وتم انقاذي باعجوبة لاظل أحمل الجميل له ولافراد الشرطة الذين حاولت قتل العديد منهم. * هل عانيتم من اضطهاد زملائكم من التكفريين داخل السجن؟ ** كان أكثر ما يشغل تفكيرنا هو الخوف من انتقامهم وتعصبهم عن جهل إلي حد أن بعضا منهم كان يكفر نفسه في بعض الأقوال وبالفعل اصبحنا مثل المسلمين وسط جهلاء قريش خاصة بعد اعلان انشقاقنا عام 98 وطلبت من ضابط أمن الدولة انا وسبعة من زملائي وكنا الوحيدين الذين حضروا المراجعة عزلنا خوفا من بطشهم كنت وقتها أقوم بتأدية امتحانات ليسانس الحقوق التي حصلت عليها من داخل السجن فقام بوضعهنا مع قتلة السادات بليمان طرة ومكثت مع كرم زهدي وناجح إبراهيم وعصام دربالة وطارق الزمر وعبود الزمر أسامة قاسم وأنور عكاشة وصفوت عبدالغني وممدوح علي يوسف وفوجئت بأهوال اقلها أن الكثير منهم مرضي نفسيون خاصة عاصم عبدالماجد الذي انكر اجراءه مراجعات علي منصة رابعة بينما قام بعمل عدة مراجعات امامي بالسجن ليتضح كذبه. * هل كانت تلك المراجعات تتم بصورة صحيحة؟ ** قليل من كان يأخذها بمحمل الجد مثلنا اما عاصم عبدالماجد ومن معه خاصة قتلة السادات جنوا من وراء تلك المراجعات ملايين الجنيهات بعد بيع كتبهم في دول الخليج بالاضافة إلي حصولهم علي توكيل لبيع السكر مع رجل أعمال سهلته لهم أمن الدولة والمذهل انهم استأثروا بكل ذلك لانفسهم دون اشراك الشباب الذين تسببوا في دخولهم السجن بعد زرع افكارهم فيه مما تسبب في انقلاب الكثير من هؤلاء الشباب عليهم وليس بسبب المراجعات الصورية التي لم تكن سوي مشروع اجمالي بالسمع والطاعة ل20 ألف سجين حتي انني عاتبت ضابط السجن علي صوريتها. * هل تم تعذيب قتلة السادات أو غيرهم بالطريقة التي كانت توصف؟ ** كل ذلك كان ادعاءات مبالغ فيها لتحفيز الشباب علي ارتكاب الاغتيالات ومن ضمنها محاولتي وزملئي اغتيال مأمور سجن طرة علي إثر ادعاء بعض اعضاء الجماعة تعذيبه لهم وبعد شفائه جاء لزيارتنا وسألنا عن سبب محاولتنا قتله بالرغم من تدينه ومراعاة ضميره في كل شئ واتحدي مكتب الارشاد بأكمله أن يكون هناك من تم ضربه ولو صفعة. علي العكس تماما الكثيرين منهم حصلوا علي رسالة الدكتوراه وانجبوا ابناءهم وهم في السجن وكانت الزنزانة كأنها جناح فندقي عامر بأدوات الترفيه لا انكر وجود حالات تعدي علي مساجين من الجهاد لكنها كانت اما حالات فردية أو نتيجة لمحاولات اثارتهم للفوضي داخل السجن. الشاطر.. المرشد الحقيقي * مع من قضيت فترة السجن من قيادات الإخوان وما هي اهم أسرار تلك الفترة؟ ** عاصرت في تلك الفترة المرشد السابق محمد بديع الذي أصبح مرشدا للجماعة بعد ذلك لكنه لم يكن سوي رمز ديني فقط وعبدالمنعم أبوالفتوح المناهض لجماعة الإخوان حتي قبل الانفصال حتي انه ومختار نوح كانا يطالبان بالرقابة علي أموال الإخوان. أما محمد مرسي فكان مجرد مجند داخل مؤسسة الإخوان لم يرتق إلي مرتبة القيادة وخيرت الشاطر العقل المدبر والمرشد الفعلي لجماعة الإخوان والذي لا يزال حتي الان يمول جهاديي سيناء وغيرهم من خلف أسوار السجن بمساعدة التنظيم الدولي وفي أحد الأيام عام 2003 بينما كنت أعمل بكافتيريا السجن فوجئت بمحمد بديع يطلبني في أمر هام كان هذا الأمر وساطتي من خلال موقعي واتصالي بالضباط خاصة أمن الدولة لتوصيلهم رسالة من الجماعة كانت عبارة عن صفقة حاولوا إبرامها مع الرئيس الأسبق حسني مبارك وهي مساندة الجماعة لعملية توريث جمال مبارك مقابل الاعتراف بهم ومكاسب أخري كان ذلك في وجود مختار نوح وتحدثت بالفعل مع ضابط أمن الدولة الذي اتصل بقياداته وطلبوا منه عدم الرد والاستماع إلي المبادرة بالكامل ثم عرضوها علي وزير الداخلية انذاك حبيب العادلي والذي رفض طلب الجماعة خوفا من خداعهم. * ما هي الشخصيات التي كانت في قائمة الاغتيالات لدي التنظيم ولم تتم؟ ** د. أسامة الباز. ومجموعة من ضباط أمن الدولة بالاسكندرية علي رأسهم رشاد الشرقاوي والد باكينام الشرقاوي البابا شنودة صفوت الشريف زكريا عزمي مجموعة من ضباط أمن الدولة بالقاهرة علي رأسهم اللواء محمد السيد سعيد ثابت و7 محاولات مع أحمد شعبان رئيس النشاط الديني بالاضافة إلي محاولة خطف ابن اللواء مصطفي كامل مدير مباحث أمن الدولة انذاك والذي أصبح ضابط شرطة الان وذلك لمساومته علي الافراج عن بعض السجناء. الجماعة الإسلامية الملاذ الأخير للإخوان * ما رأيك في عودة سلسلة اغتيالات ضباط النشاط الديني مثل الشهيد محمد مبروك وهل تتوقع عمليات مماثلة؟ ** أتوقع المزيد من الارهاب في الفترة القادمة خاصة مع دخول الجماعات التكفيرية بسيناء إلي القاهرة والقيام بعمليات ارهابية كان من ضمنها محاولة اغتيال وزير الداخلية واغيتال الشهيد محمد مبروك وضرب الأطباق الصناعية بالمعادي وذلك نتاج التعاون بين الجماعات الاسلامية والإخوان بمصر والتنظيم الدولي الذي يجد في الجماعة بمصر الملاذ الأخير له قبل الاحتضار لذلك يساعدها بكل طاقته والإخوان بدورهم يوفرون الدعم المادي والمعنوي للجهاديين بسيناء والمحافظات وتأمين أماكن تواجدهم وسبل هروبهم أثناء وبعد العمليات الارهابية وهو ما يعكس العلاقة الروحية بين الإخوان وجميع التيارات المتشددة والتكفيرية المنبثقة أصلاً من جماعة الإخوان حيث يتمتع الاثنان بأيديولوجية واحدة والدليل علي ذلك أنه بعد اعتلاء الإخوان للحكم فتحوا باب التدريب للجهاديين وفي الأسبوع الأخير من حكم مرسي أثناء المهلة اجتمع ب 18 حركة اسلامية ما عدا حزب النور وعدهم بتطبيق الشريعة الاسلامية حتي ان بعضهم سخر منه لتعهده في ذلك التوقيت وكان من ضمن وعوده اتخاذ قرارات عنيفة ضد الليبراليين والعلمانيين واعد الرئيس السابق مرسي قائمة بها 1000 شخص من الاعلاميين والليبراليين طالب وزير الداخلية باعتقال من فيها الا انه رفض وكان علي رأس القائمة د. سعد الدين إبراهيم والعاملون معه بالمركز وبعض رءوس حزب النور وعدد من الاعلاميين علي رأسهم لميس الحديدي وعمرو أديب والكاتب عادل حمودة وتوفيق عكاشة ود. محمد الباز وانتهي الاجتماع بتأييده من تلك الحركات الاسلامية مما عكس عنده اعتقادا بالقدرة علي مواجهة 30 يونيو بمزيد من الاعتقالات.